البيت العربي

ما للمنازل لا تبن
عدد ابيات القصيدة:32

مــا للمــنــازل لا تــبــن
حــتــى ولا أضــحـت تـبـيـن
جـــف الثـــرى إذ خــف مــن
عــرصـاتـهـا ذاك القـطـيـن
وأنــا الحــزيــن عــليـهـم
أفــربــعـهـم أيـضـاً حـزيـن
أم هـذه الأشـجـان فـيـنـا
كــالحــديــث لهــا شــجــون
ولان بــكــت تــلك الربــى
فـمـن العـيـون لهـا عـيونُ
نـعـم المـعـين على تتابع
دمــعـهـا المـاء المـعـيـن
لو لم تـحـن أسـى لمـا اش
تــقـت مـن الحـزن الحـزون
وبكت حمائم لا تكاد هنا
ك تـــحـــمــلهــا الغــصــون
ورق مـفـجـعـة لهـا بـالنو
ح بـــــعـــــدهـــــم لحـــــون
وتــكــاد أصــلاد الصـخـور
لفـــرط رقـــتــهــا تــليــن
وتــرى الريــاح لهــا إذا
مــرت بــأيــكــتـهـا أنـيـن
وإذا تــهـب جـنـوبـهـا فـي
عــصــفــهــا فــلهــا جـنـون
مــا الشــأن إلا أن بـعـد
فــراقــهــم حــدثــت شــئون
كـــانـــت أمـــور فـــيــهــم
مــا خـلتـهـا أبـداً تـكـون
فـكـأنـهـم آل النـبـي وقد
أبـــــادهـــــم اللعــــيــــن
فــي يــوم عــاشـوراء لمـا
خــــانـــهـــم دهـــر خـــؤون
وغـــدت مـــنـــاهـــم حــيــن
عـزوا أن تـصيبهم المنون
لم يـقـبـلوا عـهـداً لجـيش
للنـــفـــاق بـــه كـــمــيــن
ورأوا جـمـيـعـاً أن اعطاء
اليــمــيــن لهــم يــمــيــن
وتــيــقــنــوا أن الحـيـاة
الظــن والمــوت اليــقـيـن
لهفي على قتلي أبيح بهم
حـــمـــى الديــن المــصــون
مــا فــيــهــم إلا صــريــع
بـــالصـــوارم أو طــعــيــن
غـدر الخـؤون بـهـم هـنـاك
ولم يــف الثـقـة الأمـيـن
وخـلت ديـارهـم كـما يخلو
مــــن الأســــد العـــريـــن
فـعـف الصـفـا مـن بـعـدهـم
وبــكــا لفـقـدهـم الحـزون
والركـــن صـــدعــه لعــظــم
مـــصـــابــهــم داء دفــيــن
والقـبـر منذ الفتك فيهم
مـــا لســـاكـــنـــه ســكــون
يــا عــاذلي رفـقـاً فـإنـك
فــيــهــم عــنــدي ظــنــيــن
كــم ذا تــهـون مـن جـليـل
مــصــابــهـم مـا لا يـهـون
فــارفـض عـداهـم إن غـدوت
بـــديـــن جـــدهـــم تــديــن
إن البــراء مـن الأعـادي
للولاء لهـــــم قـــــريــــن
يــا بــقـعـة بـالطـف حـشـو
تــرابــهــا دنــيــا وديــن
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: طلائع بن رزيك
وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.
واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.
واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.
وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.
شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.
له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).