البيت العربي
مَا لِهَذَا الخَافِقُ الوَاهِي يَجِبْ
عدد ابيات القصيدة:41
مَـا لِهَـذَا الخَافِقُ الوَاهِي يَجِبْ
جَــزَعــاً لِلمَــوْتِ وَالمَــوْتُ يَـجِـبْ
جَــــلَلٌ أَنْ يَــــتَــــوَلَّى شَـــاعِـــرٌ
كَـيْـفَ وَالشَّاـعِـرُ عُـبْـدُ المُـطَّلـِبْ
أَنُــعَــزِّي فِــيـهِ أَهْـلاً أَوْ حِـمًـى
وَالْمُــعَـزَّى فِـيـهِ جُـمَّاـعُ العَـرَبْ
هَــلْ قَــرَأْتُــمْ شِــعْـرَهُ إِلاَّ وَقَـدْ
خِـلْتُـمُ السِّحـْرَ مِـنَ الشِّعـْرِ وَثَـبْ
فَــاعِــلاً مَــا عَــزَّ أَنْ تَــفْـعَـلَهُ
فِـي رَصِـينَاتِ النُّهَى بِنْتُ العِنَبْ
دَرُّهُ كَـــالدُّرِّ فِـــي كَــاسَــاتِهَــا
وَنِــظَــامُ الدُّرِّ فِــيـهِ كَـالجَـبَـبْ
كَــمْ رَوَاهُ مُــنْــشِــدُوهُ فَـارْتَـوَى
سَـامِـعُـوهُ مِـنْ يَـنَـابِـيـعِ الطَّرَبْ
قَــيَّضــَ الإِبْـدَاعُ فِـيـهِ مُـلْتَـقَـى
أَدَبَــيْــنِ اتَّصــَلاَ بَــعْــدَ حِــقَــبْ
فَـــــكَـــــلاَمٌ بَــــدَوِيٌّ لَوْ بَــــدَا
فِـيـهِ لَوْنٌ لَمْ يَـكُـنْ إِلاَّ الذَّهَبْ
خَـالِصُ النِّسـْبَـةِ فِـي العِتْقِ إِذَا
مَـا دَعَـا لِلفَـخْـرِ دَاعٍ فَـانْـتَسَبْ
وَمَــــعَــــانٍ حَـــضَـــرِيَّاـــتٌ جَـــلاَ
حَــسْــنَهَــا مِـنْهُ طِـرَازٌ لَمْ يُـعَـبْ
تَـــتَـــرَاءَى فِــي حِــلىً لَمَّاــحَــةٍ
يَـسْـتَـطِـيرُ المَاءُ فِيهَا كَاللَّهَبْ
رُبَّ مَــمْــرُورٍ مِــنَ الجَهْــلِ نَـعَـى
صِــحَّةــَ القَــوْلِ عَــلَيْهِ فَــنَــعَــبْ
خَـالَ إِغْـرَاباً وَمَا الإِغْرَابُ فِي
ذَلِكَ اللِّفْـظِ الأَصِـيـلِ المُـنْتَخَبْ
إِنَّمـــَا الإَغْـــرابُ فِـــيـــهِ أَنَّةُ
عَــرَبِــيٌّ بَــيْــنَ أَهْـلِيـهِ اغْـتَـرَبْ
آخِــذُ المَــعْــدِنَ مِــنْ مَــنْــجَــمِهِ
هَــلْ عَــلَيْهِ حَــرَجٌ يَــا لَلَعَــجَــبُ
إنَّ لِلفُــصْــحَــى نُــشُــوراً هَـيَّأـَتْ
أُمَـــمُ العُـــرْبِ لَهُ كُـــلَّ سَـــبَــبْ
مَــا يُــرِيــدُونَ مِـنَ الشِّعـْرِ إِذَا
لَمْ يَـكُـنْ صُورَ النُّشُورِ المُرْتَقَبْ
ذَلِكَ البَــعْـثُ هُـوَ الفَـتْـحُ الَّذِي
لَيْــــسَ يَــــعْــــدُوهُ لِذِي لُبٍْ أَرَبْ
وَهُــوَ الجَـامِـعَـةُ الكُـبْـرَى لِمَـنْ
فَـاهَ فِـي الشَّرْقِ بِـضَـادٍ أَوْ كَتَبْ
فَــلَئِنْ لَمْ تُــوفَ مَــا حُــقَّ لَهَــا
قِــبَــلِ الجِـيـلِ لَقَـدْ تَـبَّتـْ وَتَـبْ
رَحِـمَ اللهُ ابْـنَهَـا البَـرَّ الَّذِي
نَــدَبَــتْ مِــنْهُ سَــرِيّـاً فَـانْـتَـدَبْ
أَيُّ سَهْـــــــمٍ صَـــــــائِبٍ فَــــــوَّقَهُ
مَــنْ رَمَــاهُ فَـرَمَـاهَـا عَـنْ كَـثَـبْ
سَـلْ كِـبَـاراً بَـلَغَـوا تَـأْدِيـبَهُـمْ
وَصَـغَـاراً لَمْ يَزَالُوا فِي الطَّلَبْ
يَـذْكُـرُوا لِلشَّيـْخِ فِـي أَعْـنَـاقِهِمْ
مَــا لَهُ مِــنْ فَـضْـلِ أَسْـتَـاذٍ وَأَبْ
وَقَــفَ العُـمْـرَ عَـلَى تَـثْـقِـيـفِهِـمْ
يَــــــتَــــــوَلاَّهُ بِـــــجِـــــدٍّ وَدَأَبْ
لاَ بُــبَــالِي مَـا يُـقَـاسِـي دُونَهُ
مِــنْ سُهَــادٍ وَيُـعَـانِـي مِـنْ نَـصَـبْ
جَــافِــيَــاً وَالرِّفْـقُ فِـي جَـفُـوتِهِ
حَـدِبـاً فِـي خَـيْـرِ مَـعْـنَـىً لِلحَدَبْ
نَـــزُهَـــتُ أَخْــلاَقُهُ وَانْــتَــبَــذَتْ
كُــلَّ مَــا فِــيــهِ مَــثَـارٌ لِلرِّيَـبْ
وَإِذَا التَّعــْلِيــمُ لَمْ تُـقْـرَنْ بِهِ
قُـــدْوَةٌ صَـــالِحَــةٌ جَــرَّ العَــطَــبْ
إِنَّ خَطْبَ الفَضْلِ فِي الأُسْتَاذِ لَمْ
يُـكْـرِ فِي الشِّدَّةِ عَنْ خَطْبِ الأَدَبْ
كَـــانَ حُـــرَّ الرَّأْيِ لاَ يَــطْــرِفُهُ
رَغَــــبٌ عَــــمَّاــــ رَآهُ أَوْ رَهَــــبْ
وافِــيــاً مَهْــمَــا يَــسُـمْهُ عَهْـدُهُ
صَـادِقـاً مَهْـمَـا يَقُمْ عِذْر الكَذِبْ
حَـــسَـــنَ السِّيـــرَةِ فِـــي أُسْــرَتِهِ
حَـسَـنَ الخِـيـرَةِ فِـيـمَـنْ يَـصْـطَـحِبْ
بَــالِغــاً فِــي كُــلِّ نَـفْـسٍ رُتْـبَـةً
قَـصَّرَتْ عَـنْ شَـأْوِهَـا أَسْمَى الرُّتَبْ
رَاضِـيـاً مِـنْ قِـسْـمَـةِ اللهِ بِـمَـا
جَــلَّ عَــنْ قَــدْرٍ وَغــنْ قَـلَّ انَّشـَبْ
لَيْــسَــتِ الدُّنْــيَــا لِحُـرٍّ حَـسَـبـاً
إنَّمـَا فِـي نَبْذِهِ الدُّنْيَا الحَسَبْ
وأَعَــزُّ النَّاــسِ فِــيــهَـا نَـسَـبـاً
مَــنْ لَه مِـنْ نَـفْـسِهِ أَزْكَـى نَـسَـبْ
أيـهـا الرَّاحِـلُ مَـا بَـالُ احِـجَى
غَــلَبَ الحُــزْنُ عَــليْهِ فَـانْـتَـحَـبْ
فَــي ذُرَا مِــصْــرٍ وَفِـي كُـلِّ حِـمَـى
عَــــــرَبِــــــيٍّ حَـــــرَبٌ أَيُّ حَـــــرَبْ
لَكَ فِــــي عَــــدْنٍ ثَـــوَابٌ خَـــالِدٌ
فَــتَــمَــتَّعــْ بِــرضَــى اللهِ وَطِــبْ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: خليل مطران
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.