البيت العربي
ما لي غَدَوتُ كَقافِ رُؤبَةٍ قُيِّدَت
عدد ابيات القصيدة:17
مـا لي غَـدَوتُ كَـقـافِ رُؤبَـةٍ قُـيِّدَت
في الدَهرِ لَم يُقدَر لَها إِجراؤُها
أُعــلِلتُ عِــلَّةَ قــالَ وَهـيَ قَـديـمَـةٌ
أَعـيـا الأَطِـبَّةـَ كُـلَّهُـم إِبـراؤُهـا
طـالَ الثَـواءُ وَقَـد أَنـى لِمَفاصِلي
أَن تَــســتَـبِـدَّ بِـضَـمِّهـا صَـحـراؤُهـا
فَـتَـرَت وَلَم تَـفـتُـر لِشُـربِ مَـدامَـةٍ
بَـل لِلخُـطـوبِ يَـغـولُهـا إِسـراؤُهـا
مَــلَّ المُــقــامُ فَـكَـم أُعـاشِـرُ أُمَّةً
أَمَـرَت بِـغَـيـرِ صَـلاحِهـا أُمَـراؤُهـا
ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها
فَـعَـدَوا مَـصـالِحَهـا وَهُـم أُجَراؤُها
فِـرَقـاً شَـعَـرتُ بِـأَنَّهـا لا تَـقـتَني
خَــيــراً وَأَنَّ شِــرارَهـا شُـعَـراؤُهـا
أَثَـرَت أَحـاديـثَ الكِـرامِ بِـزَعـمِها
وَأَجــادَ حَــبــسَ أَكُـفِّهـا إِثـراؤُهـا
وَإِذا النُـفـوسُ تَـجـاوَزَت أَقدارَها
حَـذوَ البَـعـوضِ تَـغَـيَّرَت سَـجَـراؤُهـا
كَـصَـحيحَةِ الأَوزانِ زادَتها القُوى
حَــرفـاً فَـبـانَ لِسـامِـعٍ نَـكـراؤُهـا
كَـرِيَـت فَـسُـرَّت بِـالكَـرى وَحَـيـاتُها
أَكــرَت فَــجَــرَّ نَـوائِبـاً إِكـراؤُهـا
سُــبــحــانَ خــالِقِـكَ الَّذي قَـرَّت بِهِ
غَـبـراءُ تـوقَـدُ فَـوقَهـا خَـضـراؤُها
هَـل تَـعرِفُ الحَسَدَ الجِيادُ كَغَيرِها
فَـالبُهـمُ تُـحـسَـدُ بَـيـنَهـا غَرّاؤُها
وَوَجَـدتُ دُنـيـانـا تُـشـابِهُ طـامِـثاً
لا تَــسـتَـقـيـمُ لِنـاكِـحٍ أَقـراؤُهـا
هُـوِيَـت وَلَم تُـسـعِـف وَراحَ غَـنِـيُّهـا
تَــعِـبـاً وَفـازَ بِـراحَـةٍ فُـقَـراؤُهـا
وَتَــجــادَلَت فُـقَهـاؤُهـا مِـن حُـبِّهـا
وَتَــقَــرَّأَت لِتَــنــالَهــا قُــرّاؤُهــا
وَإِذا زَجَـرتُ النَـفـسَ عَـن شَغَفٍ بِها
فَــكَــأَنَّ زَجــرَ غَــويِّهــا إِغـراؤُهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).