البيت العربي

ما لي وَلِلعاذِلاتِ
عدد ابيات القصيدة:29

مـــــا لي وَلِلعـــــاذِلاتِ
زَوَّقـــــنَ لي تُـــــرَّهــــاتِ
سَـــعَـــيــنَ مِــن كُــلِّ فَــجٍّ
يَـــلُمـــنَ فِــيَّ مَــولاتــي
يَــأمُــرنَــنــي أَن أُخَــلّي
مِــن راحَــتَــيَّ حَــيــاتــي
وَذاكَ مــــــــــا لا أَراهُ
يَــكــونُ حَــطّــى المَـمـاتِ
وَاللَهِ مُـــــــنـــــــزِلُ طَهَ
وَالطــــورِ وَالذارِيــــاتِ
أَلِفــــلامــــرا صِــــن وَقٍ
وَالحَــشــرِ وَالمُــرسَــلاتِ
وَرَبِّ هــــــــودٍ وَنــــــــونٍ
وَالنـــورِ وَالنـــازِعــاتِ
لا رُمــتُ هَــجــرَكِ حِــبّــي
حَــتّــى وَإِن لَم تُــواتــي
يــا وَيــلَتــا أَيُّ شَــيــءٍ
بَــيـنَ الحَـشـا وَاللَهـاةِ
مِــن لَوعَــةٍ لَيـسَ تُـطـفـى
تَــطــيـرُ فـي جـانِـحـاتـي
أَنــا المُـعَـنّـى وَمَـن لي
يَــرثــي لِطــولِ شَــكـاتـي
الظـــاهِـــرُ العَـــبَـــراتِ
البــــاطِــــنُ الزَفَــــراتِ
مُــنــيــتُ بِــالمُــتَــحَــرّي
فــي كُــلِّ أَمــرٍ مَــسـاتـي
يــا ســائِلي عَـن بَـلائي
اِنــظُــر إِلى لَحَــظــاتــي
بانَ الهَوى في سُكونِ ال
مُــــحِــــبِّ وَالحَــــرَكــــاتِ
حَـــلَفـــتُ بِــالراقِــصــاتِ
فــــي لُجَّةــــِ الفَــــلَواتِ
وَمُــنــسَــنٍ بِــالهَــدايــا
يُـــطـــعَــنَّ فــي اللَبّــاتِ
وَمـــاتَـــوافــى بِــجَــمــعٍ
وَالشَــعــبُ فــي عَــرَفــاتِ
لَو سُـمـتَـنـي قَـبـضَ روحي
لَشِـــئتُ حَـــقّــاً وَفــاتــي
وَيــلاهُ مِــن نــارِ شَــوقٍ
تَـــرقـــى إِلى اللَهَــواتِ
فَــأَجــرَتِ العَـيـنَ دَمـعـاً
تَــفــيــضُ فَــيـضَ الفُـراتِ
وَصـــاحِـــبٍ كــانَ لي فــي
هَـــــوايَ ذا تُهَـــــمــــاتِ
لَم يَــطَّلــِع طَــلعَ شـانـي
إِلّا اِتِّهـــامَ هَـــنــاتــي
فَـبَـيـنَـمـا نَـحـنُ نُـمـسـي
نَــســيــحُ فــي الطُـرُقـاتِ
إِذ قــيــلَ شَــمــسُ نَهــارٍ
فــــي أَربُــــعٍ عَـــطِـــراتِ
فَـــقُـــلتُ شَـــمـــسٌ وَرَبّــي
قَـــد أَجـــلَتِ الظُــلُمــاتِ
وَأَنــزَفَــت مــاءَ عَــيـنـي
وَأَصــــعَــــدَت زَفَـــراتـــي
فَــالحُــبُّ فــيــهِ هَــنــاةٌ
مَــــوصــــولَةٌ بِهَــــنــــاةِ
يَــعــقُـبـنَ طَـوراً سُـروراً
وَتــــــارَةً حَــــــسَــــــراتِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.