البيت العربي
مَتَى عَنَّ لِي مِن ذِكرِ قَومِيَ سانِحُ
عدد ابيات القصيدة:51
مَـتَـى عَـنَّ لِي مِـن ذِكـرِ قَـومِـيَ سـانِحُ
فَـلا تَـسـأَلا مـاذا تُلاقِي الجَوانِحُ
وَإِن هَــبَّ غَــربِــيُّ النَّســِيــمِ فَـبَـردُهُ
لَهُ القَـلبُ مِـنِّيـ قَـبـلَ أَنـفِي مُصَافِحُ
وَإِن ذَكَـرُوا الأَحـساءَ فَالقَلبُ خافِقٌ
كَـمـا خَـفَـقَـت بِـالرَاحَـتَـينِ المرَاوِحُ
لِيَ اللَّهُ مِـــن ذِي لَوعَـــةٍ مُــتَــجَــلِّدٍ
لَهُ كُــلّ حِــيــنٍ مِــن مَــآقـيـهِ فـاضِـحُ
أَخِــي فِــكــرَةٍ تَــعــتَــادُهُ أَيُّ خَـطـرَةٍ
لزَنـدِ الأَسَـى بـالقَـلبِ مِنها قَوادِحُ
إِذا هــاتِــفُ الأَشــواقِ نـادَى بـلُبِّه
أَجـابَ وَعـاصـى فـي الهَوى مَن يُناصِحُ
وَجـــاذَبَ قُـــمــرِيَّ الحَــمَــامِ لُحُــونَهُ
وَأَضــحَــى لَهُ دُونَ الرِّفــاقِ يُــطــارِحُ
وَأَجــدِر بــمــشــتَـاقٍ أَلُوفٍ تَـقـاذَفَـت
بِهِ عَـن دِيـارِ الأَكـرَمِـيـنَ المَـطاوِحُ
هُـوَ البَـيـنُ فـيـهِ ذُو العَـزا مُتَهَتِّكٌ
وَمُــنـتَـحِـلُ الكِـتـمَـانِ بـالسِّرِّ بـائِحُ
خَـلِيـليَّ مـا صَـبـري الغُـداةَ بِمُسعِفِي
عَــلى أَنَّنــي نَــحــوَ التَـصَـبُّرِ جـانِـحُ
فَهَـل أَحـمَـدُ ابـنُ العَـمِّ عَـمِّيـ مُـحَمَّدٍ
مُــحــارِبُ بَــعـدِي لِلعَـزا أَم مُـصـالِحُ
وَهَــل عِــنـدَهُ شَـوقٌ كَـشَـوقِـي وَهَـل بِهِ
غَـــرامٌ مُـــجِـــدٌّ أَم غَـــرامٌ مُــمَــازِحُ
وَهَــل رَاعَهُ البَـيـنُ المُـشِـتُّ فَـدَمـعُهُ
مِـنَ الجَـفـنِ مُـنـهَـلٌّ عَلى الخَدِّ سافِحُ
وَهَـل هُـوَ مِـثـلِي كُـلَّمـا هاجَهُ الأَسَى
يُــســاجِــلُ وُرقـاً بِـالحِـمَـى وَيُـنـاوِحُ
أَمِ البُــعـدُ أَنـسـاهُ الرِّفـاقَ وَراقَهُ
مَـــغـــانٍ وَجَـــنَّاـــتٌ زَهَــت وَبَــطــائِحُ
وَهَـل صـالِحٌ لا أَبـعَـدَ اللَّهُ صـالِحـاً
عَـلى العَهـدِ بـاقٍ أَم تَـناسَاهُ صالِحُ
وَأَضــحَــى لأَوطــانِ السُّرُورِ مُـوَاصِـلاً
يُــبــارِكُهــا طَــوراً وَطَــوراً يُــراوِحُ
فَـيَـومـاً عَـلى شـاطِـي الخُدُودِ مَقِيلُهُ
لَهُ فـي بَـسَـاتِـيـنِ الضَّوَاحِـي مَـسـارِحُ
وَيَــومـاً يُـغـادِي حَـمـوَةً مِـن بَـرابـرٍ
حَـكَـت مـاءَهـا بَعدَ الصِّقالِ الصَّفائِحُ
يَـقِـيـلُ عـريـشـاً بِـالجَـزيرَةِ وَالهَوى
لزاهِــي عَــرِيـشٍ بـالغَـرارِيـفِ جـامِـحُ
وَيَــومــاً لِسَـفـحِ الجَـوهَـرِيَّةـِ مُـبـكِـرٌ
وفِـي مـائِهـا الفِـضِّيـِّ مـا شاءَ سابِحُ
وَيُــضـحِـي بِـرَبـعٍ فـي عَـجِـيـبَـةَ حَـولَهُ
ثِـــمـــارٌ تَــدَلَّى أَو حَــمــامٌ صَــوَادِحُ
يُــشــاطِــرُهُ اللذاتِ مِـن أَهـلِ بَـيـتِهِ
جَهـــابِـــذَةٌ زُهـــرٌ كِـــرامٌ جَــحــاجِــحُ
شَــرابُهُــمُ مِــن بُــنِّ سِــيــلانَ قَهــوَةٌ
كُـمَـيـتٌ مَـتَـى مـا تَـدنُ فَـالهَمُّ نازِحُ
وَيَــومــاً بِـذاتِ الخـالِ جَـذلانُ آنِـسٌ
مُــحِــبٌّ وَمَــحــبُــوبٌ وَمــا ثَــمَّ كـاشِـحُ
وَهَـيـهـاتَ أَن يُـنـسِـيـهِـما ما ذكَرتُهُ
عُهــودِي وَعُــنــوَانُ الوَفــا لِيَ لائِحُ
وَعِـنـدِي بِـرَعـي الوُدِّ وَالعَهدِ مِنهُما
رَســــائِلُ فــــاقَــــت رِقَّةـــً وَمَـــدائِحُ
فَـجِـيـدِيَ حـالٍ مِـنـهُـمـا غَـيـرُ عـاطِـلٍ
وَهَــذا أَرِيــجُ الشُّكــرِ مِــنِّيــَ فــائِحُ
فَهَــل أَنـكَـرا هَـجـرِي ثَـلاثَـةَ أَشـهُـرٍ
أَمِ اسـتَـوضَـحَـا عُـذرِي فَـعُـذرِيَ واضِـحُ
فَـإِن عـاتَـبَـانِي فالعِتَابُ مِنَ المُنى
وَإِن سـامَـحـانِـي فـالكَـرِيـمُ يُـسـامِـحُ
أَرَوحَ الصَّبـا الخَـفّـاقَ إِنَّكـَ بَـعـدنا
مُـلاقٍ بَـنِـي الأَعـمَامِ وَالليلُ جانِحُ
فَــعُــج وَتَــحَــمَّلــ لِي إِليـهـم تَـحِـيَّةً
فَــأَنــظــارُهُـم شَـوقـاً إِلَيـكَ طَـوامِـحُ
سَــلامـاً لِوَاءُ السَّعـدِ يَـخـفُـقُ فَـوقَهُ
وَغُـصـنُ الهَـنـا مِـن نَـشـرِهِ مُـتَـمـايِحُ
وَدَع ذِكـرَ وَجـدِي يـا نَـسِـيـمُ فَـإِنَّنـي
أَخــافُ أَسـىً مِـنـهُـم تَـذُوبُ القَـرائِحُ
وَإِن سـأَلُوا عَـنِّيـ فَـقُـل قَـد تَـرَكـتُهُ
مُـوَقـىً بِـحَـمـدِ اللَّهِ شـانِـيـهِ قـامِـحُ
وَهَــل هُــوَ إِلا فـي رِيـاضٍ نَـسِـيـمُهـا
لأَكــمَــامِ أَزهــارِ المَـسَـرّاتِ فـاتِـحُ
رِيـــاضٍ لَهـــا أَخــلاقُ آلِ خــليــفَــةٍ
ذَوِي الشَّرَفِ السَّاــمــي عِهــادٌ دَوائِحُ
أَلا إِنَّهـــُم أَصـــلُ الفَــخــارِ وَهَــذِهِ
أَوالٌ بِهِــم كُــلَّ البِــلادِ تُــنــاضــحُ
حُــــلومُهُــــمُ يَـــومَ النِّزالِ رَواجِـــحٌ
وأَيــدِيــهِــمُ يَــومَ السُّؤالِ مَــوَانِــحُ
وَمــا قُــلتُ إِلا بِـالَّذِي قَـد عَـلِمـتُهُ
وَعَـن خِـبرَةٍ ذُو العَقلِ بِالفَضلِ مادِحُ
وَلَم أَتَـــعَـــرَّض لِلنَّوَالِ بِـــمَـــدحِهِــم
أَحُــــرٌّ كَــــرِيـــمٌ لِلدَنِـــيَّةـــِ كـــادِحُ
وَلَكِــن لِيَــرتَــاحَ الصَّدِيــقُ وَيَـنـزَوِي
عَــــدُوٌّ مُــــداجٍ أَو عَــــدُوٌّ مُـــجـــالِحُ
وَلَولا عُــلاهُــم مـا وَطِـئتُ بِـلادَهُـم
تَـخُـبُّ بـرَحـلِي اليَـعـمَـلاتُ الطَـلائِحُ
وَمـا رَغـبَـةُ الأَحـرارِ في بَلدةٍ بِها
أَخُو الفَضلِ مَغبُونٌ وَذُو الجَهلِ رابِحُ
فَــإِن جَهِــلَت قَــدرِي أَوَالُ وَأَهــلُهــا
فَــلِلحُــرِّ عَــن دارِ الهَــوانِ مَـنـادِحُ
وَمَــازالَ بِــي لُطـفٌ مِـنَ اللَّهِ حَـفَّنـِي
وَإِنـــــعَـــــامُهُ غــــادٍ عَــــلَيَّ وَرَائِحُ
أَمَـولى المَـوالِي بَـحـرُ جُودكَ مَورِدي
إِذا نَـضَـبَـت دونِـي النِّطافُ الضَّحاضِحُ
وَيـا رَبِّ طـالَ البُعدُ بينِي وَبَينَ مَن
أُحِــبُّ وَأَعــيَـت مِـن سِـواك المَـنـاجِـحُ
فَـصِـلنا بِمَن نَهواهُ بِالسَّعدِ وَالهَنا
فَـخَـطـبُ النَّوى يـا عالِمَ السِّرِّ فَادِحُ
وَصَــلِّ وَسَــلِّم مُــنــعِــمــاً مُــتَــفَـضِّلـا
عَـلى مَـن بِهِ طـابَـت مِـنـىً وَالأَباطِحُ
وَأَصـحَـابـه سـمِّ العِـدَى أَنـجُمِ الهُدى
كَذا الآلُ مَا غَنّى عَلى الأَيكِ صادِحُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عبد العزيز بن حمد آل مبارك
ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.
حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.
وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.
توفي في الأحساء.
له: تدريب السالك.