البيت العربي

مَحا رَسمَ دارٍ بِالصَريمَةِ مُسبِلٌ
عدد ابيات القصيدة:19

مَـحـا رَسـمَ دارٍ بِـالصَـريـمَةِ مُسبِلٌ
نَــضــوحٌ وَريــحٌ تَــعــتَـريـهُ جَـفـولُ
فَـغَـيَّرَ آيـاتِ الحَـبـيـبِ مَعَ البِلى
بَــوارِحُ تَــطــوي تُــربَهــا وَسُـيـولُ
دِيـارٌ لِأَروى وَالرَبـابِ وَمَـن يَـكُن
لَهُ عِــنــدَ أَروى وَالرَبــابِ تُـبـولُ
يَـبِـت وَهـوَ مَـشحوذٌ عَلَيهِ وَلا يُرى
إِلى بَـيـضَـتـي وَكـرِ الأَنـوقِ سَبيلُ
وَمـا خِـفتُ بَينَ الحَيِّ حَتّى رَأَيتُهُم
لَهُـم بِـأَعـالي الجَـلهَـتَـيـنِ حُـمولُ
فَـبـانـوا بِـأَروى يَومَ ذاكَ كَأَنَّها
مِـنَ الأُدمِ غَـنّـاءُ البُـغـامِ خَـذولُ
مُـبِـنَّةـُ غـارٍ أَيـنَـمـا التَـجَّ شَمسُهُ
بِـحـالٍ فَـقَـرنُ الشـاةِ فـيـهِ ظَـليلُ
لَهـا مِـن وَراقٍ نـاعِـمٍ مـا يُـكِنُها
مَـــرَفٌّ تَـــرَعّــاهُ الضُــحــى وَرُبــولُ
وَكَـم قَـتَـلَت أَروى بِـلا تِـرَةٍ لَهـا
وَأَروى لِفُـــرّاغِ الرِجـــالِ قَــتــولُ
فـلَو كـانَ مَـبـكـى سـاعَةٍ لَبَكَيتُها
وَلَكِــنَّ شَــرَّ الغــانِــيــاتِ طَــويــلُ
ظَـــلِلتُ كَـــأَنّــي شــارِبٌ بــابِــلِيَّةً
رَكـودُ الحُـمَـيّـا في العِظامِ شَمولُ
صَــريــعُ فِــلَسـطـيـنِـيَّةـٍ راعَهُ بِهـا
مِـنَ الغَـورِ عَن طولِ الفِراقِ خَليلِ
أَبوا أَن يَقيلوا إِذ تَوَقَّدَ يَومُهُم
وَقَـد جَـعَـلَت عُـفـرُ الظِـبـاءِ تَـقيلُ
وَأَشـرَفَ حِـربـاءُ الظَهـيـرَةِ يَـصطَلي
وَهُـــنَّ عَـــلى عـــيـــدانِهِــنَّ جُــذولُ
أَجَــدّوا نَــجــاءً غَـيَّبـَتـهُـم عَـشِـيَّةً
خَــمـائِلُ مِـن ذاتِ الغَـضـى وَهُـجـولُ
وَكُـنـتُ صَـحـيحَ القَلبِ حَتّى أَصابَني
مِـنَ اللامِـعـاتِ المُـبـرِقـاتِ خُبولُ
مِنَ المائِلاتِ الغيدِ وَهناً وَإِنَّها
عَـــلى صُـــرمِهِ أَو وَصــلِهِ لَغَــفــولُ
وَكُــنَّ عَــلى أَحــيـانِهِـنَّ يَـصِـدنَـنـي
وَهُـــنَّ مَـــنــايــا لِلرِجــالِ وَغــولُ
فَـإِنَّ اِمـرَأً لا يَـنـتَهي عَن غَوايَةٍ
إِذا مـا اِشـتَهَـتـهـا نَـفسُهُ لَجَهولُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.