البيت العربي

مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ
عدد ابيات القصيدة:27

مَــطِـيَّتـِيَ الوَقـتُ الَّذي مـا اِمـتَـطَـيـتُهُ
بِــوِدّي وَلَكِــنَّ المُهَــيــمِــنَ أَمــطــانــي
وَمـــا أَحَـــدٌ مُــعــطِــيَّ وَاللَهُ حــارِمــي
وَلا حـارِمـي شَـيـئاً إِذا هُـوَ أَعـطـانـي
هُـمـا الفَـتَـيـانِ اِسـتَـولَيـا بِـتَـعـاقُـبٍ
وَمـــا لَهُـــمــا لُبٌّ فَــكَــيــفَ يَــشُــطّــانِ
إِذا مَــضَــيــا لَم يَــرجِــعـا وَتَـلاهُـمـا
نَــظــيــرانِ بِــالمُــســتَـودَعـاتِ يُـلِطّـانِ
وَكُــلَّ غَــنِــيٍّ يَــســلُبــانِ مِــنَ الغِــنــى
وَكُـــلَّ كَـــمِـــيٍّ عَـــن جَـــوادٍ يَـــحُــطّــانِ
وَكَـــم نَـــزَلا فـــي مَهـــمَهٍ وَتَــحَــمَّلــا
بِــغَــيــرِ حَــسـيـسٍ عَـن جِـبـالٍ وَغـيـطـانِ
وَمــا حَــمَـلا رَحـلَيـنِ طَـوراً فَـيُـؤنِـسـا
إِذا حَــفَــزَ الوَشــكُ الرِحــالَ يَــئِطّــانِ
وَيَــبـتِـرَيـانِ العَـظـمَ وَالنَـحـضَ ذائِبـاً
لِيَـــنـــتَــقِــيــاهُ وَالأَديــمَ يَــعِــطّــانِ
وَقَـد خَـطَـرا فَـحـلَيـنِ لَو زالَ عَـنـهُـمـا
غِــطــاءٌ لَكــانــا بِــالوَعــيـدِ يَـغِـطّـانِ
وَمـا بَـرِحـا وَالصَـمـتُ مِـن شـيـمَـتَـيهِما
يَــقُــصّــانِ فــيــنـا عِـبـرَةً أَو يَـخُـطّـانِ
وَقَــد شَهَــرا سَــيـفَـيـنِ فـي كُـلِّ مَـعـشَـرٍ
يَــقُــدّانِ مــا هَــمّــا بِهِ أَو يَــقُــطّــانِ
لَغَـيـرُكَ بِـالقُـرطـانِ أَولى مِـنَ اِن يَرى
وَشَـنَـفـانِ فـي الأُذُنَـيـنِ مِـنـهُ وَقُرطانِ
تُـــريـــدُ مَـــقـــامــاً دائِمــاً وَمَــسَــرَّةٌ
بِــدارِ هُــمــومٍ لَم تَــكُــن دارَ قُــطّــانِ
وَمــا زالَ شَــرطٌ يُـفـسِـدُ البَـيـعَ واحِـدٌ
فَــمــا بــالُهُ لَمّــا تَــظــاهَــرَ شَـرطـانِ
لَقَــد خَــدَعَــتــنــي أُمُّ دَفــرٍ وَأَصــبَـحَـت
مُـــؤَيِّدَةً مِـــن أُمِّ لَيـــلى بِـــسُـــلطـــانِ
إِذا أَخَــذَت قِــســطــاً مِـنَ العَـقـلِ هَـذِهِ
فَــتِـلكَ لَهـا فـي ضِـلَّةِ المَـرءِ قِـسـطـانِ
دَعــاوى أُنــاسٍ تــوجِــبُ الشَــكَّ فــيـهِـمُ
وَأَخــطَــأَنــي غَـيـثُ الحِـجـى وَتَـخَـطّـانـي
أَلَم تَــرَ أَعــشـى هـوذَةَ اِهـتـاجَ يَـدَّعـي
مَــعــونَــتَهُ عِــنــدَ المَـقـالِ بِـشَـيـطـانِ
يُـرادُ بِـنـا المَـجـدُ الرَفـيـعُ بِـزَعمِنا
وَنَــخــتــارُ لَبـثـاً فـي وَبـيـلَةِ أَوطـانِ
كَــأَنَّاــ غُــروبٌ مُــكـرَهـاتٌ عَـلى العُـلى
تُــمَــدُّ إِلى أَعــلى الرَكِــيِّ بِــأَشــطــانِ
وَمــا العَــيــشُ إِلّا لُجَّةــٌ ذاتُ غَــمــرَةٍ
لَهــا مَـولِدُ الإِنـسـانِ وَالمَـوتُ شَـطّـانِ
فَـأَحـسِـن بِـدُنـيـاكَ المُـسـيـئَةِ إِذ بَـدَت
عَــلَيــهــا وِشــاحٌ مِـن نُـجـومٍ وَسِـمـطـانِ
وَكَــم واسِــعِ الأَعــطــانِ تَـجـزَعُ نَـفـسُهُ
وَرَحـــبِ فُـــؤادٍ آلِفٍ ضـــيـــقَ أَعـــطـــانِ
وَمَــن لي بِــجــونٍ عِــنــدَ كُـدرٍ بِـقَـفـرَةٍ
كَــأَنَّهــُمــا مِــن آلِ يَــعــقـوبَ سِـبـطـانِ
يُــجَــرُّ بِهــا المِــرطــانِ مِــن يَــمَـنِـيَّةٍ
عَــلى كُـلِّ غَـبـراءَ الأَفـاحـيـصِ مِـرطـانِ
تَـخـالُ بِهـا مَـسـعـىً مِـنَ الصِـلِّ مُـسـقَطاً
مِنَ السوطِ وَالعَينانِ في الجُنحِ سِقطانِ
إِذا مـا اِنـجَـلى خَـيـطُ الصَـباحِ تَبَيَّنَت
حِــبــالُ رِمــالٍ ذاتُ عُــفــرٍ وَخــيــطــانِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).