قصيدة معاليك لا ما شيدته الأوائل للشاعر ابن القم اليمني

البيت العربي

معاليك لا ما شيدته الأوائل


عدد ابيات القصيدة:49


معاليك لا ما شيدته الأوائل
مــعــاليــك لا مـا شـيـدتـه الأوائل
ومــجــدك لا مــا قــاله فــيـك قـائل
ومــا المــرء إلا مـشـبـهـا لزمـانـه
فـمـا تـفـعـل الأيـام فـالمـرء فاعل
فــمــن ســاعــدتــه قـيـل ذلك عـاقـل
ومــن عــانــدتــه قــيــل ذلك جــاهــل
وفــي هــذه الأيــام للمــرء عــبــرة
ولكــنــهــا تــمــضــي بـه وهـو غـافـل
تـغـيـر هـذا الدهـر حـتـى كـأنما ال
عــشــاء بــكــور و البــكــور أصــائل
وكـــل امـــرء فــي فــكــه لك نــاصــح
مــحــب وفــي جــنــبــيــه صـل مـخـاتـل
فـلا تـبغ في الدنيا صديقاً مسالماً
اذا لم يــكــن فــيـهـا عـدو مـجـامـل
ســأصــبــر للأيــام فــالصــبـر عـادة
تــعــودهـا قـبـلي الكـرام الأفـاضـل
ليــعــلم دهــر عــضــنــي أي هــضــبــة
يـــزايـــلهـــا او أي طـــود يــزايــل
أحــيــن رآنــي صــابــرا مــتــحــمــلاً
تــمــادى عــلى عــدوانــه يــتــحـامـل
ولي نــــفـــس حـــرّ لا تـــذوق مـــذلة
و إن شـابـهـا بـالأرى والشهد عاسل
يـطـول بـهـا أن ليـس تـلقـى مـمائلاً
وتـسـمـو بـهـا ألا تـرى مـن يـسـاجـل
ومــن يــك فــي دار المــذلة ثـاويـاً
فــــانـــي عـــن دار المـــذلة راحـــل
لأنــي الى ســيــف الامــامــة لاجــئ
وللتــاج تــاج الدولة المــلك آمــل
أحـقـاً نـظـام المـؤمـنـيـن عـليـك لا
رددت القـــنـــا الا وهـــن نـــواهــل
دحـت لك مـثـل الأرض أرضـاً حـشـودها
ومــدت ســمــاء كـالسـمـاء القـسـاطـل
مــلكــت أقـاصـيـهـا فـمـن ذا يـحـاول
وافـنـيـت مـن فـيـهـا فـمن ذا يطاول
ومــا شــك فــيــك السـيـف أنـك صـارم
و لا ارتـاب مـنـك الليـث أنك صائل
أخـيـلا مـذاكـيـك اللواتـي تـقـودها
الى كـــل شـــهـــب أم ذئاب عـــواســل
و بـيـضـا مـواضـيـك اللواتـي تـسلها
عــلى كــل غــاو أم مــنــايـا نـوازل
وفــوق العــوالي مــن قــنــاك أســنّهٌ
لهــا ام نــجـوم فـي القـلوب أوافـل
بـسـيـفـك يا سيف الامام سطا الهدى
وقــصــر عــنــه الغــادر المــتـطـاول
اذا المـرء كـان الجد بالجد صاعدا
له لم يــضــره فــي البــريــة خــاذل
فـدم للعـلا ركـنـا وللديـن مـعـقـلاً
تـــدافـــع عــن هــذا وذا وتــنــاضــل
ورأي الفــتــى ان لم يـؤيـده عـزمـه
و ان كـان رأيـا صـائبـا فـهـو فائل
اذا المـلك لم يـخـلط بـبـأس ونـجدة
فــليــس بــمــلك بــل خــليــط مـزايـل
ومـا العـزّ الا حـيـث يـمـتـت قـاصدا
ومـا النـصـر الا حـيـث تـنـزل نـازل
ومــا الحــق الا مـن تـديـن بـديـنـه
وكــل الذي فــوق البــســيـطـة بـاطـل
وكــل جــيــاد لم تــقــدهــا عــواثــر
وكــل نــصــال لم تــرشــهــا نــواصــل
وكـــل بـــلاد لم تـــحـــزهــا ضــوائع
وكــل رعــايــا لم تــســسـهـا هـوامـل
ومـذ رمـت إيـراد العـوالي تـيـقـنـت
نــفــوس الأعــادي أن هــنّ مــنــاهــل
إذا رمــت صــيــدا فــالمـلوك طـرائد
أمــامــك تــســعــى والرمــاح أجــادل
مــصــائبــهــا إن ســالمــتــك مـواهـب
وأعــضــاؤهــا إن حــاربــتـك مـقـاتـل
وقـد عـشـقـت أسـيـافـك الهـام مـنـهم
وكــل حــســام مــرهــف الحــد نــاحــل
إذا طـعـنـت لم تـوز مـتـنـا رمـاحها
كـــأن العـــوالي مـــالهـــن عــوامــل
مــخــافــة ليـث يـرهـب الليـث بـأسـه
وتــخــشــاه أن تــغـتـالهـن الغـوائل
تــوقــى الاعـادي بـأسـه وهـو بـاسـم
ويــرجــو المـوالي جـوده وهـو صـائل
فــلا حـظ فـي مـجـد لمـن لا يـخـافـه
عـــدو ولا يـــرجــو عــطــايــاه آمــل
ومـن يـجـعـل البـيـض الحداد وسائلا
له فـي العـلا تـطـلب اليه الوسائل
وان طــريــق المــجـد فـيـهـا مـعـالم
ولكـــنـــهــا للأغــبــيــاء مــجــاهــل
ومـــن يـــك ذا عـــزم كـــعـــمـــدة ال
خــلافــة يــقــصــر دونـه المـتـطـاول
ومـا الفَـتْـكُ مـا عـاقـتْكَ فيه مهابة
ومـا العـزم مـا صـدتك عنه الغوائل
مـليـك يـفـض الجـيـش والجـيـش حـافـلٌ
ويـخـجـل صـوب المـزن و المـزن هاطل
ســحــاب غــواديــه لجــيــن وعــسْــجــد
وليـــث عـــواديــه قــنــى وقــنــابــل
يــرى الحـمـد يـغـزو مـاله وكـأنـمـا
له عــنــدمــا تــحــوى يــداه طــوائل
اذا ما الفتى لم يأكل الحمد ماله
أتــيــح له مــن نــائب الدهــر آكــل
حــمــى مــلكـه بـالمـرهـفـات كـأنـهـا
حـصـون بـهـا تحمى العلا و المعاقل
وان لم يـقـيـد بـالقـنـا فـهـو شارد
وان لم يـحـلق بـالظـبـا فـهـو عـاطل
ولا تــخـل مـن حـمـد وذكـر فـكـل مـا
حوى المرء غير الحمد والذكر زائل
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسين بن علي بن محمد بن حَمَويْه أبو عبد الله الشهير بابن القم: شاعر من شعراء الخريدة قسم اليمن، نقل العماد ترجمته عن كتاب المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد لعمارة اليمني، وسماه "كتاب عمارة في شعراء اليمن" قال:
أبو عبد الله المعروف بابن القم من أهل اليمن، مولده بزبيد، من شعراء العصر الأقرب عصره متقدم، وكان معاصر ابن سنان الخفاجي أو بعده بقريب، وكان الأمير المفضل نجم الدين أبو محمد ابن مصال ينشدني شعره ونحن على الخيل سائرون إلى بعلبك تحت رايات الملك الناصر صلاح الدين يوسف في آخر شعبان سنة سبعين... إلخ.
وفي موسوعة أعلام اليمن ترجمة موسعة له وهي عمدتي في ذكر تاريخ وفاته وميلاده، وفيها:
أبو عبد الله، المعروف بابن قُمٍّ؛ من أهل زبيد. ولد، ونشأ، وتوفي فيها.
أديب، شاعر، تولى رئاسة الإنشاء عند (الصليحيين)، وكان أبوه صاحب ديوان الخراج في تهامة.
قال عنه المؤرخ (ياقوت الحموي) في كتابه (معجم الأدباء): "كان أديباً، كاتباً، شاعراً، من أفاضل أهل اليمن، المبرّزِينَ في النَّظْم، والنثر، والكتابة".
وقال عنه (بامخرمة): "كان أهل اليمن يعدون (الحسين)، كـ (المتنبي) في الشام والعراق".
من مؤلفاته: 1 - مجموع رسائل-خ، ومنه رسالة كتبها إلى (سبأ ابن أبي السعود الصليحي)، بعد انفصاله عن اليمن، رواها عنه الحافظ (أبو طاهر السِّلَفي). 2 - ديوان شعر. منه أوراق منتزعة في المتحف البريطاني، وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق، عذبٌ، من السهل الممتنع.
وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق عذبٌ، من السهل الممتنع.
المراجع: الأعلام (ج2، ص246، ط6.)
تاريخ اليمن الفكري (ج2، ص89، ط1.)
المفيد لعمارة (ص147، 257، ط2.)
تحفة الزمن (ص203، ط1.)
طراز أعلام الزمن (ج1، ص453 - خ.)
فوات الوفيات (ج1، ص381.)
المصادر للحبشي (ص315.)
معجم الأدباء (ج10، ص130، ط3.)