قصيدة مقال يطير الجمر من جنباته للشاعر الوزير أبو الوليد ابن حزم

البيت العربي

مقال يطير الجمر من جنباته


عدد ابيات القصيدة:19


مقال يطير الجمر من جنباته
مـقـال يـطـيـر الجـمر من جنباته
ومــن تــحــتــه قــلب عــليـك يـذوب
لقـد عـلقـت كـفـاك مـنـيَ كـوكـبـاً
له فـي سـمـاء المـكـرمـات ثـقـوب
أمـا والذي أعـطـاك شـامخة العلا
فـــزل شـــبــاب عــن مــداك وشــيــب
وقــد شـمـلتـنـا يـعـلم الله عـفّـةٌ
عـلى مـا تـرى والعـاشقون ضروب
وللزهــر فـي ضـمـن الريـاض تـبـسُّمٌ
وللطـيـر مـن فـوق الغـصـون نحيب
وتـحـت جـنـاح الغيم أحشاءُ روضة
بــهــا لخـفـوق العـاصـفـات ضـروب
يـديـر عـليـنـا السـحر ملء جفونه
فــكــلُّ بــريــءٍ عــنــد ذلك مـريـب
وسـد طـريـق الشـمس بدر إذا بدا
أهــلت عــيــونٌ بــالهــوى وقــلوب
حـنـانـيـك لا تـحـمـده بـعد توقد
فــربــتــمــا عــلّ الطــلوع غــروب
وقـد قـام فـي وجـه النسيم غزيّلٌ
تُــغــازِلُ عــطــفـيـه صَـبـاً وجـنـوب
وودٌّ وإن أخــــرتـــمـــوه مـــقـــدَّمٌ
وصــدرٌ وإن أحــرجــتــمــوه رحـيـب
ولكــن أبــى إلا إليـك التـفـاتـة
فــؤاد عــليــه مــن هــواك رقـيـب
وحاشاك أن تعزى إلى المجد خطة
تـــجـــشــمــه داء وأنــت طــبــيــب
فـهـلا عـلى حـال وفـيـت لمن وفت
ســجــيــتــه حــيـث الوفـاء غـريـب
ســرت لك فــي أفـيـاء ظـليَ قـولة
لهـا بـيـن أحـنـاء الضـلوع دبيب
ودنــت بـمـا تـهـوى هـدى وضـلالة
ومــا النــاس إلا مـخـطـئ ومـصـيـب
أحــيــن نـبـذت النـاس إلا عـلالة
مـن الحـسـن يـدعـو نـاظري فيجيب
وكم بيننا إن كنت تحفظ ما مضى
إذ العــيـش غـض والزمـان قـشـيـب
وخـذهـا وإن صـدت قـليلا بوجهها
فـفـي صـدرهـا شـوقـا إليك لهيب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن يحيى ابن حزم المذحجي أبو الوليد : الشاعر الوزير، شاعر العتاب والعتب كما نعته ابن بسام وهو من أسرة غير أسرة ابن حزم الظاهري، وقد أخطأ ابن شاكر في "فوات الوفيات" إذ جعله ابن عم ابن حزم الظاهري، بل هو ابن عم أبي الحكم عمرو بن مذحج الذي مدحه ابن عبدون بقوله:
ومدحه ابن بسام بقوله:
ولم يترجم الزركلي في الأعلام لا لأبي الحكم ولا لأبي الوليد.
وختم ابن شاكر ترجمة أبي الوليد بقوله: توفي بعد الخمسمائة
قال ابن بسام: (أحد أعيان أهل الأدب، وأحلى الناس شعرا لاسيما إذا عاتب أو عتب، 
جعل هذا الغرض هجيراه، فقلما يتجاوزه إلى سواه، وكلما أبدأ فيه وأعاد، أحسن ما شاء وأجاد، وفي كل معنى يحسن، أكثر ما يمكن، ولكن رأيته في باب العتاب يعلن بأمره، ويعرب عن ذات صدره. وقد أجريت من شعره في هذا المعنى وسواه. ما يصرح عن مغزاه، ويشهد على بعد مداه). 
وقد ترجم له ابن بسام ولابن عمه الوزير أبي الحكم ابن حزم في فصل واحد، وأورد من أخبارهما ما يفهم منه أنهما لم يلتقيا قط ولم تجمع بينهما إلا الرسائل. انظر في ذلك قصيدة أبي الحكم التي مطلعها:
قال ابن بسام: فصل في ذكر الوزير أبي الحكم عمرو بن مذحج وأبي الوليد ابن عمه، ابني حزم، وإيراد بعض ما لهما من ملح النظم ثم سرد أخبار أبي الحكم ثم قال: ومن أبناء هذه القبيلة، وشعراء هذه البيتة الأصلية، ابن عمه أبو الوليد محمد بن يحيى بن حزم ...إاخ.
وترجم له الفتح بن خاقان في "مطمح الأنفس" قال:
(واحد دونه الجمع، وهو للجلالة بصر وسمع، روضة علاه رائقة السنا، ودوحة بهاه طيّبة الجنى، لم يتّزر بغير الصّون، ولم يشتهر بفسادٍ بعد الكون، مع نفس برئت من الكبر، وخلصت خلوص التبر، مع عفاف التحف به بروداً، وما ارتشف به ثغراً بروداً، فعفّت مواطنه، وما استرابت ظواهره ولا بواطنه، وأمّا شعره ففي قالب الإحسان أفرغ، وعلى وجه الاستحسان يلقى ويبلغ) ثم أورد منتخبا من شعره (انظر القصيدة 24)