البيت العربي

مَلامَكَ إِنَّهُ عَهدٌ قَريبُ
عدد ابيات القصيدة:45

مَـــلامَـــكَ إِنَّهــُ عَهــدٌ قَــريــبُ
وَرُزءٌ مـا عَـفَـت مِـنـهُ النُـدوبُ
تُــعَـلِّلُنـي أَضـاليـلُ الأَمـانـي
بِـعَـيـشٍ بَـعـدَ قَـيـصَـرَ لا يَطيبُ
تَوَلّى العَيشُ إِذ وَلّى التَصابي
وَمـاتَ الحُـبُّ إِذ مـاتَ الحَـبيبُ
نَـصـيـبـي كـانَ مِـن دُنيايَ وَلّى
فَلا الدُنيا تُحَسُّ وَلا النَصيبُ
ضَـجـيـعُ مُـسَـنَّديـنَ بِـكَـفرِ توثى
خُـفـوتـاً مِـثلَ ما خَفَتَ الشُروبُ
هُــجــودٌ لَم يَــسَــل بِهِــمِ حَـفِـيٌّ
وَلَم تُـقـلَب لِضَـجـعَـتِهِـم جُـنـوبُ
تُــغَــلَّقُ دورَهُـم عَـنـهُـم عِـشـاءً
وَقَـد عَـزّوا بِها زَمَناً وَهيبوا
تُــقِــضُّ أَضــالِعـي أَنـفـاسُ وَجـدٍ
لِمُـخـتَـضَـرٍ كَما اِختُضِرَ القَضيبُ
أُرَثّــيــهِ وَلَو صَـدَقَ اِخـتِـيـاري
لَكـانَ مَـكـانَ مَـرثِيَتي النَسيبُ
وَكُـنـتُ وَتُـربُهُـم يُـحـثى عَلَيهِم
كَـنِـضـوِ الداءِ آيَـسَهُ الطَـبـيبُ
كَـفـى حَـزَنـاً بِأَنَّ الحُزنَ يَخبو
ذَكِــيُّ الجَـمـرِ عَـنـهُ وَاللَهـيـبُ
أَأَنــســى مَــن يُــذَكِّرُنـيـهِ أَلّا
نَـديـدَ يَـنـوبُ عَـنـهُ وَلا ضَريبُ
وَأَتـرُكُ لِلثَـرى مَـن كُـنتُ أَخشى
عَـلَيـهِ العَـيـنَ تومِئُ أَو تَريبُ
وَأَصـفَـحُ لِلبَـلى عَـن ضَـوءِ وَجـهٍ
غَـنـيـتُ يَـروعُـنـي مِنهُ الشُحوبُ
وَمِــن حَــقِّ الأَحِــبَّةـِ لَو أَجَـنَّت
رَمـائِمَهـا الجَـوانِـحُ وَالقُلوبُ
سَـقـى اللَهُ الجَزيرَةَ لا لِشَيءٍ
سِـوى أَن يَـرتَـوي ذاكَ القَـليبُ
مُـلَطٌّ بِـالطَـريـقِ وَلَيـسَ يُـصـغـي
لِأَنـجِـيَـةِ الطَـريـقِ وَلا يُـجيبُ
تَـعـودُ البـاكِـيـاتُ مُـجـاوِريـهِ
وَيُـزوى النَـوحُ عَـنـهُ وَالنَحيبُ
وَأَيُّهــُمُ يُــعـيـرُ عَـلَيـكَ دَمـعـاً
وَآلِسُ دونَ أَهــــــــلِكَ وَالدُروبُ
وَمـا كـانَـت لِتَـبـعُـدَ عَنكَ عَينٌ
سَـفـوحُ الدَمـعِ لَو أَنّـي قَـريـبُ
يُـريـنـيـكَ المُـنـى خَلساً وَأَنّى
بِـرُؤيَـةِ مَـن تُـغَـيِّبـُهُ الغُـيـوبُ
وَكَيفَ يَؤوبُ مَن تُمضي المَنايا
وَقَـد يَـمضي الشَبابُ فَما يَؤوبُ
أُلامُ إِذا ذَكَــرتُـكَ فَـاِسـتَهَـلَّت
غُـروبُ العَـينِ تَتبَعُها الغُروبُ
وَلَو أَنَّ الجِـبـالَ فَـقَـدنَ إِلفاً
لَأَوشَــكَ جــامِــدٌ مِـنـهـا يَـذوبُ
لَعَــمـري إِنَّ دَهـراً غـالَ إِلفـي
وَمـالي لِلخَـؤونُ لَنـا الشَـعوبُ
فَــإِن سِــتٌّ وَسُــتّــونَ اِســتَـقَـلَّت
فَـلا كَـرَّت بِـرَجـعَـتِهـا الخُطوبُ
لَقَــد سَــرَّ الأَعــادي فِـيَّ أَنّـي
بِــرَأسِ العَـيـنِ مَـحـزونٌ كَـئيـبُ
وَأَنّـي اليَـومَ عَـن وَطَـني شَريدٌ
بِــلا جُــرمٍ وَمِـن مـالي حَـريـبُ
تَـعـاظَـمَـتِ الحَـوادِثُ حَـولَ حَظّي
وَشُــبَّتـ دونَ بُـغـيَـتِـيَ الحُـروبُ
عَـلى حـينِ اِستَتَمَّ الوَهنُ عَظمي
وَأُعـطِـيَ فِيَّ ما اِحتَكَمَ المَشيبُ
وَقَـد يَـرِدُ المَـنـاهِلَ مَن يُحَلّا
عَـلى ظَـمَـإٍ وَيَـغـنَـمُ مَـن يَـخيبُ
وَأَيـسَـرُ فـائِتٍ خَـلَفـاً سَـريـعـاً
رِقـابُ المـالِ يُرزَؤُها الكَسوبُ
فَـمَـن ذا يَـسـأَلُ البَـجَـلِيَّ عَمّا
يَـذُمُّ مِـنَ اِخـتِـيـاري أَو يَـعيبُ
يُـعَـنِّفـُنـي عَـلى بَـغَـتـاتِ عَزمي
وَكُـنـتُ وَلا يُـعَـنِّفـُنـي الأَريبُ
وَقَـد أَكـدى الصَـوابُ عَـلَيَّ حَتّى
وَدِدتُ بِــأَنَّ شــانِــيَّ المُــصـيـبُ
لَعَـلَّ أَخـاكَ يَـرقُـبُ هَـل تُـطاطي
لَهُ مِــنّـي النَـوائِبُ إِذ تَـنـوبُ
فَـأَيـنَ النَفسُ ذاتُ الفَضلِ عَمّا
تَـسَـكَّعـُ فـيـهِ وَالصَـدرُ الرَحيبُ
فَـأَولى لِلظَـلومِ لَوَ أَنَّ نَـفـسي
بِــشَــيــءٍ مِــن مَــوَدَّتِهِ تَــطـيـبُ
أَيَـغـضَـبُ أَن يُـعاتَبَ بِالقَوافي
وَفيها المَجدُ وَالحَسَبُ الحَسيبُ
وَكَـم مِـن آمِـلٍ هَـجـوي لِيَـحـظـى
بِـذِكـرٍ مِـنـهُ يَـصـعَـدُ أَو يَـصوبُ
فَــكَــيــفَ بِــسُــيَّرٍ مُــتــنَـخَـلّاتٍ
تَـجـوبُ مِـنَ التَـنائِفِ ما تَجوبُ
يُــنـافِـسُ سـامِـعٌ فـيـهـا أَبـاهُ
إِذا جَــعَــلَت بِــسُــؤدُدِهِ تُهـيـبُ
بَـلَغـنَ الأَرضَ لَم يَلغُبنَ فيها
وَبَـعـضُ الشِـعـرِ يُدرِكُهُ اللُغوبُ
فَـإِلّا تُـحـسَـبِ الحَـسَـنـاتُ مِـنّا
لِصـاحِـبِهـا فَـلا تُـحـصَ الذُنوبُ
أَتــوبُ مِـنَ الإِسـاءَةِ إِن أَلَمَّت
وَأَعـرِفُ مَـن يُـسـيـءُ وَلا يَـتوبُ