قصيدة مناظر منها الحجى يذهل للشاعر أحمد الصافي النجفي

البيت العربي

مناظر منها الحجى يذهلُ


عدد ابيات القصيدة:33


مناظر منها الحجى يذهلُ
مـنـاظـر مـنـهـا الحـجـى يذهلُ
فـفـيـهـا لكـل المـنـى مـنهلُ
فــيــا بــلدة جــمـعـت كـل مـا
يـروق العـيـون و مـا يـثـمل
يــكــلمــنــي كــيــف لا أحـفـل
ويــرعــبــنــي كـيـف لا أجـفـل
كــأن الظــلام هــنــا نــاطــق
يــخــاطــبــنـي قـوله المـنـزل
فـليـت الدجـى هـاهـنـا سـرمـد
وإن بــزغــت شــمــســه تــأفــل
وإن النــهــار هــنــا مــخـتـف
وإن لاح مــن ليــله يــخــجــل
لئن هـزّ غـيـري جـميل الضياء
فــإن الظــلام هــنــا أجــمــل
جـمـال الدجـى فـيـك مـسـتـكمل
فــيــا حــبــذا ليـلك الأليـل
كـــأن الأجـــادل نـــحـــل بــه
قـصـيـر مـدى جـنـحها الأطول
فــتــخــتـار مـنـك سـمـاء لهـا
وتــعــلو بــجــوفــك او تـنـزل
بـك الطـيـر تـتـعـب إن حـلقـت
ويـقـصـر عـن سـطـحـك الأجـدل
ســـمـــاء عـــليـــك وارض لنــا
وســيــان أعــلاه والأســفــل
ويـعـقـد سـقـفـا عليك الضباب
مـن الوهـم تـمـشي به الأرجل
بـك اللا نـهـايـه قـد جـسـمـت
فــأنـت لهـا المـثـل الأكـمـل
يــصــب بــك الوهـم يـا بـحـره
وفــيــك يــقــيــم فــلا يـرحـل
فــروض بــهــا مـخـضـل للسـرور
وروض بـــهـــا للردى مــخــضــل
و يـا واديـا بـالرؤى مـفعماً
فـــأنـــت لكـــل الرؤى مـــوئل
فـيـا حـائط العـدم المـبـتنى
عــلى ضــفــة للفــنــا تــوصــل
عــمــود مــن الفــجــر شــلاله
وفــيــض الســنـا ذلك الجـدول
هـوى المـاء مـنـتـحـرا فـوقـه
وأبَّنــــه صــــوتُه المــــعــــول
فـحـبـل مـن الشـوق يـسـتـعـجـل
وحــبـل مـن الخـوف يـسـتـمـهـل
بــحــبــليـن يـجـذب مـن شـامـه
لذاك يــحــار بــمــا يــعـمـل
ويـــجـــذب نـــاظـــره مــن عــل
الى أن تــســيــخ بـه الأرجـل
كــســابــحــة قـد أطـلت عـليـه
وبـات لهـا البـحـر يـسـتـقـبلُ
لقـد مـشـت الأرض شـوقا اليه
وحــيــتــه مــذعــورة مـن عـلُ
كأن الوجود قد انهار في ال
فــنــاء وقــد غـار يـسـتـعـجـل
يـــشـــق بــه عــدم مــن وجــود
ويــبــنــى بــه للفـنـا مـنـزل
أحـاطـت بـواد يـريـك الفـناء
بـــمـــنــحــدر للردى يــحــمــل
عـلى شـاطـئ الأبـد اسـتـشرفت
تــكــاد العـيـون بـهـا تـزحـل
مــدارجــهــا شــارفـت مـسـرحـا
يـــطـــوف بــه للرؤى جــحــفــل
بـهـا تـرتـوي النفس من نظرة
فــقــد بـلغـت فـوق مـا تـأمـل
يــلذ لنــاظــرك الانــتــحــار
فـــقـــد لاح مـــنـــزله الأول
فـيـحـلو هـنـا مـحـفـل للوجود
ويــحـلو هـنـا للفـنـا مـحـفـل
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ 
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
             وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في                  "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة