قصيدة من اليوم لا أغتر ما عشت بالجد للشاعر طلائع بن رزيك

البيت العربي

من اليوم لا أغترُّ ما عشت بالجدِّ


عدد ابيات القصيدة:29


من اليوم لا أغترُّ ما عشت بالجدِّ
مـن اليـوم لا أغـتـرُّ مـا عـشت بالجدِّ
ولا أطـلب العـتـبـى من الخل بالعتب
ولا أرتــضــي بــالبـعـد مـن ذي مـودَّة
وأقــنــع مــنــه بــالرســائل والكـتـب
ولا ســيــمــا إن قــال لي مــتـصـنـعـاً
فــفــارقــكـم جـسـمـي وجـاوركـم قـلبـي
عــلى إنــنــي قــد قـلت حـيـن أجـبـتـه
بـلا حـشـمـة مـا أشـبه العذر بالذنب
أخــلاي لو رمــتــم دنــواً لمــا أبــا
سـرى العـيـس بـل ركـض المـطهمة القب
ولكـــنَّكـــم بـــعـــتــم وفــاء بــغــدرة
غـداة اشـتـريـتم وحشة البعد بالقرب
عــليــكــم ســلام اللّهِ ان بــعــادكــم
لأعـظـم مـا قـد كـان مـن ذلك الخـطـب
ولو انــنــا كــنَّاــ ظــنـنـاه لم نـكـن
نــظــاهـر دون النـاس عـبـاس بـالحـرب
عـلى أنـه قـد نـال بـالغـدر مـن بـني
نـبـي الهـدى مـا لم تـنـله بـنـو حرب
وهــل نــال مــنـهـم آل حـرب وغـيـرهـم
من الناس فوق القتل والسبي والنهب
غــدا والغــاً كـالكـلب ظـلمـاً وحـزبـه
دمــاءهــم لا حــاطــه اللّه مــن حــزب
ويـا ليـتـه لو كـان فـيـه مـن الوفـا
لمــالكــه بــعـض الذي هـو فـي الكـلب
وحــاشـاكـم مـا خـنـتـم العـهـد مـثـله
ولا لكــم فـيـمـا جـرى مـنـه مـن ذنـب
ومَــن مـثـل مـا قـد نـالكـم مـن دنـوِّه
يـحـاذر ان تـدنـو الصـحـاح من الجرب
ومــا روضــة غــنَّاــء هــبَّ نــســيــمـهـا
عـليـلاً فـلم يـوقـظ بـها نائم الترب
سـقـاهـا الحـيـا مـن آخر الليل مزنة
كــأيــمــانــنــا لمَّاـ هـمـت بـدم سـكـب
فــأضــحــت ثــغـور الاقـحـوان مـقـيـلة
تــضــاحـك فـي أرجـائهـا أوجـه الشـرب
بــأحــســن مـجـد الديـن مـمـا تـصـرَّفـت
بـنـانـك فـي تـغـويـف أبـراده القـشـب
ومـا هـو إلا الشـمـس أضـحـى يـزورنـا
بـسـراه مـن شـرق البـلاد إلى الغـرب
أأحـبـابـنـا يـا طـال مـا كـان قربكم
إلي مــن الدنـيـا ونـعـمـتـهـا حـسـبـي
وكـنـتـم عـلى قـلبـي إذا مـا لقـيتكم
عـلى ظـمـأ أشـهـى مـن البـارد العـذب
تـركـتم مدود النيل يروي بها الظما
ويـخـلفها من جودنا الليل في الجدب
هـو الآيـة العـظـمـى التـي دلَّ حكمها
بـــأوطـــانــنــا أن العــنــايــة للرَّب
بـحـيـث الأمـانـي ليـس تـخـلف سـحـبها
بـسـقـيـاً إذا مـا أخـلفـت درَّة السـحب
ومـا اعـتـضـتـم مـنـهـم غـداة نـقـلتـم
بــكـره إلى جـدب البـلاد مـن الخـصـب
وإنــي عــلى مـا قـد عـهـدتـم مـحـافـظ
عـلى الود مـنـكـم فـي بـعاد وفي قرب
أحــــنُّ إلى أخــــلاقـــكـــم وأعـــدَّكـــم
بـلا مـرية من جملة الأهل لا الصحب
أســامــة لي مــنــه اعــتــزام اسـامـة
ومــرهــف فــيـه هـزَّة المـرهـف العـضـب
فـإن تـبـعـدوا عـنـا فـفـي حـفـظ ربِّكم
وإن تـقـربوا منَّا ففي المنزل الرحب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات.
وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.
واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.
واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.
وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.
شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.
له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).