قصيدة من غائب في الحب لم يؤب للشاعر أبو نُوّاس

البيت العربي

مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ


عدد ابيات القصيدة:20


مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
مَـن غـائِبٌ فـي الحُـبِّ لَم يَؤُبِ
لا شَـيـئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ
مِــن حُـبِّ شـاطِـرَةٍ رَمَـت غَـرَضـاً
قَـلبـي فَـمَـن ذا قالَ لَم تُصِبِ
البَـدرُ أَشـبَهُ مـا رَأَيـتِ بِها
حـيـنَ اِستَوى وَبَدا مِنَ الحُجُبِ
وَاِبنُ الرَشا لَم يُخطِها شَبَهاً
بِـالجـيـدِ وَالعَـينَينِ وَاللَبَبِ
وَإِذا تَـسَـربَلَ غَيرَها اِشتَمَلَت
وَردَ الحَـواشـي مُـسـبَلَ الذَنَبِ
فَـتَـقـولُ طَـوراً ذا فَتىً هَتَفَت
نَـفـسُ النَـصـيـحِ بِهِ فَـلَم يُجِبِ
وِدٌّ لِعُــصــبَــةِ ريــبَــةٍ مُــجُــنٍ
أَعـدى لِمَـن عادَوا مِنَ الجَرَبِ
شُـنـعُ الأَسـامـي مُـسـبِلي أُزُرٍ
حُــمــرٍ تَـمَـسُّ الأَرضَ بِـالهُـدُبِ
مُـتَـعَـطِّفـيـنَ عَـلى خَـنـاجِـرِهِـم
سُــلُبٍ لِشُــربِهِــم مِــنَ القِــرَبِ
وَإِذا هُـمُ لِحَـديـثِهِـم جَـلَسـوا
عَـطَـفـوا أَكُـفَّهـُمُ عَـلى الرُكَبِ
وَتَـقـولُ طَـوراً ذا فَـتـىً غَـزِلٌ
بـادي الدَمـاثَةِ كامِلُ الأَدَبِ
صَـــبٌّ إِلى حَـــوراءَ يَــمــنَــعُهُ
مِـنـها الحَيا وَصِيانَةُ الحَسَبِ
فَــكِــلاهُــمــا صَــبٌّ بِــصـاحِـبِهِ
لَو يَـسـتَـطـيـعُ لَطـارَ مِن طَرَبِ
فَـتَـواعَـدا يَـومـاً وَشَـأنُهُـمـا
أَلّا يَـشـوبـا الوَعـدَ بِالكَذِبِ
فَـغَـدَت كَـواسِـطَةِ الرِياضِ إِلى
مَــوعــودَةٍ تَــمـشـي عَـلى رُقُـبِ
وَغَـــدا مُـــطَــرَّقَــةً أَنــامِــلُهُ
حُـلوَ الشَـمـائِلِ فـاخِرَ السُلُبِ
مَن لَم يُصَب في الناسِ يَومَئِذٍ
مِــن ريــحِهِ إِذ مَــرَّ لَم يَـطِـبِ
لا بَـل لَهـا خُـلُقٌ مُـنِـيـتُ بِهِ
وَمَــلاحَــةٌ عَــجَـبٌ مِـنَ العَـجَـبِ
فَـالمُـسـتَـعانُ اللَهُ في طَلَبي
مَــن لَســتُ أُدرِكُهُ عَـنِ الطَـلَبِ
مـا لامَـنـي الإِنـسانُ أَعشَقُهُ
حَــتّــى يُــعَـيِّرَهُ المُـعَـيِّرُ بـي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
تصنيفات قصيدة مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ