قصيدة من منكما وهب الأمان للشاعر عمر أبو ريشة

البيت العربي

منْ منكُما وهب الأمانْ


عدد ابيات القصيدة:27


منْ منكُما وهب الأمانْ
مـنْ مـنـكُـما وهب الأمانْ
لأخيه، أنتَ أم الزمانْ؟
حـيـرانـ! مـن أيّ الكنوز
يــلمُ حــبّــات الجــمـانْـ!
وأكــف "شــيــفــا" ســنّـتـانْ
عــلى حـواشـيـهـا اللدانْ
وبــنــات لذات مــطــرّحــةٍ
عـــنـــاقـــا واحـــتــضــانْ
تـمـضي الليالي، وهو من
نـعـمـائهـا قاص ٍ ودانْ!!
قطع الحياءُ بها السبيل
فـمـا استعان، ولا أعانْ
وفــتــىً يــهــمُّ بــقــبــلة
ويـكـاد يـقـطـفُهـا حـنـانْ
غـابـتْ بـه خـصـراً فـأجفلَ
واســـتـــدارَ النــاهــدانْ
وإلى جــوارهــمـا تـثـنّـت
ســـروةٌ، بـــل ســـروتـــانْ
شــفــةٌ عـلى شـفّـة تـفـتـح
بــرعــمــاً، وتــلفُّ بـانْـ!
وعــلى ارتـخـاء السـاعِـد
الريّـان تـخـفـقُ خـصـلتانْ
هـــذان نـــضـــوا صـــبــوةٍ
مــجــنــونـةٍ يـتـعـانـقـانْ
وتــلوح إحــداهـن ذاهـلةً
مـــــروّعـــــة الجــــنــــان
وتــكــاد تــنــقــل ظـلّهـا
وتـسـير مطلقة العنانْ!!
كــم دمــيـةٍ، ذلَّ الرخـامُ
عـلى انـتـفـاضـتـها وهانْ
مــسـح الذهـولُ عـليـكـمـا
يــدهــ، فــمـا تـتـحـوّلانْ
عــيــنـيّـ، مـا تـتـأمّـلانْ
وأيُّ دنـــيـــا تـــجـــلوانْ
نَـضَـت الوقارَ عن الحياة
فـمـا اسـتـقـرّ له مـكانْ!
وتــلفـتـت مـنـهـا الدمـى
بـيـن افـتـراق واقـتـرانْ
وتــكــلّمــت أحــجــارَك ال
صـمّـاء مـشـرقـة البـيانْ!
وثـب الخـيـالُ إلى لقـاك
وردّ وثــبــتــه العــيــانْ
يـا هـيـكـلاً نثر الفنونْ
ورنّـح الدنـيـا افـتـتـانْ
وبـقـيـتَ وحـدك فـوق هـذا
الصـخـر وقـفـة عـنـفوانْ!
وتـــمـــزّقــت أمــلاكُهــا
تــاجــاً وفــضّــت صـولجـانْ
شـقـيـتْ عـلى أعـتـابكَ ال
غــارات وانـتـحـرت هـوانْ
طـلبـتْ فـأعـطى، واشرأبتْ
فـانـحـنـى، وقـسـتْ فلانْ!
ظـمـئتـ، وأخـطأها الروى
فــكــأنّ زهــوتــهـا أهـانْ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

هو عمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الاضطهاد الفرنسي ، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية . ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم 0 حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )، وله مسرحية شعرية اسمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي ) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية. عمل سفيرا لبلاده سوريا في عدة دول ( الارجنتين والبرازيل وتشيلي والسعودية ) وتوفي عام 1990م وقد جمعت قصائده في مجموعة كاملة تحمل اسمه.