قصيدة نشرت ريح الصبا روح الصباح للشاعر ابن المليحي الواسطي

البيت العربي

نشرت ريح الصبا روح الصباح


عدد ابيات القصيدة:36


نشرت ريح الصبا روح الصباح
نــشـرت ريـح الصـبـا روح الصـبـاح
فــــــصــــــبــــــا المــــــشـــــتـــــاق
وانـقـضى ليل الصبا الداجي وراح
مـــــــــثـــــــــل ركــــــــب ســــــــاق
أيــن أهـل الأرض مـن أيـام عـاد
أيـــــــــــــــن أهـــــــــــــــل الأرض
وقــــرون مــــلأوا هـــذي البـــلاد
طـــــــــــولهـــــــــــا والعــــــــــرض
ســيــعـود الكـل فـي يـوم المـعـاد
إذ يـــــــــــقـــــــــــوم العــــــــــرض
كـلهـم يـسـعـى إذ مـا الصور صاح
شــــــــــــاخـــــــــــص الأحـــــــــــداق
فـــلكـــم مـــن أوجـــه ثــم صــبــاح
حـــــــــظـــــــــهــــــــا الإحــــــــراق
فــدع النــوم فــصـبـح الشـيـب لاح
مـــــــــســـــــــفــــــــر الإشــــــــراق
سـيـمـور الفـلك الأعـلى المـحـيـط
مــــــــــن عــــــــــلا الأفــــــــــلاك
عـــنـــدهـــا كـــل خــليــل وخــليــط
قــــــــلبــــــــه يــــــــنـــــــســـــــاك
وتــرى الأعـيـن تـجـري بـانـسـفـاح
دمــــــــعــــــــهــــــــا الدفــــــــاق
زائدات فــــوقــــأواه البــــطــــاح
تـــــــــبـــــــــلغ الأعــــــــنــــــــاق
أرتــجـي ربـي ويـكـفـيـنـي الرجـا
فـــــــــهـــــــــو الغـــــــــفـــــــــار
والنــبــي المـصـطـفـى بـدر الدجـا
أحـــــــمـــــــد المـــــــخـــــــتــــــار
مـــن عـــلى ســـنـــتــه ســار نــجــا
مــــــــن لهــــــــيــــــــب النــــــــار
ويـضـيـق الخـرق مـن هـذا البـسـيط
وتـــــــــــــــــرى المـــــــــــــــــلاك
وكــذا مـن لا يـرى وجـه الحـبـيـب
إنــــــــــــــه مـــــــــــــكـــــــــــــروب
لا ولا تـلقـى بـعـيـداً كـالقـريـب
يــــــــــــدرك المـــــــــــطـــــــــــلوب
مـا لأهـل النـوم فـي الليل نصيب
مــــــن لقــــــا المــــــحــــــبــــــوب
وبـكـى عـصـر الصبا الماضي وناح
مــــــــن جــــــــوى الإشـــــــفـــــــاق
قـدحـت فـي العـود نـسـمات الربيع
لهـــــــــــــــــب الأزهـــــــــــــــــار
وانـثـنـت تـرقـم بـالوشي البديع
جــــــــــــاري الأنـــــــــــهـــــــــــار
فـكـسـت عـن بـرده البـرد الخـليـع
خـــــــــــــــــــلع النـــــــــــــــــــوار
وبـدت فـي خـضـرة المـاء القـراح
صـــــــــــــــــفـــــــــــــــــرة الأوراق
كــــطــــراز مـــذهـــب فـــوق وشـــاح
صـــــــــنـــــــــعــــــــة الخــــــــلاق
مـثـل الورد عـلى المـاء المعين
مـــــــــثـــــــــل الإنـــــــــســـــــــان
زهــرة العـمـر له فـي الأربـعـيـن
وبــــــــدا النــــــــقــــــــصــــــــان
ولقــد يــعــجـله بـعـض السـنـيـن
يـــــــكـــــــســـــــر الأغـــــــصــــــان
فـافـهـم الجـد فما المعنى مزاح
وافــــــــــــتـــــــــــح الآمـــــــــــاق
وادخـر مـا اسطعت من فعل الصلاح
قـــــــيـــــــل أن تــــــعــــــتــــــاق
مـثـل الدنـيـا كـبـيـت العـنكبوت
أمـــــــــــــره مـــــــــــــوهــــــــــــون
مــن بــهــا أيــامــه سـهـواً تـفـوت
فـــــــــهـــــــــو المـــــــــحـــــــــزن
فـسـعـيـد النـاس عـن الهم استراح
وابــــــــتــــــــغــــــــى مــــــــا راق
وإذا حــف مــن الطــيــر الجـنـاح
أدرك الســــــــــــــــــبــــــــــــــــــاق
مـرشـد الخـلق إلى سـبـل النـجاح
طــــــــــــاهـــــــــــر الأعـــــــــــراق
ذا الندى بحر العطايا والسماح
طــــــــــــيـــــــــــب الأخـــــــــــلاق
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن القاسم بن أبي البدر المليحي الواسطي شمس الدين شاعر من الوعاظ. له موشحات رقيقة. برع في القراءات، وله (قصيدة) فيها. 
وأنشأ (خطبا) وخطب في أحد مساجد بغداد. ومات بواسط (عن الأعلام للزركلي)
وهو كذلك في الدرر الكامنة (4/ 260) محمد ...المليحي (1) وسماه ابن شاكر محمود بت القاسم بن أبي البدر الملحي قال في كتابه "فوات الوفيات" هو الشيخ العالم الفاضل الكامل شمس الدين ابن الملحي الواعظ الواسطي توفي آخر جمعة في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وسبعمائة رحمه الله تعالى وقد ناهر السبعين 
(1) قال: محمد بن القاسم بن أبي البدر المليحي الواسطي الواعظ اشتغل بالفقه والأصول وقرأ القراآت على أحمد بن غزال ومهر في الفن حتى نظم قصيداً في القراآت العشر وكان حسن الصوت بعيد الصيت في الوعظ وأنشأ خطباً وتصاديق ومدائح وخطب ببغداد بالجامع الذي أنشأه الوزير محمد بن الرشيد ومات بواسط سنة 744.
وفي ديوان الإسلام للغزي: (ابن أبي البدر: محمد بن القاسم. المقرىء شمس الدين المليحي الواسطي الواعظ. له قصيدة في القراءات العشر. وديوان شعر. توفي سنة 744.