قصيدة نك من لقيت من البشر للشاعر أبو نُوّاس

البيت العربي

نك مَن لقيتَ من البَشر


عدد ابيات القصيدة:23


نك مَن لقيتَ من البَشر
نـك مَـن لقـيـتَ من البَشر
واعــذر أخــاكَ إذا فـجَـر
واخـلع عـذاركَ في الهوى
فـعـلَ الخـليـعِ المـشـتهَر
واقــبــل مــقــالةَ خـاسـرٍ
واعـص الرشـيـدَ إذا أمَـر
واجــسـر فـمـا نـالَ الذي
يــهــواهُ إلّا مَــن جــسَــر
ودعِ الصـــلاةَ وأهـــلَهــا
إنّ الحـراثَ عـلى البَـقَـر
إنّ التــنــسّــكَ عــنــدنــا
يـا صـاح من إحدى الكِبَر
لا يـــمـــنــعــنّــك زاجــرٌ
مِـن نـيـكِ أُنـثـى أو ذكَـر
واشــرب مــعـتّـقـةَ الكـرو
مِ ولا تــعـفّ عـن السَـكَـر
واســكــر لتــضــحـى شُهـرةً
مــتــلوّثــاً وســطَ القــذَر
واسـحـب ذيولكَ في الصبا
ودعِ العــواذلَ فــي سـقَـر
والمــرد لا تــتــركــهــمُ
أهــلَ التــســفّـرِ والطُـرَر
مــــمّــــن إذا كــــلّمــــتَهُ
أبـدى الشـتـيـمة أو نخَر
مـــمّـــن يـــقـــولُ لأرضــهِ
ســيــري ويـمـرحُ ذا بـطَـر
مثل ابن سيسلَ ذي الدلا
لِ وذي التــزنّ والفــخَــر
قـالوا التـحى فمحا محا
ســنَ وجــهِهُ نـبـتُ الشَـعَـر
فــأجــبـتُهـم لا يـسـبـقـن
فـي الزورِ سـيلُكُمُ المطر
تـــلك اللُحـــيّـــةُ روضـــةٌ
خــضـراءُ تـنـبـتُ فـي زَهَـر
الآن طـــابَ وقـــد نــمــا
حـسـنُ البهارِ على الشجَر
لولا ســوادٌ فــي القـمَـر
واللَهِ مــا حـسُـنَ القـمَـر
يــا عــاذليّ عـلى الهـوى
هـذا تـجـاهـكـمـا الحـجَـر
دقّـــا بـــهِ رأســيــكــمــا
وكُـلا التـرابَ من المَدر
لا لا عـذرتُ إلى المـما
تِ بــمَـن هـويـتُ وإن عـذَر
واللَهِ لا أجــــنــــيــــتُهُ
مــنّـي الوصـالَ وإن هـجَـر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.