البيت العربي

نما بأحشائي هواه وقد
عدد ابيات القصيدة:31

نــمــا بــأحـشـائي هـواه وقـد
قـالوا دواء الحـب أن تقلعه
وإن يــرم يـومـاً رجـوعـاً الى
صـدري فـلن أقـبـل أن أرجـعـه
فــإنــه يــهــواك لا يـبـتـغـي
سـواك فـارحـم حـاله المفجعه
وأعـــطـــي القــلب له قــائلا
اصـنـع بـه مـا شئت أن تصنعه
وكــدت مــن فــرط حــنـوي عـلى
قـلب يـريـد الإلف أن أقـطعه
فــليــتــنـي أمـنـع فـكـري بـه
أو من دخول الفكر أن أمنعه
إن مــر بــالخـاطـر يـنـزو له
بـالصـدر قـلبـي دافعا أضلعه
يــطــلب مــنــي قــربــه لحـظـة
وعـام قـرب مـنـه لن يـشـبـعـه
يــنــأى وقــلبـي طـالب قـربـه
وإن يـنـل فـي قـربـه مـصـرعـه
لو لم تــقــيــده شــرايــيـنـه
لطــار مــنــي قـاصـدا أربُـعـه
لذا غــدا يـخـفـق فـي أضـلعـي
مــضـطـربـا يـنـشـد مـن ضـيـعـه
قـلبـي لا يـرضـى بـقـاء مـعـي
كـلا ولا يـسـتـطيع ان يتبعه
ودعـــنـــي إلفـــي فـــودعــتــه
والقـلب خـوف البعد ما ودعه
فــقـال لا أبـغـي سـواه فـقـل
ان شـئت مـا أبـدع أو أبـشعه
فـليـس يـرضـى بـي ولا يـرتضي
بــأن يـرانـي لحـظـة فـي دعـه
كـم قـلت يـا قـلب اتخذ غيره
أنـظـر لهذا الظبي ما أبدعه
أضحى فؤادي في الهوى أبلهاً
غــرا وللغــيــد غــدا إمّــعــه
ان لم أقــــم ألف دليــــل له
تـدحـض ذاك الحـب لن أقـنـعـه
يـا ليـتـه لم يـبـد حـبا الى
قـلبـي لكـي أسـطيع أن أردعه
أغـفـى وقـد أيـقـظـنـي للهـوى
وبـات طـرفـي حـارسـاً مـضـجـعه
أبــغـي له شـبـهـاً لأسـلو بـه
والغـيـد لا تحكي ولا أصبعه
عــبــادتـي حـب حـبـيـبـي فـفـي
حـبـي له تـقـديـر مـن أبـدعـه
ويـحـي خـدعـت النفس في نظرة
له بــهــا حــاولت أن أخـدعـه
جــن فـؤادي فـي حـبـيـبـي وإن
مــنـحـتـه نـصـحـي لن يـسـمـعـه
حــذرتــه قـدمـا شـراك الهـوى
فـمـن بـأشـراك الهـوى أوقـعه
أمـسـكـت بـالكـفـين قلبي وقد
خــفــت مــن الحـب بـه زوبـعـه
لكـــنـــه أغـــفـــلنــي خــلســة
وعــب كــأســاً للهـوى مـتـرعـه
أعـطـيت قلبي في الهوى جرعة
مــخــافــة مــنــي أن أطــمـعـه
كـم رمـت من قلبي قلع الهوى
فـخـفـت أن يـقـلع قـلبـي مـعه
يـا ليـتـه لو مـات قدما ولم
يــهــو ويـدخـل هـذه المـعـمـه
ولا أريـد القـلب إن كان لا
يــريــدنــي فـليـتـبـع مـولعـه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة