قصيدة هذي حماة مدينة سحرية للشاعر أحمد الصافي النجفي

البيت العربي

هذي حماة مدينة سحرية


عدد ابيات القصيدة:27


هذي حماة مدينة سحرية
هــذي حــمــاة مــديــنــة ســحــريــة
وأنــا امــرؤ بــجـمـالهـا مـسـحـورُ
لحــن قــديـم وهـو فـي فـن الغـنـا
لحـــن جـــديـــد مـــاله تــعــبــيــر
تـشـجـي وتـسـكـرنـا أغـانـيـها فهل
مـن نـهـرهـا العـاصـي بـهـن خـمـور
فــكــأنــمـا هـي أخـرس يـدعـو بـلا
نــطـق فـمـا يـرتـاح مـنـه ضـمـيـر
تـعـلي الزفـيـر فليس يفصح عندها
عـــمـــا تـــكـــابــد أنّــة وزفــيــر
تبكي على العاصي الجميل ودمعها
مــنــه وبــيــنـهـمـا اتـحـدن صـدور
وكـأنـهـا تـعـظ الأنـام ليـدخـلوا
ظــلم الفـنـا فـيـنـالهـم تـطـهـيـر
وكـأنـهـا فـي عـالم العـدم انطوت
وبـدا لهـا بـعـد الفـنـاء نـشـور
وتـغـوص في النهر الجميل وتعتلي
فـيـسـيـل مـنـهـا اللؤلؤ المـنثور
تـعـلو فـتـرمي الماء من أفواهها
تـروي البـسـيـط وفي الفؤاد هجير
وتـغـوص في الماء النمير لترتوي
فــتــزيــد فــيــهــا لوعـة وسـعـيـر
تـبـدي مـن الأزل الانـيـن كـأنها
مــنــذ البــدايــة عــاشـق مـهـجـور
لحـــن أراد له الغـــنــاء إشــارة
مـنـذ القـديـم فـخـانـه التـأشـيـر
تـبـغـي مـصـافـحة السماء إذا علت
فــيــردهــا شــوقــاً اليــه غـديـر
وكــأن نـجـمـا راح يـلثـم ثـانـيـا
حـــتـــى تـــمـــازج أوجــه ونــحــور
وتـرى النـجـوم تـصـادمـت وتـكـسرت
قــطــعــا كــمــا يــتـكـسـر البـلور
وإذا تـــمـــوج مــاؤه رقــصــت بــه
شــهــب الســمــاء فــعــمـهـن حـبـور
وكـأن شـهـب الأفـق إن جـن الدّجـى
نـزلت بـعـاصـيـهـا الجـمـيل تسير
لو كـنـت أبـصـر كـلهـا للثـمـتـهـا
وودت كــــلي أعــــيــــن وثــــغــــور
يـا ليـت أنـي كـنـت فـيـهـا طائرا
وعــلى المــنــاظــر كــلهــن أطـيـر
حــتــى خــرائبــهــا تـلوح كـأنـهـا
لجـلالهـا السـامـي البـهـيِّ قـصـور
إن قـصّـر الانـسـان فـي تـعـمـيرها
فــمــن الطــبـيـعـة كـلهـا مـعـمـور
أي المــنـاظـر مـن حـمـاة أصـطـفـي
وإليّ كـــل بـــالجـــمـــال يــشــيــر
أنَّى مـــشـــيــت فــجــنــة وخــمــائل
أو أيــن ســرت فــأنــهــر وجــســور
يـا ليـت شـعـري مـا أقـول بوصفها
وحــمــاة شــعــر كــلهــا وشــعــورُ
وبــهـا نـواعـيـر مـتـى أبـصـرتـهـا
أبــصــرت أفــلاك الســمـاء تـدور
لحــن قــديــم طــالمــا أصــغــت له
أمـــم خـــوال واســتــمــعــن دهــور
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ 
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
             وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في                  "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة