قصيدة هز اللواء بعزك الإسلام للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ


عدد ابيات القصيدة:47


هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ
هَــــزَّ اللِواءُ بِــــعِــــزِّكَ الإِســــلامُ
وَعَـــنَـــت لِقــائِمِ سَــيــفِــكَ الأَيّــامُ
وَاِنـقـادَتِ الدُنـيـا إِلَيـكَ فَـحَـسـبُها
عُـــذراً قِـــيـــادٌ أَســـلَسَـــت وَزِمـــامُ
وَمَـشـى الزَمـانُ إِلى سَـريـرِكَ تـائِباً
خَـــجِـــلاً عَـــلَيـــهِ الذُلُّ وَالإِرغــامِ
عَـــرشُ النَـــبِــيِّ مُــحَــمَّدٍ جَــنَــبــاتُهُ
نــــورٌ وَرَفـــرَفُهُ الطَهـــورُ غَـــمـــامُ
لَمّــا جَــلَســتَ سَــمــا وَعَــزَّ كَــأَنَّمــا
هـــارونُ وَاِبـــنــاهُ عَــلَيــهِ قِــيــامُ
البَــحــرُ مَــحــشــودُ البَــوارِجِ دونَهُ
وَالبَــــرُّ تَــــحــــتَ ظِــــلالِهِ آجــــامُ
نَــعَــمَ الرَعِــيَّةــُ فــي ذَراكَ وَنَــضَّرَت
أَيّـــامَهُـــم فـــي ظِـــلِّكَ الأَحـــكـــامُ
فــي كُــلِّ نــاحِــيَــةٍ وَكُــلِّ قَــبــيــلَةٍ
عَــــــــدلٌ وَأَمـــــــنٌ مـــــــورِفٌ وَوِئامُ
حَــمَـلَ الصَـليـبُ إِلَيـكَ مِـن فِـتـيـانِهِ
جُــنــداً وَقــاتَــلَ دونَــكَ الحــاخــامُ
وَالديــنُ لَيــسَ بِــرافِــعٍ مُـلكـاً إِذا
لَم يَــبــدُ لِلدُنــيــا عَــلَيــهِ نِـظـامُ
بِــاللَهِ قَـد دانَ الجَـمـيـعُ وَشَـأنُهُـم
بِــاللَهِ ثُــمَّ بِــعَــرشِــكَ اِســتِــعـصـامُ
يا اِبنَ الَّذينَ إِذا الحُروبُ تَتابَعَت
صَــلَّوا عَــلى حَــدِّ السُـيـوفِ وَصـامـوا
المُــظــهِــريــنَ لِنــورِ بَـدرٍ بَـعـدَمـا
خــيــفَ المَــحــاقُ عَــلَيـهِ وَالإِظـلامُ
عِــشــرونَ خــاقــانــاً نَـمَـوكَ وَعَـشـرَةٌ
غُــــرُّ الفُــــتــــوحِ خَـــلائِفٌ أَعـــلامُ
نَـــسَـــبٌ إِذا ذُكِـــرَ المُـــلوكُ فَــإِنَّهُ
لِرَفــيــعِ أَنــســابِ المُــلوكِ سَــنــامُ
لا تَــحــفَــلَنَّ مِــنَ الجِــراحِ بَــقِــيَّةً
إِنَّ البَـــقِـــيَّةـــَ فـــي غَــدٍ تَــلتــامُ
جَــرَتِ النُــحــوسُ لِغــايَــةٍ فَــتَـبَـدَّلَت
وَلِكُــــلِّ شَـــيـــءٍ غـــايَـــةٌ وَتَـــمـــامُ
تَــعِــبَـت بِـأُمَّتـِكَ الخُـطـوبُ فَـأَقـصَـرَت
وَالدَهــرُ يُــقــصِــرُ وَالخُـطـوبُ تَـنـامُ
لَبِــثَــت تَــنـوشُهُـمُ الحَـوادِثُ حِـقـبَـةً
وَتَـــصُـــدُّهـــا الأَخـــلاقُ وَالأَحــلامُ
وَلَقَـــد يُـــداسُ الذِئبُ فــي فَــلَواتِهِ
وَيُهــابُ بَــيــنَ قُــيــودِهِ الضِــرغــامُ
زِدهُـم أَمـيـرَ المُـؤمِـنـينَ مِنَ القُوى
إِنَّ القُـــــوى عِـــــزٌّ لَهُــــم وَقَــــوامُ
المُـلكُ وَالدُوَلاتُ مـا يَـبـني القَنا
وَالعِــلمُ لا مــا تَــرفَــعُ الأَحــلامُ
وَالحَـــقُّ لَيـــسَ وَإِن عَـــلا بِـــمُــؤَيَّدٍ
حَــتّــى يُــحَــوِّطَ جــانِــبَــيــهِ حُــســامُ
خَــطَّ النَــبِــيُّ بِــراحَــتَــيـهِ خَـنـدَقـاً
وَمَــشــى يُــحــيــطُ بِهِ قَــنــاً وَسِهــامُ
يــا بَــربَــروسُ عَــلى ثَــراكَ تَــحِــيَّةٌ
وَعَــلى سَــمِــيِّكــَ فـي البِـحـارِ سَـلامُ
أَعَــلِمــتَ مــا أَهــدى إِلَيـكَ عِـصـابَـةٌ
غُــرُّ المَــآثِــرِ مِــن بَــنــيــكَ كِــرامُ
نَـشَـروا حَـديـثَكَ في البَرِيَّةِ بَعدَ ما
هَـــمَّتـــ بِـــطَـــيِّ حَــديــثِــكَ الأَيّــامُ
خَــصّــوكَ مِــن أُســطــولِهِــم بِــدَعـامَـةٍ
يُــبــنــى عَــلَيــهــا رُكــنُهُ وَيُــقــامُ
شَــمّــاءُ فــي عَــرضِ الخِــضَــمِّ كَـأَنَّهـا
بُـــرجٌ بِـــذاتِ الرَجـــعِ لَيـــسَ يُــرامُ
كــانَــت كَـبَـعـضِ البـارِجـاتِ فَـحَـفَّهـا
لَمّــا تَــحَــلَّت بِــاِســمِــكَ الإِعــظــامُ
مـا مـاتَ مِـن نُـبُـلِ الرِجـالِ وَفَضلِهِم
يَــحــيـا لَدى التـاريـخِ وَهـوَ عِـظـامُ
يَــمـضـي وَيُـنـسـى العـالَمـونَ وَإِنَّمـا
تَــبــقـى السُـيـوفُ وَتَـخـلُدُ الأَقـلامُ
وَتَــلاكَ طُــرغـودُ كَـمـا قَـد كُـنـتُـمـا
جَــنــبــاً لِجَــنــبٍ وَالعُــبــابُ ضِــرامُ
أَرســـى عَـــلى بــابِ الإِمــامِ كَــأَنَّهُ
لِلفُـــلكِ مِـــن فَــرطِ الجَــلالِ إِمــامُ
جَــمَــعَــتـكُـمـا الأَيّـامُ بَـعـدَ تَـفَـرُّقٍ
مــــــا لِلِقــــــاءِ وَلِلفُــــــراقِ دَوامُ
سَــــيَـــشُـــدُّ أَزرَكَ وَالشَـــدائِدُ جُـــمَّةٌ
وَيُــعِــزُّ نَــصــرَكَ وَالخُــطــوبُ جِــســامُ
مـا السُـفـنُ فـي عَدَدِ الحَصى بِنَوافِعٍ
حَــــتّــــى يَهُـــزَّ لِواءَهـــا مِـــقـــدامُ
لَمّــا لَمَــحـتُـكُـمـا سَـكَـبـتُ مَـدامِـعـي
فَـــرَحـــاً وَطـــالَ تَـــشَـــوُّفٌ وَقِـــيــامُ
وَسَـــأَلتُ هَـــل مِـــن لُؤلُؤٍ أَو طـــارِقٍ
فـي البَـحـرِ تَـخـفُـقُ فَـوقَهُ الأَعـلامُ
يـا مَـعـشَـرَ الإِسـلامِ فـي أُسـطـولِكُم
عِـــــزٌّ لَكُـــــم وَوِقــــايَــــةٌ وَسَــــلامُ
جـودوا عَـلَيـهِ بِـمـالِكُـم وَاِقضوا لَهُ
مـــا تـــوجِــبُ الأَعــلاقُ وَالأَرحــامُ
لا الهِـنـدُ قَـد كَـرُمَت وَلا مِصرٌ سَخَت
وَالغَـــربُ قَـــصَّرَ عَــن نَــدىً وَالشــامُ
سَــيــلُ المَــمــالِكِ جــارِفٌ مِــن شِــدَّةٍ
وَقُــوىً وَأَنــتُـم فـي الطَـريـقِ نِـيـامُ
حُــبُّ السِـيـادَةِ فـي شَـمـائِلِ ديـنِـكُـم
وَالجِــــدُّ روحٌ مِــــنــــهُ وَالإِقــــدامُ
وَالعِــلمُ مِــن آيــاتِهِ الكُـبـرى إِذا
رَجَــــعَــــت إِلى آيــــاتِهِ الأَقــــوامُ
لَو تُــقــرِؤونَ صِــغــارَكُــم تــاريــخَهُ
عَــرَفَ البَــنـونُ المَـجـدَ كَـيـفَ يُـرامُ
كَــم واثِــقٍ بِــالنَــفــسِ نَهّــاضٍ بِهــا
ســادَ البَــرِيَّةــَ فــيــهِ وَهــوَ عِـصـامُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ