قصيدة هل سوى زورة الحبيبة عيد للشاعر عبد العزيز بن حمد آل مبارك

البيت العربي

هَل سِوى زَورَةِ الحَبيبَةِ عيدُ


عدد ابيات القصيدة:52


هَل سِوى زَورَةِ الحَبيبَةِ عيدُ
هَـل سِـوى زَورَةِ الحَـبـيـبَـةِ عـيـدُ
أَم فُــؤادِي بِــغَــيــرِهَـا مَـعـمُـودُ
عَــــزَّةٌ ذاتُ عِــــزَّةٍ جَــــدُّهــــا ال
مَـنـصُورُ بِالحُسنِ ضَلَّ فيهِ الرَّشيدُ
طـــفـــلةٌ بَـــضَّةـــٌ رَدَاحٌ شـــمـــرغٌ
مُـــطـــرِبٌ دَلُّهـــا نَـــوارٌ نَــجُــودُ
كـاعِـبٌ هَـونَـةُ القِـيـامِ قَطُوفُ ال
مَــشــيِ هَــيــفــاءُ غــادَةٌ أُمــلُودُ
حُـلوَةُ الابـتِـسـامِ ذَلفَـاءُ شَـنبا
ءُ الثَّنـايـا العِذابِ لَمياءُ رُودُ
يَـسـتَـمـيـلُ القـلُوبَ مِـنـها مُحَيّاً
مِـن ضـيـاهُ شَـمـسُ الضُّحـَى تَستفِيدُ
وقِــسِــيٌّ مِــنَ الحَــواجِــبِ تَــرمِــي
بِــنِــبَــالٍ أَغــراضُهُــنَّ الكُــبــودُ
وجُــفُــونٌ لَهــا اللِّحــاظُ نُــصُــولٌ
وَعُــيــونٌ دُعــجُ المَــحــاجِـرِ سُـودُ
فــاتِــراتٌ وُطــفٌ بِهِــنَّ انــكِـسـار
وعَــجــيــبٌ مِــمّـا يَـصِـدنَ الأُسُـودُ
وَخـــدودٌ تـــضَــرَّجَــت بِــدَمِ العُــش
شــاقِ كَــم ظَــلَّ بَــيــنَهُــنَّ شَهـيـدُ
وَرُضــابٌ لهُ الثَــنــايــا حَــبــابٌ
آهِ هَــل لِي يَــكــونُ مِــنــهُ وُرُودُ
ودُجـــــــى مِـــــــن ذَوائِبٍ وارِداتٍ
لأَســارَى الغَــرامِ هُــنَّ القُـيُـودُ
حــالِكَــاتٍ كــأنَّهــُنَّ العَـنَـاقِـيـدُ
جَــلاهــا مُــزنٌ حَــدَتــهُ الرُّعُــودُ
إِنَّ حُـــبِّيـــ لَهــا لَحُــبٌّ عَــجــيــبٌ
وَغَـــرامِـــي بِهــا غَــرامٌ شَــدِيــدُ
عَـلِقَ القَـلبُ فـي هَـواهـا قَـدِيماً
وَإِلى اليَــومِ وَالغَــرامُ يَــزِيــدُ
إِن تَــكُــن عــذَّبَـت فُـؤَادِي بِـنـارٍ
مِـن لَظَـى الهـجـرِ شَبَّ مِنها وَقودُ
فَـلَقَـد أَعـتَـبَـت بِـرَغـمِ اللوَاحِـي
وَثَـــنـــاهــا للوصــلِ وُدٌّ أَكِــيــدُ
وَأَتَــت حَــســبَ مــا أُرِيـدُ جِهـاراً
فـــتـــبــيَّنــتُ أَنَّ جَــدِّي سَــعــيــدُ
مِــثـلَمـا لاحَ سَـعـدُ جَـدِّي بـنَـظـمٍ
مِــن غَـمـامٍ غَـدا لمـجـدِي يـشـيـدُ
بِــقَــوَافٍ لَهــا المَــعـالِي قَـوافٍ
ســائِراتٍ تَــنــاقَـلَتـهـا الوفـودُ
وَهـــو المـــاجِــدُ الذَكِــيُّ المَــح
ضُ آضَ فَهــــــوَ غَــــــضٌّ جَـــــديـــــدُ
أَروَعٌ مِــن بَــنِــي المُــلُوكِ سَــرِيٌّ
أَريَــــحِــــيٌّ حـــلاحِـــلٌ مَـــجـــدُودُ
حُـــوَّلٌ قُـــلَّبٌ نَـــبِـــيــهٌ نَــبــيــلٌ
لَوذَعِـــــيٌّ مُهـــــذَّبٌ صِــــنــــدِيــــدُ
واسِـعُ النَّيـلِ طـاهِـرُ الذَّيـلِ عَـفٌّ
كُـــلُّهُ مَـــفـــخَـــرٌ وفــضــلٌ وجُــودُ
نــاظِــمٌ نــاثِـرٌ فَـأَقـلامُهُ الهِـي
فُ بِـــمـــا شَـــاءَ رُكَّعـــٌ وَسُــجُــودُ
مِــقــوَلُ القَــومِ لا أَخُــصُّ ذَوِيــهِ
وفَــتَـاهُـم وكـالقَـريـبِ البَـعـيـدُ
غُــــرَّةٌ فــــي أَوالَ لاحَـــت فـــلِل
لَهِ جَــمَــالٌ لَهــا وَفَــخــرٌ مَـدِيـدُ
أُنـسُ نَـفـسـي أَخِـي خَـلِيـلي إِبـرا
هِـيـمُ مَـن لَم تـضَع لَدَيهِ العهُودُ
أَخَـــذَ المَـــجــدَ عَــن مُــحــمَّدٍ ال
مَــلِكِ أَبِــيــهِ وَذاكَ مَـجـدٌ تَـليـدُ
مَـــلِكٌ لَيـــسَ كـــالمُـــلوكِ وَلَكِــن
مَــلِكٌ عِــنــدَهُ المُــلُوكُ عَــبــيــدُ
يَهَـبُ الخَـيـلَ تـعلُكُ اللجمَ عَفواً
ويَــرَى أَنَّهـا الحَـقِـيـرُ الزَّهِـيـدُ
شِــيَـمٌ مِـن بَـنِـي خـليـفَـةَ كـالزُه
رِ تَـوالَى بِهـا اسـتَـنارَ الوُجُودُ
قَـد بَـدا فـي أَسِـرَّة المُلكِ مِنهُم
قَــمــرٌ بــاهِــرُ السَّنــا مَــحـشُـودُ
مَـلجَـأُ المُـعـتَـفـيـنَ بَـرُّ الأَفضا
لِ مــــن ظِــــلُّ عَــــدلِهِ مَـــمـــدُودُ
مَـلِكٌ شـادَ مِن بِنا المجدِ ما قَد
أَسَّســــَتــــهُ آبــــاؤهُ وَالجُــــدُودُ
يـا ابـنَ وُدِّي ما لِي وَعَدِّ مَزَايا
لَكُــمُ لا يَــفِــي بِهــا التَّعـديـدُ
غَـيـرَ أَنِّيـ يَـطِـيـبُ لِي نشرُ نَشرِي
لِثَـــنـــاكُــم ويَــعــذُبُ التَّرديــدُ
فَـخُـذا الآنَ يـا نَـدِيـمَـيَّ فـيـما
رُمــتُهُ وَاجــرِيــا بِــحَــيـثُ أُرِيـدُ
مِــن تَــعــاطِــي كَــوكَــبٍ آدبٍ نَــد
بٍ أَنـا مِـنـهـا وَلا خَـفـاءَ عَمِيدُ
حــــــــرَسَ اللَّه ذاتَهُ وَعُــــــــلاهُ
مِــن فَــتـىً عَـن وَلائِهِ لا أَحِـيـدُ
يـا حَـبـيـبـي نَهـضـتَ بِـي لِمَـقـامٍ
أَنـا عَـنـهُ بَـل أَهـلُ عَـصرِي رُقُودُ
مِـــن تَهـــادِي أَزَاهِــرِ الأَدَبِ ال
غَــضِّ إِلا أَنَّ زَهــرَهُ لا يَــبِــيــدُ
وَاجـتـذاب الأَهـدابِ مِـنهُ وَحَسبي
بِـــكَ فـــيــهِ مُــجــاذِبٌ يــا وَدُودُ
غَــيــرَ أنِّيــ لَكَ السَّلــامَـةُ عـانٍ
فَــمَـتـى يـا تُـرَى تُـحَـلُّ القُـيُـودُ
آهِ مِــن حَـسـرَةٍ تَـطِـيـرُ لَهَـا الن
نَـفـسُ شَعاعاً يَذُوبُ مِنها الحَديدُ
وَهُــــمُـــوم تَـــقَـــسَّمـــنَ فِـــكـــري
غَـيـرَ أَنِّيـ وَلا افـتِـخـارَ جَـلِيـدُ
ما تَرانِي أَحجَمتُ عَن واجِبِ الشُك
رِ زَمــانــاً حَــتّــى كَـأَنِّيـ بَـلِيـدُ
مَـع عِـلمِـي بِـأَنَّ أَبـيـاتَـكَ الغُـرّ
اللآلِي تَـــزهُـــو ودُرٌّ نَـــضِـــيــدُ
واعـتِـرافِـي بِـأَنَّ أَمـداحَـكَ الزُّه
رَ لمــــجـــدِي قَـــلائِدٌ وَعُـــقُـــودُ
كــلُّ سَــطـرٍ مِـنـهـا فَـريـدُ جُـمـانٍ
كــلُّ شَــطـرِ يـلُوحُ مِـنـهـا قَـصِـيـدُ
فَـلَكَ الشُـكـرُ والمُـؤَمَّلـُ مِـنكَ ال
عُــذرُ وَالعَــفــوُ مِـنـكُـمُ مَـعـهُـودُ
وَخِــتــامُ النِّظــامِ زاهِــي سَــلامٍ
كــــلَّ حِــــيــــنٍ لَهُ إِلَيــــكَ وُرُودُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.
ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.
حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.
وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.
توفي في الأحساء.
له: تدريب السالك.