البيت العربي
هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ
عدد ابيات القصيدة:27

هُـوَ البَـيـنُ حَـتّـى مـا تَأَنّى الحَزائِقُ
وَيــا قَــلبِ حَــتّــى أَنـتَ مِـمَّنـ أُفـارِقُ
وَقَــفــنـا وَمِـمّـا زادَ بَـثّـاً وُقـوفُـنـا
فَــريــقَــي هَــوىً مِــنّـا مَـشـوقٌ وَشـائِقُ
وَقَـد صـارَتِ الأَجفانُ قَرحى مِنَ البُكا
وَصـارَ بَهـاراً فـي الخُـدودِ الشَـقـائِقُ
عَـلى ذا مَـضـى النـاسُ اِجتِماعٌ وَفُرقَةٌ
وَمَــــيــــتٌ وَمَــــولودٌ وَقـــالٍ وَوامِـــقُ
تَــغَــيَّرَ حــالي وَاللَيــالي بِــحـالِهـا
وَشِــبـتُ وَمـا شـابَ الزَمـانُ الغُـرانِـقُ
سَـلِ البـيـدَ أَيـنَ الجِـنُّ مِـنّا بِجَوزِها
وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ
وَلَيـــلٍ دَجـــوجِــيٍّ كَــأَنّــا جَــلَت لَنــا
مُـحَـيّـاكَ فـيـهِ فَـاِهـتَـدَيـنـا السَمالِقُ
فَــمــا زالَ لَولا نــورُ وَجـهِـكَ جُـنـحُهُ
وَلا جـابَهـا الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ
وَهَــزٌّ أَطــارَ النَــومَ حَــتّــى كَــأَنَّنــي
مِـنَ السُـكـرِ فـي الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ
شَـدَوا بِـاِبـنِ إِسـحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت
ذَفــارِيَهــا كــيــرانُهــا وَالنَــمــارِقُ
بِـمَـن تَـقـشَـعِـرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى
عَــلَيـهـا وَتَـرتَـجُّ الجِـبـالُ الشَـواهِـقُ
فَـتـىً كَـالسَـحابِ الجونِ يُخشى وَيُرتَجى
يُـرَجّـى الحَـيـا مِنها وَتُخشى الصَواعِقُ
وَلَكِـــنَّهـــا تَـــمـــضــي وَهَــذا مُــخَــيِّمٌ
وَتَــكـذِبُ أَحـيـانـاً وَذا الدَهـرِ صـادِقُ
تَـخَـلّى مِـنَ الدُنـيـا لِيُـنسى فَما خَلَت
مَــغــارِبُهــا مِــن ذِكــرِهِ وَالمَــشــارِقُ
غَـذا الهِـنـدُوانِـيّاتِ بِالهامِ وَالطُلى
فَهُــنَّ مَــداريــهــا وَهُــنَّ المَــخــانِــقُ
تَــشَــقَّقــُ مِــنــهُـنَّ الجُـيـوبُ إِذا غَـزا
وَتُــخــضَــبُ مِـنـهُـنَّ اللُحـى وَالمَـفـارِقُ
يُــجَــنَّبــُهــا مَــن حَـتـفُهُ عَـنـهُ غـافِـلٌ
وَيَــصـلى بِهـا مَـن نَـفـسُهُ مِـنـهُ طـالِقُ
يُــحــاجــى بِهِ مـا نـاطِـقٌ وَهـوَ سـاكِـتٌ
يُـرى سـاكِـتـاً وَالسَـيـفُ عَن فيهِ ناطِقُ
نَــكِــرتُــكَ حَــتّــى طـالَ مِـنـكَ تَـعَـجُّبـي
وَلا عَــجَـبٌ مِـن حُـسـنِ مـا اللَهُ خـالِقُ
كَــأَنَّكـَ فـي الإِعـطـاءِ لِلمـالِ مُـبـغِـضٌ
وَفـــي كُـــلِّ حَــربٍ لِلمَــنِــيَّةــِ عــاشِــقُ
أَلا قَـلَّمـا تَـبـقـى عَـلى ما بَدا لَها
وَحَــلَّ بِهــا مِـنـكَ القَـنـا وَالسَـوابِـقُ
سَــيُـحـيِ بِـكَ السُـمّـارُ مـا لاحَ كَـوكَـبٌ
وَيَــحــدو بِــكَ السُـفّـارُ مـا ذَرَّ شـارِقُ
خَـفِ اللَهَ وَاِسـتُـر ذا الجَـمالَ بِبُرقُعٍ
فَـإِن لُحـتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ
فَـمـا تَـرزُقُ الأَقـدارُ مَـن أَنـتَ حارِمٌ
وَلا تَــحـرِمُ الأَقـدارُ مَـن أَنـتَ رازِقُ
وَلا تَــفـتُـقُ الأَيّـامُ مـا أَنـتَ راتِـقُ
وَلا تَــرتُـقُ الأَيّـامُ مـا أَنـتَ فـاتِـقُ
لَكَ الخَيرُ غَيري رامَ مِن غَيرِكَ الغِنى
وَغَــيــري بِــغَــيــرِ اللاذِقِــيَّةـِ لاحِـقُ
هِـيَ الغَـرَضُ الأَقـصـى وَرُؤيَـتُـكَ المُنى
وَمَــنــزِلُكَ الدُنــيــا وَأَنـتَ الخَـلائِقُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.