البيت العربي

وَجُودُكَ في دارِ الفَناء خَيالُ
عدد ابيات القصيدة:20

وَجُـــودُكَ فـــي دارِ الفَـــنـــاء خَـــيـــالُ
وَإِن عِـــشـــت حـــيـــنــاً فَــالمــالُ زَوالُ
نَـــشَـــأتَ بِـــأَرضٍ صَـــفــوُهــا مِــثــل ذَرةٍ
وَفــيــهــا مِــنَ الهَــمِّ الجَــسـيـم جِـبـالُ
فَـحُـسـنُ الثَـنـا فـي دار دُنـيـاكَ ثـابـتٌ
وَغَــيــر جَــمــيــل الفــعــل فَهُــوَ مُـحـالُ
فَـــأَهـــلُكَ فـــي يَـــوم الوِلادةِ كُــلّهــم
تَــجُــرُّ لَهُــم مِــن أُنــس قُــربِــك أَذيــالُ
كَــأَنَّ الثُــغــورَ الضــاحِــكــاتِ بِــمَــولدٍ
بُــروقٌ لَهــا يَــومَ المَــنــيَّةــِ تِهــطــالُ
فَــلا تَــغــتَـرن يَـومـاً بِـدارٍ إِذا صَـفَـت
إِلى المَـرء يَـومـاً لا يَـدوم لَهـا حـالُ
لَقَــد سَــكَــنــتْ فــيــهــا مُــلوكٌ وَسَـوقـةٌ
فَهَــــل لَهُـــم غَـــيـــرَ الفَـــنـــاءِ مَـــآلُ
عَــجِــبــتُ لِمَــن قــد غُـرَّ فـيـهـا بـجـاهِهِ
وَأَمــــوالِهِ هَــــلاّ اِعـــتَـــراهُ خـــبـــالُ
نَــزَلتُ بِهــا حِــيــنــاً فَــأَيــنَ أَحِــبَّتــي
وَأَوقـــــاتُ أنـــــسٍ كــــلهــــنُّ جَــــمــــالُ
مَــضـى الجـل مِـنـهُـم واحِـداً أَثـر واحـد
فَهَــل أَنــا مِــن رَيــب المَــنــون أَقــال
مَـضـوا وَاِسـتَـراحـوا مِـن شَـقـاء حَياتَهُم
وَخـفـتُ عَـلَيـهُـم مِـن عَـنـا الدَهر أَحمال
مَــضــى راجـح العَـقـل الرَصـيـن وَمَـن لَهُ
مَــــــحــــــاســــــن آداب لَهُ وَكَـــــمـــــال
مَـضـى الكـاتـب المـحـيى الشعور بِعَزمه
وَمــاضــي يــراع فــي الحَــوادث سَــيــال
يــحــرر مــا مِــنــهُ يُــحــرر شَــعــبــنــا
وَمـــا صَـــده عَــن ذاكَ قــيــل وَلا قــال
إِذا قــامَ بِــالحَــق الصَــريـح مُـنـاضِـلاً
تــحــل عَــلى قَــيــد الحَـقـيـقـة أَقـفـال
مَضى الخَلق الراقي مَضى العَزم وَالحجا
مَــضــى مَـن لَهُ فـي الحَـق قَـولٌ وَأَفـعـال
فَـيـا سـاحـلا قَـد غـيـض بَـحـرَك وَاِنـقَضَت
جَـــواهِـــره وَالمَـــوت لليـــث يــقــتــال
فَـــيـــا آَلَهُ صَــبــراً فَــإِن مــات راجــح
تَـــرَدَد ذكـــراه مَــدى الدَهــر أَجــيــال
لَئِن عَـــرَجَـــت روح الفَـــقـــيــد لِرَبِهــا
سَــريــعــاً فَـفـي نـجـليـهِ لِلشَـعـب آمـال
عَــلَيــهِ مِــنَ اللَهِ الغَــفــور مَــراحِـمـاً
وَمَـــغـــفِــرَة مــا دامَ فَــضــلُ وَأَفــضــال
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: صالح السويسي القيرواني
أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.
وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس.
عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.
له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.
وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.