البيت العربي

وحقها إنها جفون
عدد ابيات القصيدة:3

وحـــقـــهـــا إنـــهــا جــفــون
تــســل مـنِ لحـظـهـا المـنـون
لا صـبـر عـنـهـا ولا عـليها
المــوت مــن دونــهــا يـهـون
لأركـــبـــنَّ الهــوى إليــهــا
يــكــون فــي ذلك مــا يـكـون
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو جعفر البني
وفي المؤرخين من نسبها إلى ابن سارة (ت 517هـ) وفيهم من نسبها إلى خصمه ابن الأبيض الإشبيلي (ت 520 هـ) والقصيدة اشبه بشعر أبي جعفر البني وهي أخت قصيدته (قل للإمام سنا الأئمة مالك)
وذهب المقري في "نفح الطيب" إلى أن أبا جعفر احمد بن عبد الولي البلنسي غير أبي جعفر البني قال معلقا على القطعة:
قال ابن الأبار: أنشد مؤلف "قلائد العقيان" هذين البيتين لأبي جعفر البني اليعمري، وأحدهما غالط من قبل اشتباه نسبهما، والتفرقةُ بينهما مستوفاة في تأليفي المسمى "هداية المعتسف في المؤتلف والمختلف" انتهى. وأبو حعفر ابن عبد الولي المذكور أحرقه القنبيطور - لعنه الله تعالى - حين تغلبه بالروم على بلنسية. قال ابن الأبار: وذلك في سنة ثمانٍ وثمانين وأربعمائة، وقيل: إن إحراقه كان سنة تسعين وأربعمائة، انتهى.
وجدير بالذكر هنا ان الحافظ ابن حجر قال في كتابه تبصير المنتبه" كلاما مختلفا في مادة البني ونصه (وبكسر أوله: أبو جعفر بن البِنِّي اليعمري ذكره الفتح في القلائد، وأنشد له شعراً؛ وضبطه
ابنُ عبد الملك في التكملة وأشار إلى أنه يلتبس بأبي جعفر البَتي - بفتح ثم مثناة)
ويذكر ابن خلكان في ترجمة صاحب المغرب يوسف بن عبد المؤمن اختلاف المؤرخين في اسم أبيه فيقول معلقا على قطعة تنسب إلى ابن مردنيش اولها:
(ثم وجدت هذه الأبيات في كتاب - الملح - لابن القطاع وقد نسبها إلى أبي جعفر أحمد بن صمادح البني، والله أعلم. وقال البياسي في - حماسته -: هو أبو جعفر أحمد بن الحسين بن خلف بن البني اليعمري الأبدي، والله أعلم، إلا أنه لم يذكر هذه الأبيات) انظر بقية كلام ابن خلكان في صفحة القطعة حيث يورد قطعا أخرى لا خلاف في كونها من شعر صاحبنا أبي جعفر البني.
وذكره مرة ثانية في ترجمة البياسي صاحب الحماسة لما نقل مختارات من الحماسة البياسية قال:
وقال أحمد بن الحسين بن خلف المعروف بابن البني اليعمري وكان قد أخرجه صاحب ميورقة،وسير في البحر، فساروا يومهم، فهبت عليهم الريح فردتهم فقال:
أحبتنا الأولى عتبوا علينا= فأقصونا وقد أزف الوداع
إلى آخر القطعة:
وذكره ياقوت في "معجم البلدان" في مادة بنة قال:
(وبِنْةُ أيضاً حصن بالأندلس من أعمال الفَرَج عمره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ينسب إليه أبو جعفر البِني
القائل في صفة قنديل:
اكتفى ابن سعيد في "المغرب" بترجمته فيما سماه "كتاب المِنًّه، في حلى بِنَّه" وذكر ان الحجاري ترجم له "المسهب" فقال: من سوابق حَلْبَة عصره، وغُرَر دهره، خَلَع عِذاره في الصِّبا، وهَبَّ مع غرامه جَنُوباً وصَباً.
قال ابن سعيد: وذكره الفتح في المطمح ثم ذكره في ضمن القلائد وقال: وهو مطبوع النظم نبيله، واضحُ نهجه في الإجادة وسبيله، يضرب في علم الطب بنصيب، وسهم يخطئ أكثر مما يصيب، وكان أليف غلمان، وحليف كفر لا إيمان، ما نطق متشرِّعاً، ولا نظر متورِّعاً، ولا اعتقد حَشْراً ولا صَدَّق بَعْثاً ولا نِشْراً، وربما تنسَّك مجوناً وفتْكاً، وتمسَّك باسم التُّقى وهو يهتكه هتكاً، لا يبالي كيف ذهب، ولا بما تَمَذْهب، وكانت له أهاجٍ جَرَعَ بها صَاباً، وادّرع منها أوصاباً.
ونقل المقري كلام الفتح بن خاقان في "مطمح الأنفس" (ومن أغراضه قوله في المطمح في حق الأديب أبي جعفر ابن البني: رافع رايات القريض، وصاحب آيات التصريح والتعريض، أقام شرائعه، وأظهر بدائعه، إذا نظم أزرى بالعقود، وأتى بأحسن من رقم البرود، ...إلى أن قال:
وكنت بميورقة وقد حلها متسماً بالعبادة، وهو أسرى إلى الفجور من خيال أبي عبادة، وقد لبس أسمالاً، ولبس منه أقوالاً وأفعالاً، سجوده هجود، ولإقراره بالله جحود، وكانت له رابطة لم يكن للوازمها مرتبطاً، ولا بسكناها مغتبطاً، سماها بالعقيق وسمى فتى كان يتعشقه بالحِمى، وكان لا يتصرف إلا في صفاته، ولا يقف إلا بعرفاته، ولا يؤرقه إلا جواه، ولا يشوقه إلا هواه، فإذا بأحد دعاة حبيبه، ورواة تشبيبه، قال له: كنت البارحة بحماه، وذكر لي خبراً ورى به عني وعماه، فقال:
ولما تقرر عند ناصر الدولة من أمره ما تقرر، وتردد على سمعه انتهاكه وتكرر، أخرجه من بلده ونفاه، وطمس رسم فسقه وعفاه، فأقلع إلى المشرق وهو جار، فلما صار من
ميورقة على ثلاثة مجار، نشأت له ريح صرفته عن وجهته، إلى فقد مهجته، فلما لحق بميورقة أراد ناصر الدولة إماحته، وأخذ ثأر الدين منه وإراحته، ثم آثر صفحه، وأخمد
ذلك الجمر ولفحه، وأقام أياماً ريحاً علها تزجيه، ويستهديها لتخلصه وتنجيه، وفي أثناء بلوته، لم يتجاسر أحد على إتيانه من إخوته، فقال يخاطبهم:
إلى آخر ما حكاه الفتح.
وترجم له العماد في الخريدة قال:
أبو جعفر عبد الولي البني الكاتب معروف من أهل الفضل، ولم يقع إليّ أيضاً شيء من شعره، لكنني قرأتُ في ديوان أبي الصّلت أمية الأندلسي، أنه كتب الى عبد الولي البنّي مجاوباً عن قصيدة خاطبه بها، ومن
جملة أبيات أبي الصّلت فيه يصفه بكثرة الأسفار:
ثم طالعت كتاب الجِنان لابن الزبير، وذكر أنّه خليعُ العِذار، قليل المحاشمة في اللهو والاعتذار، لا يبالي أيّ مذهب ذهب، ولا يفكّر فيمن عذر أو عتب، وله أهاجٍ أرغمت المعاطس، وبدائع أخّرت المُنافس، وأخذت المنافِس. (ثم اورد العماد أربع قطع له اشتملت على عشرة ابيات فقط)
(1) وللرئيس الأجل ابي عبد الرحمن محمد بن طاهر وهو من كبار كتاب الإنشاء في الأندلس (ت 507هـ) رسالة توصية منه بأبي جعفر إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة، أوردها الفتح بن خاقان في القلائد في ترجمة محمد بن طاهر قال: (وله إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة:
أطال الله بقاء الأمير منيفا حرمه، رفيعا علمه، إن الذي بينته الدنيا من مناقبك العليا فتجلت منه أقاصيها، وتكللت به نواصيها، لجاذب نحوك أحرارها، وجالب إلى ظلك
أعيانها، وأخيارها، بقلوب تملكها هواها، وحركها نهاها، وهذا الوزير الكاتب أبو جعفر ابن البني عبدك الآمل صممت به إلى ذراك همم عوال، كأنها للرماح عوال يحملها السفين
والعزم النافذ المكين، وريح جد ما تلين، إلى حلي من البيان يتقلدها، يكاد السحر يحسدها، وخلائق محمودة كأنها الخلوق، تنفح مسكا وتشوق، وإن للوشي ماخطه، وربما
أزرى به أو حطه، والخبر يغنيه عن الخبر، ويعلمه بالعين لا بالأثر لازلت كلفا بالإحسان، منصفا من الزمان، إن شاء الله تعالى)
وأبو عبد الرحمن هذا ترجم له الفتح بن خاقان في "القلائد" ترجمة مطولة اشتملت على مجموعة كبيرة من رسائله. وأول ترجمته:
(الرئيس الأجل أبو عبد الرحمن محمد بن طاهر رحمه الله تعالى: به بدئ البيان وختم، ولديه ثبت الإحسان وارتسم، وعنه افتر الزمان وابتسم، واستقر الملك لديه، استقرار الطرس في يديه، واختال التاج بمفرقه، اختيال اليراع في مهرقه، وتمنى المسك أن يستمده، كما رجا القطر أن يمده، إن جد رأيت الطود وقارا، وأن هزل خلته يعاطيك عقارا، إلا ان نكباته تتابعت ولاء، وأعقبت الانتهاب جلاء، فخلع عن سلطانه وما سوغ المقام في أوطانه، .... فبقي في قبضة ابن عمار محبوساً، ولقي من دهره المبتسم عبوساً، ...إلى أن سعى له الوزير الأجل أبو بكر بن عبد العزيز، فتسنى انطلاقه، وانفرجت أغلاقه، (إلى أن قال: وشهدت وفاته سنة سبع وخمسمائة وقد نيف على التسعين، وجف ماء عمره المعين، المعين، وحين قضى دخل عليه الوزير أبو العلاء ابن ازرق شبيهه في التعمير، وحليفه منذ خلع عن تدمير، وهو يبكي ملء عينيه، ويقلب على ما فاته:
فوضع على أعواده، وودع من القلب بسويدائه ومن العين بسواده، وصلي عليه ببلنسية، ودفن بمرسية، فانقرض الكلام بانقراضه، وبكت البلاغة على أغراضه، وقد اثبت من نثره ما ترده عذباً نميراً، وتروده روضاً نضيراً، (ثم أورد منتخبا من رسائله). ثم حكى نكبته وما جرى عليه من المحن قال: ولم تزل الشعراء تسليه عن نكبته، وتمنيه بالعودة إلى رتبته، بأفصح مقال: وأملح انتقال: فمن ذلك
قول الوزير أبي جعفر البني:
انظر القصيدة في ديوانه.
(1) كذا سماه ابن القطاع ، وهو في المغرب لابن سعيد (أحمد بن عبد الولي) وفي الحماسة البياسية (أحمد بن الحسين بن خلف بن البني اليعمري الأبدي) وسماه المراكشي في"المعجب في تلخيص أخبار المغرب" أحمد بن محمد، وذكر أنه من أهل مدينة جيان ! وذكره ابن ظافر (ت 613هـ) في "بدائع البدائه" في قصة من طرائف الدهر، وكناه (ابا العباس) انظرها في القطعة التي رواها ياقوت: (وقنديل كأن الضوء فيه)
وذكره الزبيدي في تاج العروس في مادة (بتت) قال: (وَبتَّة، بالهاءِ: بِبَلَنْسِيَةَ، بفتح المُوَحَّدة واللاّم وسكون النُّون، وهي من مُدُن الغَرْب، مِنها أبو جَعْفَرٍ أحمدُ بن عبد الوَلِيِّ بن أحمد بن عبد الوليِّ، الكاتبُ الشّاعرُ الأديبُ، ومن شعره:
غَصَبْت الثُّرَيّا في اليِعادِ مَكانَها=وأَوْدَعْت في عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِها
وفي كُلِّ حالٍ لم تُضِئْ لي بحيلَةٍ=فكيف أَعرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِها
أحرقه النّسطور بها سنة ثَمان وثمانينَ وأربعمائة.
ورجحت رواية ابن القطاع لأنه من اهل بلده ميورقة.