قصيدة وحلو شمائل الأدب للشاعر ابن جني

البيت العربي

وحلو شمائل الأدب


عدد ابيات القصيدة:64


وحلو شمائل الأدب
وحــلو شــمــائل الأدب
مـنـيـف مـراتـب الحـسب
أولاك دعـا النـبي لهم
كـفـى شـرفـاً دعاء نبي
وإمــا فــاتــنــي نـشـب
كـفـانـي ذاك مـن نشبي
وإن أركــب مــطــا سـفـرٍ
مــجـد الورد والقـرب
فــإنــي مُــخْــلدٌ خـلفـاً
يـضـاحي الشمس من كثب
إذا لم يــبــق لي عـقـب
أقـامـت خـيـر ما عقب
مـــوشـــحـــةً مـــرشــحــةً
لنـيـل الغاي من كثب
يـصـم صدى الحسود لها
ويــخــرق أطـرق الركـب
إذا اهـتـزت كـتـائبـهـا
هــفــتْ خــفــاقـةَ العـذب
أزول وذكـــرهـــا بــاقٍ
عــلى الأيــام والحـقـب
تـنـاقـلهـا الرواة لها
عـلى الأجـفـان مـن حدب
فــيــرتـع فـي أزاهـرهـا
مـلوك العـجـم والعـرب
فــمــن مُــغْــنٍ إلى مُــدْنٍ
إلى مُــثْــنٍ إلى طــرب
كـفـاهـا أن يـقـول لهـا
بـهـاء الدولة اقتربي
قــيــاصــرة إذا نــطـقـو
أرم الدهـر ذو الخـطب
إلى الله المصير غداً
وعــنــد الله مــطـلبـي
فـقـل للغـامـطـي نِـعَمي
ومـا راعـيـت مـن قُرَبي
وتــثــمـيـري وتـنـشـئتـى
ومــحـتـالي ومـضـطـربـي
ونـهـضـي عـنك أطعن في
نــحــور أوابــد النــوب
ورفــعـي مـن رذائلك ال
لواتـي بـعـضـهـا سـببي
ولولا أنـــت كـــان أدي
م مــأثـرتـي بـلا نُـدَب
ألمّــــا أن أشــــرت وأن
نـزت بـك بـطـنة الكلَب
وأكــرمــك الأكـابـر لي
وخــالطـت الأمـاثـل بـي
ورفـــعـــت الذلاذل عــن
مــعــاطــف تــائهٍ حــرِب
وأنـسـيـت الأوائل بـال
أواخــر نـزقـة العـجـب
وقــلت أنــا وأيـن أنـا
ومـن مـثلي وحسبك بي؟
وقال لي الوزير: هنا
وأدنــانــي ورحــب بــي
وقــدمــنــي ولقــبــنــي
ووســطــنــي وصــدر بــي
أســأت جــوار عــارفـتـي
فـثـق بـطـوارق العُـقَـب
له ظــهــري ومــعــتـمـلي
ومــتــجـهـي ومـنـقـلبـي
عــــلى أنــــي أؤول إلى
قـــرومٍ ســـادةٍ نـــجُـــب
فـإن أصـبـح بـلا نـسـبٍ
فـعـلمي في الورى نسبي
ضـفـون عـليّ عِـطْـفَ عُـلاً
بــرفــلٍ جِــدِّ مــنــشـعـب
أخــي فــخـرٍ مـفـاخـرُه
عــقــائلُ عـقـلة الأدب
له كــلفٌ بــمــا كـلفـت
به العلماء م العرب
يـبـيـت يـفاتش الأنقا
ب عـن أسـرارها الغيب
فـــمـــن جــددٍ إلى جــلدٍ
إلى صــعــدٍ إلى صــبــب
ويـسـرب فـي مـعـانـيها
بـضـيـض رواشـح الثـغـب
ويـفـرع فـكـرُه الأبكا
رَ منها من حمى الحجب
فــيـبـرزهـا كـأنّ بـهـا
وإن خـفـيـت سـنـا لهـب
يــغــازل مــن تــأمـلهـا
غــزال الخــرَّد العُــرُب
يــجــد بــهــا وتـحـسـبـه
للطـف الفـكـر فـي لعب
بــســاطـة مـذهـب سـبـكـت
عــليــه مــاءة الذهــب
ورقـــة مـــأخــذٍ شــهــدت
بــغــلظـة كـل مـنـتـخـب
وطــرداً للفــروع عــلى
أصــــــــولٍ وُطَّدٍ رُتُــــــــب
إذا مـا انـحـط غـائرها
سـمـا فرعاً على الرتب
قـيـاسـاً مـثـل مـا وقدت
بــليــلٍ بــرزة الشـهـب
وألفــاظــاً مــهـذبـة ال
حــواشــي ثــرةً الســحــب
فــطــوراً مــن ذرى عــلمٍ
وطــوراً مــن ذرى طـنـب
إذا حـازت لنـا سـلبـاً
فـعـد عن القنا السلب
تــركــت مـسـاجـلي أدبـي
طـوال الدهـر فـي تـعب
إذا أجــروا إلى أمــدٍ
فـقـل فـي هـافـةٍ لُغُـب
وإن رامــوا مـبـادهـتـي
سـبـقـت وأوطـئوا عقبى
وكــيــف يـروم مـنـزلتـى
نـزيـل خـبـائث التـربـ؟
وهــل يـسـمـو لقـارعـتـي
خــفـيـض الخـد ذو حـدب
وهـل يـنـتـاط بي سبباً
ضـعـيـف مـعاقد السبب
أغــرة وجــه ســابــقـهـا
تـقـاس بـشـعله الذنب؟
شــكــرت الله نــعــمـتـه
ومـــا أولاه مـــن أرب
زكــت عــنـدي صـنـائعـه
فــوفـقـنـي وأحـسـن بـي
تـــخـــولنــي وخــولنــي
ونـــولنـــي ونــوه بــي
وأخــر مــن يـقـادمـنـي
وأعــلانــي وأرغـم بـي
فــيــا بــأبـي مـنـائحـه
وقــل لهــن يــا بــأبــي
وحــســبــي أن ألم بـبـك
ر مـثـلك جـارحـاً حـسَـبي
ولكــــن الدواء عــــلى
كـراهـتـه شـفـا الوصـب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح: من أئمة الأدب والنحو، وله شعر. ولد بالموصل وتوفي ببغداد، عن نحو 65 عاما. وكان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الازدي الموصلي. من تصانيفه رسالة في " من نسب إلى أمه من الشعراء - خ " و " شرح ديوان المتنبي - ط " و " المبهج - ط " في اشتقاق أسماء رجال الحماسة، و " المحتسب - ط " في شواذ القراآت، و " سر الصناعة - ط " الاول منه، في اللغة، و " الخصائص - ط " ثلاثة أجزاء، في اللغة، و " اللمع - خ " في النحو، و " التصريف الملوكي - ط " و " التنبيه - ط " في شرح ديوان الحماسة، و " المذكر والمؤنث - ط " و " المصنف - ط " باسم " المنصف " و " الصنف في شرح " التصريف " للمازني، و " التمام - ط " في تفسير أشعار هذيل، و " إعراب أبيات ما استصعب من الحماسة - خ " و " المقتضب من كلام العرب - ط " رسالة، وغير ذلك وهو كثير. وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني (عن الأعلام للزركلي: ورجع في ترجمته إلى: إرشاد الاريب 5: 15 - 32 وابن خلكان 1: 313 وآداب اللغة 2: 302 و Brock S I : 191. وشذرات 3: 140 ومفتاح السعادة 1: 114 والفهرس التمهيدي 298 ونزهة الالبا 406 ويتيمة الدهر 1: 77 ومجلة المجمع العلمي العربي 32: 338، 658)
قال ياقوت:
وكان ممتعاً بإحدى عينيه، فلذلك يقول في صديقٍ له:
فقد وحياتك مما بكيت خشيت على عيني الواحده
وحدثت أنه صحب أبا عليٍ الفارسي أربعين سنة وكان السبب في صحبته له: أنا أبا عليٍ اجتاز بالموصل فمر بالجامع وأبو الفتح في حلقةٍ يقرئ النحو وهو شاب فسأله أبو علي عن مسألةٍ في التصريف فقصر فيها، فقال له أبو علي: زببت وأنت حصرم، فسأل عنه فقيل له: هذا أبو عليٍ الفارسي فلزمه من يومئذٍ واعتنى بالتصريف فما أحد أعلم منه به ولا أقوم بأصوله وفروعه، ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه. فلما مات أبو عليٍ تصدر أبو الفتح في مجلسه ببغداد.
وكان له منالولد علي وعالٍ وعلاء وكلهم أدباء فضلاء قد خرجهم والدهم وحسن خطوطهم، فهم معدودون في الصحيحي الضبط، وحسني الخط. 
وهو أحد أئمة الأدب الذين ترجم لهم الباخرزي في باب مفرد في "دمية القصر" بعنوان "أئمة الأدب الذين لم يجر لهم في الشعر رسم" قال: (ليس لأحدٍ من أئمة الأدب في فتح المقفلات، وشرح المشكلات ما له؛ فقد وقع عليها من ثمرات الأعراب، ولا سيّما في علم الإعراب. ومن تأمل مصنّفاته وقع على بعض صفاته، فوربيّ إنّه كشف الغطاء عن شعر المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض، حتّى قرأت له مرثيّته في المتنبّي وأولها:
ثم أورد قطعتين من القصيدة
وزاد ياقوت الحموي خمس قطع من شعر ابن جني مجموع ابياتها 76 بيتا منها البائية في مفاخره في 64 بيتا وفيما سماه ياقوت من كتبه كتب كثيرة لم يذكرها الزركلي انظرها في ترجمته ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدة عدتها تسعة وخمسون بيتاً منها:
ومنها في وصف قبره: