قصيدة وزير تحكم الوزراء فيه للشاعر أحمد الصافي النجفي

البيت العربي

وزير تحكم الوزراء فيه


عدد ابيات القصيدة:15


وزير تحكم الوزراء فيه
وزيــر تــحــكــم الوزراء فـيـه
يـكـاد يـعـد مـن سـقـط المـتاع
فــفــي أيــديــهــم حــلٌّ وعــقــدٌ
وفــي يــده إجــابــة كــل داع
إذا اجتمعوا لأمر فيه خاضوا
فـغـايـتـه التـصـدرُ في اجتماع
وإن ثــار النـزاع بـهـم لأمـر
يــخــف يـروم إسـكـات النـزاع
تـــوارثـــه وزيـــر عـــن وزيــر
كــمــالِ الوقـف أو مـلْكٍ مـشـاع
تـــولت دولة وأتـــت ســـواهـــا
وظـــل كـــأنــه حــجــرٌ بــقــاع
أثــاث فــي الوزارة ليــس إلا
ولكــن ليــس يــصـلح لابـتـيـاع
وكـــرســـيٌّ عـــتـــيــق كــل يــوم
يــقــيـم عـليـه ذو أمـر مـطـاع
لقـــد أرخـــى يــديــه لكــل آت
وأرهــف أذنــه عــنــد السـمـاع
سـواه يـصـارع البـاغـي فـيهوي
وهـــذا آمـــن خـــطـــر الصــراع
تــصــد الخــصــم ذلتـه فـيـغـدو
ســلاح دفــاعــه عــدم الدفــاع
أؤنـــبـــه لأن بـــه خـــنــوعــا
لأيــة ســلطــة دون امــتــنــاع
ولا أهجو الشجاع وإن يكن لي
عــدوا إنــنــي عــبــد الشـجـاع
أجل أهجو الجبان وإن يكن لي
صـديـقـا أو شـريكا في الرضاع
ولم أقــصــد هــجـا شـخـص ولكـن
هـجـوت بـهـجـوه ضـعـة الطـباع
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ 
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
             وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في                  "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة