قصيدة ولم أر كالعشاق أشقوا نفوسهم للشاعر الأعمى التطيلي

البيت العربي

ولم أرَ كالعُشّاقِ أشْقَوا نُفُوسَهُمْ


عدد ابيات القصيدة:38


ولم أرَ كالعُشّاقِ أشْقَوا نُفُوسَهُمْ
ولم أرَ كـالعُـشّـاقِ أشْـقَـوا نُـفُـوسَهُـمْ
وإن كــانَ مــنــهــمْ مُــعْــذرٌ ومُــلِيــمُ
أَمـا يَـشْـتَـفِـي مـنـي الزمـانُ يَرُوعُني
وتُــــقْـــعِـــدنـــي أرْزَاؤُهُ وَتُـــقـــيـــمُ
تَــنَــكّــرَ أحــبــابٌ وبــانــتْ حــبــائبٌ
وَلجّـــتْ أعـــادٍ بـــيـــنــنــا وخُــصُــوم
وأطْــلَعــت الأيـامُ شـيـبـاً بِـمَـفْـرقـي
روائِعُ تَـــلْحـــى فــي الصِّبــا وتَــلُوم
نــجــومٌ تــراءتْ لي فـأَيْـقَـنْـتُ أَنّـنـي
ســـقـــيــمٌ وأنَّ الودَّ مــنــك ســقــيــم
وقـالت كـفـى بـالشـيـبِ للمـرءِ حـكمةً
فــقــلتُ وَيَهْــوى المــرءُ وَهْـوَ حـكـيـم
خـليـليَّ لي عـنـد ابـن حـمـديـنَ حاجةٌ
فــهــل لي بــهــا إلا هــواهُ زعــيــم
ألكِـــنـــي إليـــهِ بـــالســلامِ فــإنّهُ
رؤُوفٌ بـــأَبـــنـــاءِ الكـــرامِ رحــيــمُ
وأَهْــدِ إليــهِ مــن ثَــنَـائي مَـفـاخـراً
لهَ هِـــمَـــمٌ فـــي صَـــونِهـــا وهُـــمــوم
هُـوَ الغَـيْـثُ أو فـالغـيـثُ مـنـهُ سَميُّهُ
نَهَـــشُّ إليـــه الهُـــضْـــبُ وهــي وُجُــوم
من التغلبيين الأولى وَسِعوا العُلا
إذا بَــعِــلتْ قــيــسٌ بــهــا وتــمــيــم
بَـنُـو الحرب أو آباؤُها لم تَزلْ لَهُمْ
عــليــهــا ومــنــهــمْ حُــرْمَــةٌ وَحَـريـم
بــهــاليــلُ غُــلْبٌ لم تُــسـلَّ سُـيُـوفُهُـمْ
فَـــتُـــغْـــمَـــدَ إلا والزمــانُ لحــيــم
تَــدَفَّقــْت دونَ الديــنِ بــحــر مــنـيّـةٍ
تــــمــــوجُ عـــلى أعـــدائِهِ وَتـــحـــوم
جــمـيـعُ أمـورِ النـاسِ فـي كـلِّ مَـوْقِـفٍ
بــه الليــلُ نــقْــعٌ والرّمــاحُ نـجـوم
وقــمــتَ بِــحـلِّ المـسـلمـيـنَ وعَـقْـدِهِـمْ
وَمِــثْــلُكَ فــي أمْــثَــال تــلكَ يــقــوم
فــعِــثـتَ بـأبـكـارِ الخـطُـوبِ وعُـوْنِهـا
كــمــا هــزَّ أعــطـافَ الغـصـونِ نـسـيـم
وأطْـلَعْـتَ مـن تـلكَ العـزائمِ كـوكـبـاً
أنـــارَ وشـــيــطــانُ النِّفــاق رجــيــم
وقـد كـانَ ليـلاً طـبَّقَ الأرضَ والتقتْ
سُهـــــوبٌ عـــــلى أرْجـــــائِهِ وحُـــــزومُ
فــلم يــعــتــكــرْ إلا كـلا ثـم راعَهُ
صــبــاحٌ عــلى عِــطْــفَــيْهِ مــنـهُ وشـوم
وإن يــكُ يــا دارَ الخــلافــةِ جَــنــةً
فــبُــشْــرَاكِ هــاتــا نَــضْــرَةٌ وَنَــعِـيـم
حَــمَــى حَــوْزَة الإســلامِ فـيـكِ مُـحـمَّدٌ
بــأَحْــمَــدِ عــيــش كــان وهــو ذمــيــم
مــن القـومِ مـعـسـولُ الشَّمـائِلِ واضـحٌ
وفـي الحـرب شَـشْـنُ السـاعـديـنِ شَـتِيم
ونـعـمَ فَـتـى الهيجا ابنُهُ لا مُواكِلٌ
أَلَفُّ ولا رثُّ السّـــــــــلاحِ سَـــــــــؤوم
يَــصُــولُ بــهِ الخــطــيُّ أرْوَعَ بــاســلاً
له الشُّهــــبُ رهــــطٌ والصَّبــــاحُ أرومُ
تَـسـامـى إلى العـليـاءِ مـن كلّ جانبٍ
عــلى كــلّ حــالٍ والعــظــيــمُ عــظـيـم
يــداهُ بــهــا مَــرْجُــوةٌ أو مَــخــافَــةٌ
ورِيــحَــاه فــيــهــا لاقــحٌ وعــقِــيــم
أيُــنــكِــرَ أهْــلُ العــلم أنّــكَ رَوْضَــةٌ
يُـسِـيـمـونَ فـيـهـا والبـلادُ هـشـيِـيـم
وأنـــــك روحٌ للأنـــــامِ وَرَحْـــــمَـــــةٌ
وأنّـــــكَ كَهْـــــفٌ للعُــــلا وَرَقــــيــــم
أتُــوبُ إليــكَ اليــومَ لســتُ بــشـاعـرٍ
وإن كــنــتُ فـي وادي الكـلامِ أهِـيـم
ولكــنــهــا جَـلَّتْ وفـي النـفـسِ حـاجَـةٌ
عــــليَّ ديــــونٌ والوفــــاء غــــريــــم
وإلا يــكــنْ عــنــدي كــلام أُجِــيــدهُ
وأنـــت خـــبِــيــرٌ بــالكَــلامِ عــليــم
فــإنَّ وِدَادي وانــقــطــاعـي وغُـربـتـي
وأجــري وبــعــضُ القــائليــنَ أَثــيــم
هـنـيـئاً لك العـيـدُ الذي قـد جَلَوْتَهُ
أغـــرَّ وإنْ وافـــاكَ وهـــو بـــهـــيـــم
طَـوَى الأرضَ والأيـامَ نـحـوكَ يَـرْتـمي
بـــه عَـــنَــقٌ لا يــنــقــضِــي وَرَســيــم
نَــحَــرْتَ بـهِ الكـفَّاـرَ فـي كـلِّ مَـنْـحَـرٍ
إذا نُـــحِـــرَتْ بُـــزْلٌ هـــنـــاكَ وكُـــومُ
إليـكَ قـوافـي الشّـعْـرِ أَمـا ذمـامـها
فَــنَــثــرٌ وأَمــا حُــســنُهــا فــنــظـيـم
مـن الكِـلمِ اللائي صَدَعْتُ بها الدجى
فــأَصــبـحَ مـنـهـا الدهـرُ وهْـوَ كـليـم
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:


ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.
تصنيفات قصيدة ولم أرَ كالعُشّاقِ أشْقَوا نُفُوسَهُمْ