قصيدة وملحة بالعذل تحسب أنني للشاعر أبو نُوّاس

البيت العربي

ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني


عدد ابيات القصيدة:26


ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني
ومُــلِحّــةٍ بــالعــذلِ تــحـسـبُ أنّـنـي
للعــذلِ أتــركُ صُــحــبَــةَ الشــطّــار
بـكَـرت تـبـصّـرنـي الرشـادَ كـأنـنـي
لا أهـــتـــدي لمــذاهــبِ الأبــرارِ
وتـقـول ويـحـكَ قد كبرتَ عن الصبا
ورمــى الزمــانُ إليــكَ بـالأقـدارِ
فــإلى مــتـى تـصـبـو وأنـت مـتـيّـمٌ
مـــتـــقــلّب فــي ســاحــةِ الأقــذار
أوّما ترى العصرين عن قوسِ الردى
يــتــنــاضــلان تــقــضّــيَ الأعـمـارِ
فـاجـبـتُهـا إن قـد عـرفـتِ مـذاهبي
فــصـرفـتِ مـعـرفـتـي إلى الإنـكـار
فـدعـي المـلامَ فـقد أطعتُ غوايتي
ونــبــذتُ مــوعــظــتــي وراء جــدارِ
ورأيــتُ إيـثـارَ اللذاذةِ والصـبـا
وتــمــتّــعــي مـن طـيـب هـذي الدارِ
أجــرى وأحــرم مــن تــنــظّـر حـارمٍ
ظـــنّـــي بــه رجــمٌ مــن الأخــبــارِ
إنــي بــعــاجـلِ مـا تـريـن لمـؤكـل
وســــواهُ أرجــــافٌ مــــن الآثــــار
مـــا جـــاءنــي أحــدٌ يــخــبّــر أنّهُ
فــي جــنّــةٍ مُــذ مــاتَ أو فـي نـارِ
فـدعـي مـعـاتـبـتي على تركِ التُقى
وتــعــتّــبــي فــيــه عـلى الأقـدارِ
أمــا العـفـافُ فـليـس ذا بـأوانـهِ
حــتــى يُــلفّــعُ بــالمـشـيـبِ عـذاري
لو عــنّ لي قــدرٌ يــســاعــدُ صـرفـهُ
لرأيــتِ كــيــف تــعــفّــفـي ووقـاري
لكــنـنـي أهـوى المـجـونَ وأشـتـهـي
فــيــمــا أحــبُّ تــهــتّــك الأسـتـارِ
كــيــف التــعــفـفّ عـن غـزالٍ أحـورِ
قــســمَ الحــتــوفَ بـطـرفِهِ السـحّـار
بــتــمــاجــنٍ غــنّـت مـحـاسـنُ وجـهـهِ
فــثــنــت إليــه أعــنّــةَ الأبـصـار
بــزهــى بــوجــهٍ مــشــرقٍ ذي رونــقٍ
كــالبــدرِ حــيــن انــار للســفّــار
ديــبـاجَـتـي خـدّيـهِ يـنـتـضـلان عـن
قــوس الردى فــي أعــيــن النـظـار
يــغـتـالُ ألسـنـةَ المُـريـدي نـيـكَهُ
إجـــلالُهُ فـــيُــنــاك بــالإضــمــار
ومــعـقـربِ الأصـداغ يـهـتـكُ لحـظـهُ
عــن كــلّ مــكــنــونٍ مــن الأســرار
أحــــوى أغـــنّ مـــزنّـــرٍ ذي رونـــق
حَــسِــنِ التــشــكّـلِ مـن بـنّـي عـمّـار
نــازعــتُهُ مــن قــهــوةٍ مــشــمــولةٍ
مـا افـتـضّهـا بـالمـاءِ غـيـر نزار
كــانــت وآدمَ طــيــنــة مــحــجـوبـةً
فـــي دنّ شـــمـــطـــاءَ ذات خـــمـــار
حــتـى إذا ذهـب الزمـانُ بـذاتـهـا
وتـــخـــلّصــت روحــاً مــن العــطّــار
عــادت إلى لونٍ كــأنّ بــكــأســهــا
مــنــهُ جــمــيــعَ طــوالعِ الأقـمـار
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
تصنيفات قصيدة ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني