البيت العربي
ويوم أناخ عليّ الأسى
عدد ابيات القصيدة:17
ويــوم أنــاخ عــليّ الأســى
فـأسـرعـت أطـلب أهل الشقا
فــوجــه للمــنــتــهــى هـمـه
وداوى حـيـاتـي بـطب الفنا
تــأمّـل فـي حـالتـي يـائسـا
وأبـصـر دائي عـديـم الدوا
رآنـي فـقـدتُ جـميل الحياة
فـأسـعـفـنـي بـجـمـيل الدعا
وأقـبـل يـسـأل حسن الختام
الي فــأحـسـسـت قـرب الردى
فــحــدق بـي لحـظـة صـامـتـا
ومـد الأكـف لنـحـو السـمـا
فـأبـديـت مـن لوعـتـي نفثة
فـكـادت تـقـطـر مـنه الحشا
فــرحــت أشــاركــه بـالدعـا
أقــــول لربــــي ورب الورى
فقال علام الأسى والذهول
كأنك لست ابن هذي الدنا
وأقــبـل نـحـوي مـسـتـأنـسـاً
يــحــدثـنـي عـن شـؤن الورى
ولمــا رآنــي شــبـيـهـا بـه
تـلألأ فـي وجـنـتيه الهنا
قـد اسـود مـحـتـرقـا وجـهـه
بـنـار الأسى وبنار الطوى
فــأبـصـرت صـاحـبـه عـابـسـاً
يوالي الزفير كنار الغضى
فـيـممت مقهى فقير الأثاث
بـمـنعطف في الزقاق انزوى
فان الحزين يداوي الحزين
وان البـلاء ليـنسى البلا
فـأبـصـرنـي سـاهـمـا سـادرا
كـأنـي فـقـدت عـزيـز النهى
حـيـاتـي لقـد قـبـحت مبتدا
فـويـحـي إذا قـبـحـت منتهى
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة