قصيدة يا أيها المغتر بالله للشاعر أبو اسحاق الألبيري

البيت العربي

يا أَيُّها المُغتَرُّ بِاللَهِ


عدد ابيات القصيدة:53


يا أَيُّها المُغتَرُّ بِاللَهِ
يـــا أَيُّهـــا المُـــغـــتَـــرُّ بِـــاللَهِ
فِــــــــــرَّ مِــــــــــنَ اللَهِ إِلى اللَهِ
وَلُذ بِهِ وَاســــأَلهُ مِــــن فَــــضــــلِهِ
فَـــقَـــد نَـــجـــا مَـــن لاذَ بِـــاللَهِ
وَقُــــم لَهُ وَاللَيـــلُ فـــي جِـــنـــحِهِ
فَـــــــحَـــــــبَّذا مَــــــن قــــــامَ لِلَّهِ
وَاِتــــلُ مِــــنَ الوَحــــيِ وَلَو آيَــــةً
تُـــكـــســـى بِهـــا نــوراً مِــنَ اللَهِ
وَعَـــــفِّرِ الوَجـــــهَ لَهُ ســـــاجِـــــداً
فَــــــــــعَــــــــــزَّ وَجــــــــــهٌ ذَلَّ لِلَّهِ
فَـــمـــا نَـــعـــيـــمٌ كَـــمُــنــاجــاتِهِ
لِقــــــــانِــــــــتٍ يُـــــــخـــــــلِصُ لِلَّهِ
وَاِبـــعُـــد عَــنِ الذَنــبِ وَلا تــاتِهِ
فَـــــبُـــــعـــــدُهُ قُـــــربٌ مِــــنَ اللَهِ
يـا طـالِبـاً جـاهـاً بِـغَـيـرِ التُـقـى
جَهِــــلتَ مــــا يُــــدنـــي مِـــنَ اللَهِ
لا جــاهَ إِلّا جــاهُ يَــومِ القَــضــا
إِذ لَيـــــسَ حُـــــكــــمٌ لِسِــــوى اللَهِ
وَصـــارَ مَـــن يُـــســـعَـــدُ فـــي جَــنَّةٍ
عـــــالِيَـــــةٍ فــــي رَحــــمَــــةِ اللَهِ
يَــســكُــنُ فــي الفِــردَوسِ فــي قُــبَّةٍ
مِـــــن لُؤلُؤٍ فـــــي جــــيــــرَةِ اللَهِ
وَمَــن يَــكُـن يُـقـضـى عَـلَيـهِ الشَـقـا
فــــي جــــاحِـــمٍ فـــي سَـــخَـــطِ اللَهِ
يُــســحَــبُ فــي النــارِ عَــلى وَجــهِهِ
بِــــســــابِـــقِ الحُـــكـــمِ مِـــنَ اللَهِ
يــا عَــجَــبــاً مِــن مـوقِـنٍ بِـالجَـزا
وَهــــــوَ قَــــــليـــــلُ الخَـــــوفِ لِلَّهِ
كَــــأَنَّهــــُ قَــــد جـــاءَهُ مُـــخـــبِـــرٌ
بِـــــأَمـــــنِهِ مِـــــن قِـــــبَــــلِ اللَهِ
يـــا رُبَّ جَـــبّـــارٍ شَـــديــدِ القُــوى
أَصــــــــابَهُ سَهــــــــمٌ مِــــــــنَ اللَهِ
فَــأَنــفَــذَ المَــقــتَــلَ مِــنــهُ وَكَــم
أَصـــمَـــت وَتُـــصـــمــي أَســهُــمُ اللَهِ
وَغـــــالَهُ الدَهـــــرُ وَلَم تُــــغــــنِهِ
أَنــــصــــارُهُ شَــــيــــئاً مِــــنَ اللَهِ
وَاِســتَـلَّ قَـسـراً مِـن قُـصـورٍ إِلى ال
أَجــــــداثِ وَاِســــــتَــــــســــــلَمَ لِلَّهِ
مُــرتَهَــنــاً فـيـهـا بِـمـا قَـد جَـنـى
يُــــخـــشـــى عَـــلَيـــهِ غَـــضَـــبُ اللَهِ
لَيــــــــسَ لَهُ حَـــــــولٌ وَلا قُـــــــوَّةٌ
الحَـــــــــــــولُ وَالقُـــــــــــــوَّةُ لِلَّهِ
يـا صـاحِ سِـر فـي الأَرضِ كَيما تَرى
مـــا فَـــوقَهـــا مِـــن عِـــبَـــرِ اللَهِ
وَكَــم لَنــا مِــن عِــبــرَةٍ تَــحــتَهــا
فــــــي أُمَــــــمٍ صــــــارَت إِلى اللَهِ
مِـــن مَـــلِكٍ مِــنــهُــم وَمِــن ســوقَــةٍ
حَــــشــــرُهُــــمُ هَــــيـــنٌ عَـــلى اللَهِ
وَاِلحَــظ بِــعَــيـنَـيـكَ أَديـمَ السَـمـا
وَمـــا بِهـــا مِـــن حِـــكـــمَـــةِ اللَهِ
تَــــــرى بِهـــــا الأَفـــــلاكَ دَوّارَةً
شـــــــاهِـــــــدَةً بِــــــالمُــــــلكِ لِلَّهِ
مــا وَقَــفَــت مُــذ أُجــرِيَــت لَمــحَــةً
أَو دونَهــــا خَــــوفــــاً مِــــنَ اللَهِ
وَمـــا عَـــلَيــهــا مِــن حِــســابٍ وَلا
تَــخــشــى الَّذي يُــخــشــى مِــنَ اللَهِ
وَهـــيَ وَمـــا غــابَ وَمــا قَــد بَــدا
مِــــن آيَــــةٍ فـــي قَـــبـــضَـــةِ اللَهِ
تُــــــــوَحِّدُ اللَهَ عَـــــــلى عَـــــــرشِهِ
فـــــي غَـــــيــــبِهِ فَــــالأَمــــرُ لِلَّهِ
وَمــا تَــسَــمّــى أَحَــدٌ فــي السَــمــا
وَالأَرضِ غَــــــيـــــرُ اللَهِ بِـــــاللَهِ
إِنَّ حِـــمـــى اللَهِ مَـــنـــيــعٌ فَــمــا
يَـــقـــرُبُ شَـــيـــءٌ مِــن حِــمــى اللَهِ
لا شَيءَ في الأَفواهِ أَحلى مِنَ التَ
تَــــوحـــيـــدِ وَالتَـــمـــجـــيـــدِ لِلَّهِ
وَلا اِطـــمَـــأَنَّ القَـــلبُ إِلّا لِمَـــن
يَــــــعـــــمُـــــرُهُ بِـــــالذِكـــــرِ لِلَّهِ
وَإِن رَأى فــــي ديــــنِهِ شُــــبـــهَـــةً
أَمـــسَـــكَ عَــنــهــا خَــشــيَــةَ اللَهِ
أَو عَـــرَضَـــتـــهُ فـــاقَــةٌ أَو غِــنــىً
لاقــــاهُــــمــــا بِــــالشُـــكـــرِ لِلَّهِ
وَمَـــن يَـــكُـــن فـــي هَــديِهِ هَــكَــذا
كــــانَ خَــــليـــقـــاً بِـــرِضـــى اللَهِ
وَكــانَ فــي الدُنــيــا وَفــي قَـبـرِهِ
وَبَــــــعــــــدَهُ فــــــي ذِمَّةــــــِ اللَهِ
وَفــــي غَــــدٍ تُــــبـــصِـــرُهُ آمِـــنـــاً
لِخَـــــــوفِهِ اليَـــــــومَ مِــــــنَ اللَهِ
مــا أَقــبَـحَ الشَـيـخَ إِذا مـا صَـبـا
وَعـــــــاقَهُ الجَهـــــــلُ عَــــــنِ اللَهِ
وَهـــوَ مِـــنَ العُـــمـــرِ عَــلى بــازِلٍ
يَـــــحـــــمِــــلُهُ حَــــثّــــاً إِلى اللَه
هَــــلّا إِذا أَشـــفـــى رَأى شَـــيـــبَهُ
يَــنــعــاهُ فَــاســتَــحــيـى مِـنَ اللَهِ
كَـــــأَنَّمـــــا ريــــنَ عَــــلى قَــــلبِهِ
فَـــصـــارَ مَـــحـــجـــوبـــاً عَــنِ اللَهِ
مــا يُــعــذَرُ الجــاهِــلُ فــي جَهــلِهِ
فَــــضــــلاً عَــــنِ العـــالِمِ بِـــاللَهِ
دارانِ لا بُـــدَّ لَنـــا مِـــنـــهُــمــا
بِــــالفَـــضـــلِ وَالعَـــدلِ مِـــنَ اللَهِ
وَلَســـتُ أَدري مَـــنــزِلي مِــنــهُــمــا
لَكِــــــن تَــــــوَكَّلـــــتُ عَـــــلى اللَهِ
فَـــاِعـــجَـــب لِعَـــبـــدٍ هَـــذِهِ حــالُهُ
كَـــيـــفَ نَـــبـــا عَــن طــاعَــةِ اللَهِ
واسَـــوأَتـــا إِن خــابَ ظَــنّــي غَــداً
وَلَم تَــــسَــــعـــنـــي رَحـــمَـــةُ اللَهِ
وَكُــنــتُ فــي النــارِ أَخــا شِــقــوَةٍ
نَــــــعــــــوذُ مِــــــن ذَلِكَ بِــــــاللَهِ
كَـــم سَـــوأَةٍ مَــســتــورَةٍ عِــنــدَنــا
يَـــكـــشِـــفُهـــا العَــرضُ عَــلى اللَه
فــي مَــشــهَــدٍ فــيـهِ جَـمـيـعُ الوَرى
قَـــــد نَـــــكَّســــوا الأَذقــــانَ لِلَّهِ
وَكَـــم تَـــرى مِـــن فـــائِزٍ فــيــهِــمُ
جَـــــــلَّلَهُ سِـــــــتــــــرٌ مِــــــنَ اللَهِ
فَــالحَــمــدُ لِلَّهِ عَــلى نِــعــمَــةِ ال
إِســــــلامِ ثُــــــمَّ الحَـــــمـــــدُ لِلَّهِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).