قصيدة يا دنشواي على رباك سلام للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

يا دِنشِوايَ عَلى رُباكِ سَلامُ


عدد ابيات القصيدة:14


يا دِنشِوايَ عَلى رُباكِ سَلامُ
يــا دِنــشِـوايَ عَـلى رُبـاكِ سَـلامُ
ذَهَــبَــت بِــأُنـسِ رُبـوعِـكِ الأَيّـامُ
شُهَداءُ حُكمِكِ في البِلادِ تَفَرَّقوا
هَـيـهـاتَ لِلشَـمـلِ الشَـتـيـتِ نِظامُ
مَـرَّت عَـلَيـهِـم فـي اللُحـودِ أَهِلَّةٌ
وَمَـضـى عَلَيهِم في القُيودِ العامُ
كَـيـفَ الأَرامِلُ فيكِ بَعدَ رِجالِها
وَبِــأَيِّ حــالٍ أَصــبَــحَ الأَيــتــامُ
عِـشـرونَ بَـيـتاً أَقفَرَت وَاِنتابَها
بَــعــدَ البَـشـاشَـةِ وَحـشَـةٌ وَظَـلامُ
يا لَيتَ شِعري في البُروجِ حَمائِمٌ
أَم فــي البُـروجِ مَـنِـيَّةـٌ وَحِـمـامُ
نَـيـرونُ لَو أَدرَكـتَ عَهـدَ كَـرومِـرٍ
لَعَــرَفــتَ كَـيـفَ تُـنَـفَّذُ الأَحـكـامُ
نــوحـي حَـمـائِمَ دِنـشِـوايَ وَرَوِّعـي
شَـعـبـاً بِـوادي النيلِ لَيسَ يَنامُ
إِن نـامَـتِ الأَحـيـاءُ حالَت بَينَهُ
سَــحــراً وَبَـيـنَ فِـراشِهِ الأَحـلامُ
مُــتَــوَجِّعـٌ يَـتَـمَـثَّلـُ اليَـومَ الَّذي
ضَـــجَّتـــ لِشِــدَّةِ هَــولِهِ الأَقــدامُ
السـوطُ يَـعـمَـلُ وَالمَـشـانِقُ أَربَعٌ
مُـــتَـــوَحِّداتٌ وَالجُــنــودُ قِــيــامُ
وَالمُـسـتَشارُ إِلى الفَظائِعِ ناظِرٌ
تَـــدمـــى جُــلودٌ حَــولَهُ وَعِــظــامُ
فــي كُــلِّ نــاحِــيَــةٍ وَكُــلِّ مَـحَـلَّةٍ
حَـزعـاً مِـنَ المَـلَأِ الأَسيَفِ زِحامُ
وَعَــلى وُجـوهِ الثـاكِـليـنَ كَـآبَـةٌ
وَعَــلى وُجــوهِ الثــاكِـلاتِ رُغـامُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة يا دِنشِوايَ عَلى رُباكِ سَلامُ