البيت العربي

يا ذا الَّذي يَخطِرُ في مِشيَتِه
عدد ابيات القصيدة:22

يا ذا الَّذي يَخطِرُ في مِشيَتِه
قَـد صَـفَّفـَ الشَـعرَ عَلى جَبهَتِه
وَسَـــرَّحَ المِـــئزَرَ مِــن خَــلفِه
وَدَقَّقــَ البــانَ عَــلى وَفــرَتِه
قَلبي عَلى ما كانَ مِن شِقوَتِه
صَـبٌّ بِـمَـن يَهـوى عَـلى جَـفوَتِه
يَـخـتَـلِقُ السَـخـطَـةَ لي ظالِماً
أَحـوَجُ مـا كُـنـتُ إِلى رَحـمَـتِه
أَكُـــلَّمـــا جَــدَّدَ لي مَــوعِــداً
أَخـلَفَهُ التَـنـغـيـصُ مِـن عِلَّتِه
أُضـمِـرُ فـي البُـعدِ عِتاباً لَهُ
فَـإِن دَنـا أُنـسـيتُ مِن هَيبَتِه
مُــبَــتَّلــٌ تَــثــنـيـهِ أَعـطـافُهُ
أَمـيَـسُ خَـلقِ اللَهِ فـي خَطرَتِه
مُهَـــفـــهَـــفٌ تَـــرتَــجُّ أَردافُهُ
يَـتـيـهُ بِـالحُـسـنِ عَلى جيرَتِه
يَـحـارُ رَجـعُ الطَـرفِ في وَجهِهِ
وَصــورَةُ الشَـمـسِ عَـلى صـورَتِه
يَـنـتَـسِـبُ الحُـسـنُ إِلى حُـسـنِهِ
وَالطـيـبُ يَـحـتاجُ إِلى نَكهَتِه
وَلَيـــلَةٍ قَـــصَّرَ فــي طــولِهــا
بِـالكَـرخِ أَن مُتِّعتُ مِن رُؤيَتِه
فــي مَــجــلِسٍ يَــضـحَـكُ تُـفّـاحُهُ
بَـيـنَ الرَيـاحـينِ إِلى خُضرَتِه
مـا إِن يَـرى خَـلوَتَـنـا ثـالِثٌ
إِلّا الَّذي نَـشـرَبُ مِـن خَـمرَتِه
خَـمـرَتُهُ فـي الكَـأسِ مَـمـزوجَةٌ
كَـالذَهَـبِ الجـاري عَـلى فِضَّتِه
فَـــتـــارَةً أَشــرَبُ مِــن ريــقِهِ
وَتــارَةً أَشــرَبُ مِــن فَــضــلَتِه
وَكُـــلَّمـــا عَـــضَّضـــَ تُــفّــاحَــةً
قَـبَّلـتُ مـا يَـفـضُـلُ مِـن عَـضَّتِه
حَـتّـى إِذا أَلقى قِناعَ الحَيا
وَضـارَ كَـسرُ النَومِ في مُقلَتِه
سَـرَت حُـمِـيّـا الكَأسِ في رَأسِهِ
وَدَبَّتــِ الحَــمـرَةُ فـي وَجـنَـتِه
فَــصـارَ لا يَـدفَـعُ عَـن نَـفـسِهِ
وَكــانَ لا يَـأذَنُ فـي قُـبـلَتِه
دَبَّ لَهُ إِبــليــسُ فَــاِقــتــادَهُ
وَالشَـيـخُ نَـفّـاعٌ عَـلى لَعـنَتِه
عَـجِـبـتُ مِـن إِبـليـسَ في تيهِهِ
وَخُـبـثِ مـا أَظـهَـرَ مِـن نِـيَّتـِه
تــاهَ عَــلى آدَمَ فــي سَــجــدَةٍ
وَصـــــارَ قَـــــوّاداً لِذُرِّيَّتــــِه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.