قصيدة يا رب أمرك في الممالك نافذ للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

يا رَبِّ أَمرُكَ في المَمالِكِ نافِذٌ


عدد ابيات القصيدة:22


يا رَبِّ أَمرُكَ في المَمالِكِ نافِذٌ
يـا رَبِّ أَمـرُكَ فـي المَـمالِكِ نافِذٌ
وَالحُـكـمُ حُكمُكَ في الدَمِ المَسفوكِ
إِن شِــئتَ أَهـرِقـهُ وَإِن شِـئتَ اِحـمِهِ
هُــوَ لَم يَـكُـن لِسِـواكَ بِـالمَـمـلوكِ
وَاِحـكُـم بِـعَـدلِكَ إِنَّ عَدلَكَ لَم يَكُن
بِـالمُـمـتَـرى فـيـهِ وَلا المَـشـكوكِ
أَلِأَجـــلِ آجـــالٍ دَنَـــت وَتَهَـــيَّأــَت
قَــدَّرتَ ضَــربَ الشــاطِــئِ المَـتـروكِ
مـا كـانَ يَـحـمـيـهِ وَلا يُـحـمى بِهِ
فُــلكــانِ أَنـعَـمُ مِـن بَـواخِـرِ كـوكِ
هَـذي بِـجـانِـبِهـا الكَـسـيـرِ غَريقَةٌ
تَهــوي وَتِـلكَ بِـرُكـنِهـا المَـدكـوكِ
بَـيـروتُ مـاتَ الأُسـدُ حَتفَ أُنوفِهِم
لَم يُـشـهِـروا سَـيـفـاً وَلَم يَـحـموكِ
سَـبـعونَ لَيثاً أُحرِقوا أَو أُغرِقوا
يـا لَيـتَهُـم قُـتِـلوا عَـلى طَـبَـروكِ
كُــلٌّ يَــصــيــدُ اللَيـثَ وَهـوَ مُـقَـيَّدٌ
وَيَـعِـزُّ صَـيـدَ الضَـيـغَـمِ المَـفـكـوكِ
يـا مَـضرِبَ الخِيَمِ المُنيفَةِ لِلقِرى
مـا أَنـصَـفَ العُـجـمُ الأُلى ضَـرَبوكِ
مـا كُـنـتِ يَـومـاً لِلقَـنابِلِ مَوضِعاً
وَلَو أَنَّهــا مِــن عَــســجَـدٍ مَـسـبـوكِ
بَـيـروتُ يـا راحَ النَـزيـلِ وَأُنـسِهُ
يَــمــضـي الزَمـانُ عَـلَيَّ لا أَسـلوكِ
الحُـسـنُ لَفـظٌ فـي المَـدائِنِ كُـلِّها
وَوَجَــدتُهُ لَفــظــاً وَمَــعــنــىً فـيـكِ
نـادَمـتُ يَـومـاً فـي ظِـلالِكِ فِـتـيَةً
وَسَـمـوا المَـلائِكَ فـي جَلالِ مُلوكِ
يُــنــســونَ حَــسّـانـاً عِـصـابَـةَ جِـلَّقٍ
حَــتّــى يَــكــادُ بِــجِــلَّقٍ يَــفــديــكِ
تَــاللَهِ مـا أَحـدَثـتِ شَـرّاً أَو أَذىً
حَــتّــى تُــراعــي أَو يُــراعَ بَـنـوكِ
أَنـتِ الَّتـي يَـحـمـي وَيَـمنَعُ عِرضَها
سَـيـفُ الشَـريـفِ وَخِـنـجَـرُ الصُـعلوكِ
إِن يَــجــهَــلوكِ فَـإِنَّ أُمَّكـِ سـورِيـا
وَالأَبــلَقُ الفَــردُ الأَشَــمُّ أَبــوكِ
وَالسابِقينَ إِلى المَفاخِرِ وَالعُلا
بَــلهُ المَــكــارِمَ وَالنَـدى أَهـلوكِ
ســالَت دِمــاءٌ فـيـكِ حَـولَ مَـسـاجِـدٍ
وَكَــــنــــائِسٍ وَمَــــدارِسٍ وَبُـــنـــوكِ
كُــنّــا نُــؤَمِّلـُ أَن يُـمَـدَّ بَـقـاؤُهـا
حَـتّـى تَـبِـلَّ صَـدى القَـنا المَشبوكِ
لَكِ في رُبى النيلِ المُبارَكِ جيرَةٌ
لَو يَــقــدِرونَ بِــدَمــعِهِــم غَـسَـلوكِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة يا رَبِّ أَمرُكَ في المَمالِكِ نافِذٌ