قصيدة يا سعد هذي الليلة الزهراء للشاعر خليل مطران

البيت العربي

يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ


عدد ابيات القصيدة:37


يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ
يَــا سَــعْـدَ هَـذِي اللَّيْـلَةِ الزَّهْـرَاءِ
جَــدَّدْتِ عَهْــدَ السَّعــْدِ بِــالْحَــمْــرَاءِ
جَـدَّدْتِهِ فِـي مِـصْـرَ فِـي الدِّارِ الَّتـي
كَــانَــتْ وَظَــلَّتْ مُــلْتَــقَـى الأُمَـرَاءِ
فِـي حَـيْـثُ أَعْـلَى المَـالِكِـينَ مَكَانَةً
نَــزَلُوا مَــنَــازِلَهُـمْ مِـنَ العَـلْيَـاءِ
فِـي حَـيْـثُ إِسْـمَـاعِـيـلُ لاَحَ بِـنُـبْـلِهِ
فَــوْقَ السُّهــَى لِضُــيُــوفِهِ النُّبــَلاَءِ
هَــلْ كَــانَ إِسْــمَــاعِــيـلُ إلاَّ صُـورَةً
شَـــرْقِـــيَّةـــً لِلعِـــزَّةِ الْقَـــعْـــسَــاءِ
بِـنَـدَاهُ وَادِي النِّيـلِ سَـالَ وَبِالذِي
أسْــدَاهُ طَــالَ عَـلَى الذُّرَى الشَّمـَّاءِ
أُنْــظُــرْ إلى آثَــارِهِ يُــزْهَــى بِهَــا
قَــطْــرَاهُ فِـي دَانِـيـهِـمَـا وَالنَّاـئِي
هَــذِي الْجَــزِيـرَةُ مِـنْ بَـدَائِعِ خَـلْقِهِ
بِــغِــيَــاضِهَـا وَرِيَـاضِهَـا الْفَـيْـحَـاءِ
وبِـنـائِهَـا الفَـخْـمِ الْبَـدِيعِ نِظَامُهُ
مِــنْ صُــنْــعِ ذَاكَ المُـبْـدِعِ البّـنَّاـءِ
لِلّهِ آيَــاتُ الصِــنَّاـعَـةِ فِـي الدُّمَـى
مَــنْ شَـارَكَ الرَّحْـمَـنَ فِـي الإِحْـيَـاءِ
للهِ نــاطِــقــةُ النُــقُــوشِ أَهــكَــذَا
تُـعـطَـى الكَـلامَ جَـوَامِـدُ الَأشـيَـاءِ
للهِ مِـــطْـــفَــرَةٌ تُــصَــعِّدُ قَــطْــرَهَــا
وَتَــرُدُّهُ صَــبَــبــاً عَــلَى الأَنْــحَــاءِ
تَــجِــدُ النُّجــُومَ حِـيَـالَهَـا ضَـحَّاـكَـةً
بِـــشُـــعَــاعِهَــا بَــكَّاــءَةً بِــالْمَــاءِ
قَـدْ أَخْـلَفَـتْ بِـسُـكُـونِهَـا وَصَـفـائِهَـا
فِــعْــلَ النُّجــُومِ مُـثِـيـرَةِ الأَنْـوَاءِ
هَـلْ غَـيْرُ هَذَا الصَّرْحِ زِينَ بِمِثْلٍِ مَا
فِـــيـــهِ لإِيـــنَـــاسٍ وَحُــسْــنِ لِقَــاءِ
وَقِرَى الْعُيُونِ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالْحِلَى
غَــيْــرُ القِــرىَ مِــنْ مَــشْـرَبٍ وَغِـذاءِ
يَــا مَــنْ لَهُ صَــدْرُ المَـقَـامِ تَـجِـلَّةً
وَهْـــوَ النَّزِيـــلُ وَلَيْــسَ كَــالنُّزَلاَءِ
هَــذِي هِــيَ الدَّارُ الَّتِــي قَــلَّدْتَهَــا
شَــرَفــاً بِهِ تَــاهَــتْ عَـلَى الْجَـوْزَاءِ
شَــرَفٌ بِهِ النَّبــَأُ البَــعِــيــدُ دَوِيُّهُ
يَــخْــتَــالُ مَـعْـتَـزَّاً عَـلَى الأًنْـبَـاءِ
وَلآلِ لُطِـــفِ اللهِ مِـــنــهُ كَــرَامَــةٌ
سَــتَــظَـلُّ فِـي الأَحْـفـادِ وَالأَبْـنَـاءِ
إنِّيــ لِهــذا الفَـضـلِ عَـنْهُـمْ شَـاكِـرٌ
وَالشُّكـرُ فِـي السَّاـدَاتِ خَـيـرُ وَفَـاءِ
شــكــرٌ زَهَــا شِــعْــرِي بِهِ مُــتَهَــلِّلاَ
كَــــتَهَــــلُّلِ النُّوَّارِ بِــــالأَنْــــدَاءِ
أَنَّى تَـكُـنْ لاَ غَروَ أنْ يُلْفَى الحِمى
وَبِهِ رَوَائِعُ مِـــنْ سَـــنـــىً وَسَـــنَــاءِ
أَفَـلَمْ تَـكُـنْ شِـبْـلَ الحُـسِـيـنِ وَرَأْيَهُ
وَفِــرِنْــدَهُ فِــي السِّلـْم وَالهَـيْـجَـاءِ
مَـــلِكٌ بِهِ رَحِـــمُ النُّبـــُوءَةِ وَاشِـــجٌ
وَلَهُ جَــلاَلُ الصِّيــدِ فِــي الخُـلَفَـاءِ
أَهْـدَى العُـرُوشَ إِلَى بَـنِـيـهِ وَبَـثَّهُمْ
فِــي الشَّرْقِ بَــثَّ الشَّمــْسِ لِلأَضْــواءِ
أًعْـظِـمْ بِـعَـبـدِ اللهِ نَـجـلاً صَـالِحاً
يَــقــفُــو أَبَـاهُ حِـجـىً وَحُـسْـنَ بَـلاَءِ
فِـيـهِ النَّزَاهَـةُ وَالنَّبـَاهَـةُ يَـعْتَلِي
بِهِــمــا عَــلَى الأَنْـدَادِ وَالنُّظـَرَاءِ
جَــمَــعَ الوَدَاعَـةَ وَالإِبَـاءَ فَـحَـبَّذَا
هُـــوَ مِـــنْ أَمِــيــرِ وَدَاعَــةٍ وَِإبَــاءِ
خُـلُقَـانِ كُـلُّهُـمَـا إِلَيْهِ قَـدِ انْـتَهَـى
عَـــنْ أَكْـــرَمِ الأَجْـــدَادِ وَالآبَـــاءِ
وَلَهُ مُـــروُءَاتٌ تُـــجَــابُ بِــذِكْــرِهَــا
جَــوْبَ الرِّيــاضِ مَــجَــادِبُ البَـيْـدَاءِ
وَلَهُ فَـــضَـــائِلُ إنْ تَـــحَـــدَّثَ عَــارِفٌ
عَــنْهَــا عَــرَتْهُ نَــشْــوَةُ الصَّهــْبَــاءِ
وَلَهُ وَقَـائِعُ فِـي البَـسَـالَةِ يَـزْدَهِـي
بِــصِــغــارِهِــنَّ أَكَــابِــرُ البُــسَــلاَءِ
وَلَهُ طَــرَائِفُ فِــي السَّمـَاحَـةِ نَـقَّحـَتْ
مَــا أَخْــطَــأَتْهُ طَــرَائِقُ السُّمــَحَــاءِ
فَهْـوَ الحَـبِيبُ إِلى الوُلاَةِ مُصَافِياً
وَهُـوَ البَـغِـيـضُ وَغَـىً عَـلَى الأَعْدَاءِ
لاَ زِلْتَ عَـبْـدَ اللهِ فِي هَامِ الْعُلَى
تَــاجــاً يَــفِــيـضُ بِـبَـاهِـرِ الَّلأْلاَءِ
لِلْمَــجْــدِ سِــرٌّ فِــيــكَ نَـاطَ بِهِ غَـداً
وَغَــداً يُــحَــقِّقــُ فِــيـكَ خَـيْـرُ رَجَـاءِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

خليل بن عبده بن يوسف مطران.
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.
تصنيفات قصيدة يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ