قصيدة يا غاب بولون ولي للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

يا غابَ بولونَ وَلي


عدد ابيات القصيدة:23


يا غابَ بولونَ وَلي
يـــا غـــابَ بــولونَ وَلي
ذِمَــمٌ عَــلَيـكَ وَلي عُهـود
زَمَـــنٌ تَـــقَــضّــى لِلهَــوى
وَلَنـا بِـظِـلِّكَ هَـل يَـعـود
حُــــلُمٌ أُريــــدُ رُجــــوعَهُ
وَرُجـوعُ أَحـلامـي بَـعـيـد
وَهَــبِ الزَمــانَ أَعـادَهـا
هَـل لِلشَـبـيـبَةِ مَن يُعيد
يــا غــابَ بــولونَ وَبــي
وَجـدٌ مَـعَ الذِكـرى يَـزيد
خَـفَـقَـت لِرُؤيَـتِـكَ الضُـلو
عُ وَزُلزِلَ القَلبُ العَميد
وَأَراكَ أَقــســى مـا عَهِـد
تُ فَـمـا تَميلُ وَلا تَميد
كَــم يــا جَـمـادُ قَـسـاوَةً
كَـم هَـكَـذا أَبَـداً جُـحـود
هَــلّا ذَكَـرتَ زَمـانَ كُـنّـا
وَالزَمــانُ كَــمــا نُـريـد
نَـطـوي إِلَيكَ دُجى اللَيا
لي وَالدُجـى عَـنّـا يَـذود
فَـنَـقـولُ عِـنـدَكَ مـا نَقو
لُ وَلَيـسَ غَـيرُكَ مَن يُعيد
نُــطــقــي هَـوىً وَصَـبـابَـةٌ
وَحَــديــثُهــا وَتَـرٌ وَعـود
نَـسـري وَنَـسـرَحُ فـي فَـضا
ئِكَ وَالرِيــاحُ بِهِ هُـجـود
وَالطَـيـرُ أَقعَدَها الكَرى
وَالنـاسُ نـامَت وَالوُجود
فَـنَـبيتُ في الإيناسِ يَغ
بُطُنا بِهِ النَجمُ الوَحيد
فـــي كُـــلِّ رُكــنٍ وَقــفَــةٌ
وَبِــكُــلِّ زاوِيَــةٍ قُــعــود
نَـسـقـي وَنُـسـقـى وَالهَوى
مـا بَـيـنَ أَعـيُنِنا وَليد
فَــمِــنَ القُــلوبِ تَـمـائِمٌ
وَمِـنَ الجُـنـوبِ لَهُ مُهـود
وَالغُصنُ يَسجُدُ في الفَضا
ءِ وَحَـبَّذا مِـنـهُ السُـجود
وَالنَـجـمُ يَـلحَـظُـنـا بِعَي
نٍ مـا تَـحـولُ وَلا تَـحيد
حَــتّــى إِذا دَعَـتِ النَـوى
فَـتَـبَـدَّدَ الشَـملُ النَضيد
بِــتـنـا وَمِـمّـا بَـيـنَـنـا
بَـحـرٌ وَدونَ البَـحـرِ بيد
لَيــلي بِــمِـصـرَ وَلَيـلُهـا
بِـالغَـربِ وَهوَ بِها سَعيد
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932