قصيدة يا نفس صبرا صبرا للشاعر ابن المُعتَز

البيت العربي

يا نَفسِ صَبراً صَبرا


عدد ابيات القصيدة:30


يا نَفسِ صَبراً صَبرا
يـا نَـفـسِ صَـبـراً صَـبرا
أَمــا عَــرِفــتِ الدَهــرا
لِلَّهِ مِــــــنّـــــي قَـــــلبٌ
يَـقـري البَـلايـا شُكرا
يــــا رَبُّ لَيــــلٍ قــــاسٍ
كَــــــأَنَّ عَـــــلَيَّ قُـــــرّا
سَـــرَيـــتُهُ بِـــعَـــيــنــي
حَــتّــى رَأَيــتُ الفَـجـرا
كَـــــأَنَّمـــــا سَــــنــــاهُ
أَطـــارَ عَـــنّــي نَــســرا
وَاِســتَــجـمَـعَـت هُـمـومـي
حَــتّــى مَــلَأنَ الصَــدرا
ذاقَـــت مِـــنَ الأَعــادي
عَــيــنــايَ لَحــظـاً مُـرّا
ضــاعَ الوَفــاءُ مِــنـهُـم
وَأَضــمَـروا لي الغَـدرا
يــا نَــفــسِ لي بِــقَــومٍ
كــانـوا كِـرامـاً زُهـرا
مَــضَــوا بِــخَـيـرِ عُـمُـري
وَتَـــرَكـــوا لِيَ الشَــرّا
وَلَم أَجِــد إِذا مـاتـوا
لي فـي الحَـيـاةِ عُـذرا
عــاشــوا بِــخَـيـرِ عَـصـرٍ
سَــقــيــاً لِذاكَ عَــصــرا
نُــــبِّئــــتُ أَنَّ قَـــومـــي
قَــد دَفَـنـوا لي مَـكـرا
طــالَ عَــلَيــهِــم عُـمـري
فَاِستَعجَلوا بي القَبرا
رَدّوا رِدائي لَمّــــــــــا
رَأوا بَــقــائي فَــخــرا
كَــــأَنَّهـــُم بِـــيَـــومـــي
فَــلاتَــحُـثّـوا العُـمـرا
هَـــــل لِلأَغَـــــرِّ ذَنــــبٌ
إِن لَم يَــكــونـوا غُـرّا
أَغـمَـدتُ عَـنـكُـمُ سَـيـفـي
وَقَــد مَــلَكــتُ النَـصـرا
صِـــيـــانَـــةً وَعَـــطــفــاً
لِرَحِــــمــــي وَغَــــفــــرا
وَليــــــسَ كُـــــلُّ وَقـــــتٍ
يُــطــفِــئُ مــاءٌ جَــمــرا
أَإِن أَلَمَّ دَهــــــــــــــــرٌ
جــــاءَ بِــــكُـــم وَسُـــرّا
كَــــفَّرتُـــمُ كَـــريـــمـــاً
حَــــــــنَّ لَكُــــــــم وَدَرّا
أَتـــعَـــبـــتُـــمُ يَــدَيــهِ
بِـــالقَـــلَبـــاتِ دَهـــرا
وَمَهــــــمَهٍ رَحــــــيــــــبٍ
ظَـمـآنَ يُـضـنـي السَـفَرا
يَـــخـــطِـــرُ فـــي فَــلاةٍ
مَــوجُ السَــحــابِ خَـطَـرا
فَــاِبــتَــلَعَ المَــطـايـا
مَــــعَ الحُـــداةِ شَهـــرا
كَــم مِــن عَــبــيــدِ دارٍ
ظَــعَــنــتُ عَــنــهُـم حُـرّا
ذا خُــــــلُقٍ كَـــــريـــــمٍ
لَم يُـبـقِ فـيـهِـم عَـقرا
وَنَــــسَــــبٍ صَــــحــــيــــحٍ
يَــنــطُــقُ عَــنّــي جَهــرا
خـاضـوا الظَـلامَ بَـعدي
وَكُــنــتُ فــيـهِـم فَـجـرا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.
الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.
آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.
وللشعراء مراث كثيرة فيه.