قصيدة يا نفس كم تخدعين بالأمل للشاعر طلائع بن رزيك

البيت العربي

يا نفس كم تخدعين بالأمل


عدد ابيات القصيدة:53


يا نفس كم تخدعين بالأمل
يــا نــفــس كــم تــخــدعـيـن بـالأمـل
وكـــم تـــحـــبـــيــن فــســحــة الأجــل
وكـــم تـــجـــدّيـــن فــي تــطــلبــك ال
عـــلم ولا تـــجـــهـــديــن بــالعــمــلِ
لو تــعــرف الطــيــر والبــهــائم أن
المـــوت يـــفــنــى لهــا عــلى عــجــل
وأنـــــــهـــــــا لا تــــــرده أبــــــدا
إذا أتـــــى بـــــالخــــداع والعــــلل
لكـــان يـــمـــســـي لهـــا بـــذاك عــن
الأوكــار والرعــي أكــبــر الشــغــل
هـــذا وقـــد أعــفــيــت مــن الحــشــر
والنــشــر ومــا فـيـهـمـا مـن الوجـل
وكـــان مـــوت النــفــوس غــايــتــهــا
قــــضــــى بــــذاك الاله فــــي الأزل
وقــد عــلمــنــا مــا لو بــه عــمــلت
نــــفـــوســـنـــا آمـــنـــت مـــن الزلل
وكـــان فـــيـــه نـــجــاة أنــفــســنــا
لولا اعــتــبــاء الفــتــور والكـسـل
فـــليـــس فــي مِــلة مــن المِــلل مــا
صـــار فـــي المــســلمــيــن مــن مَــللِ
ولا جـــرى فـــي شـــريـــعـــة ســـلفــت
عــلى اخــتــلاف الأديــان والنــحــل
مــا قــد جــرى مــن فــعــال أمــتـنـا
بــــظـــلمـــهـــم آل خـــاتـــم الرســـل
لمــا اسـتـبـدوا عـنـهـم بـبـغـيـتـهـم
وصـــاحـــب الأمــر عــنــه فــي شــغــل
فـي البـيـت مـا غـاب عـن جـهـاز رسو
ل الله فـــي دفـــنـــه ولا الغـــســل
ولا رأى أن يـــســـابــق القــوم فــي
الأمـــر إذ كـــان غــيــر مــحــتــفــل
بــل ظــن إن الحــق المــبــيــن سـيـأ
تــيــه بــمــا يــنــبــغــي عــلى مـهـل
وظــــــن ان الذي تــــــقــــــرر فــــــي
الغــديــر لم يــنــتــقــض ولم يــحــل
مــا ظــن ان العــهــد الوثــيــق مــن
النــبــي والأمــر غــيــر مــمــتــثــل
ومــنـصـب الوحـي يـنـبـغـي بـغـيـر ان
تــــــعــــــتــــــدي دولة مــــــن الدول
يـــمـــلكــهــا نــاقــصــاً شــرائطــهــا
أخــــــذهــــــم دائمـــــاً عـــــن الأُول
حــتــى أتــاه التــكـبـيـر مـن جـانـب
المــســجـد إذ أجـمـعـوا عـلى الرجـل
فـقـال مـا قـاله هـنـاك أبـو سـفـيـا
ن حـــــتـــــى رشـــــوه بـــــالجــــمــــل
فـبـاع أخـراه بـالحـقـيـر مـن المال
وفـــــــي الخـــــــر قــــــطّ لم يــــــزل
ثــم تــعــدوا إلى اغــتـصـابـهـم الز
هـــراء مـــا نـــفـــلت مـــن النـــفــل
وصـــــيـــــروا ارثــــهــــا لوالدهــــا
مـــقـــســمــاً فــي الرعــاع والســفــل
نــعــم وقـالوا عـنـه هـنـالك مـا لم
يــــوص يــــومــــاً بــــه ولم يــــقــــل
والقــصــد أن يــنــقــلوا الخــلافــة
عــن بــنــيــه والحــق غـيـر مـنـتـقـل
مــا النــور شــيــء يـزول يـومـاً عـن
الشــمــس إلى أن يــصــيــر فــي زحــل
ولا صـــعـــاب المـــقـــلديـــن أمـــور
النــاس مــمــا يــصــطــاد بــالحــيــل
هــيــهــات هــيــهــات مــا لمــن حــوت
الأرض بــمــا قــد ذكــرت مــن قــبــل
ذاك ســــــــر الاله قـــــــدره فـــــــي
خــــــلقــــــه لم يــــــدع ولم يــــــزل
بــــيــــنــــه للعـــقـــول ان نـــظـــرت
تــــبــــارك اللّه مـــوضـــع الســـبـــل
يــا عــجــبــاً للذيــن ظــل بــهـم فـر
ط عـــمـــا لا يـــحـــل فـــي المـــقــل
كــيــف أجــازوا قــيــاس قــايــســهــم
بـــيـــن عـــتـــيـــق بـــجــهــله وعــلي
كــم بــيـن مـن فـي الصـلاة مـعـتـكـف
وعــــاكــــف عــــمــــره عــــلى هـــبـــل
وهــــازم الجــــيــــش وحــــده أبــــدا
وقــــاعــــد للضــــلال فــــي الظــــلل
وحــــامــــل رايــــة النــــبـــي ومـــن
فــر بــهــا فــي الجــبــال كــالوعــل
بــخـيـبـر والخـبـيـر يـعـرف مـا ذكـر
ت مــــن ذاك غــــيــــر مــــنــــتـــحـــل
سـلوا الحـمـيـراء عـنـه فـقـد عـرفـت
مـــنـــه مـــصـــاع المــحــرب البــطــل
إذ هـــتـــكــت فــي رضــا أقــاربــهــا
عــنــهــا ســتــور النــبــي والحــجــل
وأقــــبـــلت بـــالعـــراق تـــقـــصـــده
زحـــفـــاً إليـــه فـــي مـــوكـــب زجــل
هــل غــادر القــوم حــول هــودجــهــا
تـــســـيـــل أرواحـــهــم عــلى الأســل
فــليــس يــســطــيــع أن يــقــول لنــا
لا نـــاقـــتــي فــيــهــم ولا جــمــلي
وحــرب صــفــيـن قـد أعـاد بـنـي حـرب
بــــهــــا مــــثــــله مــــن المــــثــــل
يـــوم اتـــقـــاه عـــمــرو بــســوئتــه
وهــــل تــــبــــدت الا مــــن الوهــــل
لو لم يــبــادر مــثـل الحـصـان غـدا
مــــشــــمــــراً جــــله عــــن الكـــفـــل
وتــــرســــه ظــــاهـــر لوقـــع قـــنـــا
لكـــنـــهــا ليــس بــالقــنــا الذبــل
لذاق مــــا ذاق يــــوم خــــنــــدقــــه
عـــمـــرو بـــن ود عـــلا عــلى نــهــل
يــا أيــهــا النـاس قـد نـصـحـت لكـم
فــأنــصــفــوا واحــكــمــوا عــلي ولي
يا أيها الناس هاتوا لي بمثل بني
الزهـراء مـثـلي فـي العـالمـين ولي
أنـــا ابـــن رزيـــك لا أقـــصــر فــي
الجـــلاد عـــن ديـــنـــهــم ولم أمــل
ســـيـــفـــان عـــنــدي أســطــو بــهــذا
عـلى العـرض وهـذا يـسطو على القلل
انــطــقــتــنــي انـنـي بـفـهـمـي مـتـى
شــئت وعــزمــي فــي الحـالتـيـن مـلي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات.
وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.
واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.
واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.
وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.
شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.
له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).