البيت العربي
يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه
عدد ابيات القصيدة:44
يُـجـانِـبُـنـا فـي الحُـبِّ مَـن لا نُـجـانِبُه
وَيَـبـعُـدُ مِـنّـا فـي الهَـوى مَـن نُـقـارِبُه
وَلا بُــدَّ مِــن واشٍ يُــتــاحُ عَـلى النَـوى
وَقَــد تَـجـلُبُ الشَـيـءَ البَـعـيـدَ جَـوالِبُه
أَفـــي كُـــلِّ يَـــومٍ كـــاشِـــحٌ مُـــتَـــكَـــلِّفٌ
يُــصَــبُّ عَــلَيــنــا أَو رَقــيــبٌ نُــراقِــبُه
عَــنــا المُــســتَهــامَ شَــجــوُهُ وَتَـطـارُبُه
وَغــــالَبَهُ مِــــن حُــــبِّ عَــــلوَةَ غــــالِبُه
وَأَصـــبَـــحَ لا وَصــلُ الحَــبــيــبِ مُــيَــسَّرٌ
لَدَيــهِ وَلا دارُ الحَــبــيــبِ تُــصــاقِــبُه
مُـــقـــيـــمٌ بِـــأَرضٍ قَــد أَبَــنَّ مُــعَــرِّجــاً
عَـــلَيـــهــا وَفــي أَرضٍ سِــواهــا مَــآرِبُه
سَـقـى السَـفـحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي
تَــلي السَــفــحَ وَســمِــيُّ دِراكٌ سَــحــائِبُه
فَــكَــم لَيــلَةٍ قَــد بِــتُّهــا ثَـمَّ نـاعِـمـاً
بِــعَــيـنَـي عَـليـلِ الطَـرفِ بـيـضٌ تَـرائِبُه
مَــتــى يَــبــدُ يَــرجِـع لِلمُـفـيـقِ خَـبـالُهُ
وَيَـــرتَـــجِــعِ الوَجــدَ المُــبَــرِّحَ واهِــبُه
وَلَم أَنـــسَهُ إِذ قـــامَ ثـــانِـــيَ جــيــدِهِ
إِلَيَّ وَإِذ مــــــــــالَت عَــــــــــلَيَّ ذَوائِبُه
عِــنــاقٌ يَهِــدُّ الصَــبــرَ وَشـكَ اِنـقِـضـائِهِ
وَيُـذكـي الجَـوى أَو يَـسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه
أَلا هَــل أَتــاهــا أَنَّ مُــظــلِمَـةَ الدُجـى
تَـــجَـــلَّت وَأَنَّ العَـــيـــشَ سُهِّلــَ جــانِــبُه
وَأَنّــا رَدَدنــا المُــســتَــعــارَ مُــذَمَّمــاً
عَــلى أَهــلِهِ وَاِســتَــأنَـفَ الحَـقَّ صـاحِـبُه
عَــجِــبــتُ لِهَــذا الدَهــرِ أَعــيَـت صُـروفُهُ
وَمـــا الدَهـــرُ إِلّا صَـــرفُهُ وَعَـــجــائِبُه
مَــتــى أَمَّلــَ الدَيّــاكُ أَن تُــصــطَـفـى لَهُ
عُـرى التـاجِ أَو تُـثـنـى عَـلَيـهِ عَـصائِبُه
فَــكَــيــفَ اِدَّعــى حَــقَّ الخِــلافَــةِ غـاصِـبٌ
حَــــوى دونَهُ إِرثَ النَــــبِــــيِّ أَقــــارِبُه
بَـكـى المِـنـبَـرُ الشَـرقِـيُّ إِذ خـارَ فَوقَهُ
عَــلى النــاسِ ثَـورٌ قَـد تَـدَلَّت غَـبـاغِـبُه
ثَــقــيــلٌ عَــلى جَــنــبِ الثَـريـدِ مُـراقِـبٌ
لِشَــخــصِ الخِــوانِ يَــبــتَــدي فَــيُـواثِـبُه
إِذا ما اِحتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل
أَضــاءَ شِهــابُ المُــلكِ أَم كَــلَّ ثــاقِــبُه
إِذا بَــكَــرَ الفَــرّاشُ يَــنــثــو حَــديــثَهُ
تَـــضـــاءَلَ مُـــطـــريــهِ وَأَطــنَــبَ عــائِبُه
تَــخَــطّــى إِلى الأَمــرِ الَّذي لَيـسَ أَهـلَهُ
فَــطَــوراً يُــنــازيــهِ وَطَــوراً يُــشـاغِـبُه
فَـــكَـــيـــفَ رَأَيـــتَ الحَـــقَّ قَـــرَّ قَــرارُهُ
وَكَـــيـــفَ رَأَيــتَ الظُــلمَ آلَت عَــواقِــبُه
وَلَم يَــكُــنِ المُــغــتَــرُّ بِـاللَهِ إِذ سَـرى
لِيُــعــجِــزَ وَالمُــعــتَــزُّ بِــاللَهِ طــالِبُه
رَمــى بِــالقَــضــيــبِ عَــنـوَةً وَهـوَ صـاغِـرٌ
وَعُـــرِّيَ مِـــن بُــردِ النَــبِــيِّ مَــنــاكِــبُه
وَقَــد سَــرَّنــي أَن قــيــلَ وُجِّهــَ مُــسـرِعـاً
إِلى الشَــرقِ تُــحــدى سُــفــنُهُ وَرَكــائِبُه
إِلى كَــســكَــرٍ خَــلفَ الدَجــاجِ وَلَم تَـكُـن
لِتَــنــشَــبَ إِلّا فــي الدَجــاجِ مَــخــالِبُه
لَهُ شَــــبَهٌ مِــــن تــــاجَـــوَيـــهِ مُـــبَـــيِّنٌ
يُـــــنـــــازِعُهُ أَخـــــلاقَهُ وَيُـــــجــــاذِبُه
وَمــا لِحــيَــةُ القَــصّــارِ حــيـنَ تَـنَـفَّشـَت
بِــجــالِبَــةٍ خَــيــراً عَــلى مَـن يُـنـاسِـبُه
يَــجـوزُ اِبـنُ خَـلّادٍ عَـلى الشِـعـرِ عِـنـدَهُ
وَيُــضــحــي شُــجــاعٌ وَهـوَ لِلجَهـلِ كـاتِـبُه
فَـأَقـسَـمـتُ بِـالبَـيـتِ الحَـرامِ وَمَـن حَـوَت
أَبــــاطِـــحُهُ مِـــن مُـــحـــرِمٍ وَأَخـــاشِـــبُه
لَقَـــد حَـــمَــلَ المُــعــتَــزُّ أُمَّةــَ أَحــمَــدٍ
عَــلى سَــنَــنٍ يَــســري إِلى الحَـقِّ لاحِـبُه
تَــدارَكَ ديــنَ اللَهِ مِـن بَـعـدِ مـا عَـفَـت
مَـــعـــالِمُهُ فــيــنــا وَغــارَت كَــواكِــبُه
وَضَــمَّ شَــعــاعَ المُــلكِ حَــتّــى تَــجَــمَّعــَت
مَــــشــــارِقُهُ مَــــوفــــورَةً وَمَــــغــــارِبُه
إِمـــامُ هُـــداً يُـــرجـــى وَيُــرهَــبُ عَــدلُهُ
وَيَـــصـــدُقُ راجــيــهِ الظُــنــونَ وَراهِــبُه
مُـــدَبِّرُ دُنـــيـــا أَمـــسَــكَــت يَــقَــظــاتُهُ
بِــآفــاقِهــا القُــصـوى وَمـا طَـرَّ شـارِبُه
فَـــكَـــيــفَ وَقَــد ثــابَــت إِلَيــهِ أَنــاتُهُ
وَراضَــت صِــعــابَ الحــادِثــاتِ تَــجــارِبُه
وَأَبــيَــضُ مِــن آلِ النَــبِـيِّ إِذا اِحـتَـبـى
لِســاعَــةِ عَــفــوٍ فَــالنُــفــوسُ مَــواهِــبُه
تَــغَــمَّدَ بِــالصَــفــحِ الذُنــوبَ وَأَســجَـحَـت
سَـــجـــايـــاهُ فـــي أَعـــدائِهِ وَضَـــرائِبُه
نَـضـا السَـيـفَ حَتّى اِنقادَ مَن كانَ آبِياً
فَــلَمّـا اِسـتَـقَـرَّ الحَـقُّ شـيـمَـت مَـضـارِبُه
وَمــازالَ مَــصــبــوبـاً عَـلى مَـن يُـطـيـعُهُ
بِــفَــضــلٍ وَمَــنـصـوراً عَـلى مَـن يُـحـارِبُه
إِذا حُــصِّلــَت عُــليــا قُــرَيــشٍ تَــنـاصَـرَت
مَـــآثِـــرُهُ فـــي فَـــخــرِهِــم وَمَــنــاقِــبُه
لَهُ مَــنــصِــبٌ فــيــهِــم مَــكــيــنٌ مَـكـانُهُ
وَحَـــقٌّ عَـــلَيــهِــم لَيــسَ يُــدفَــعُ واجِــبُه
بِـكَ اِشـتَـدَّ عُـظـمُ المُـلكِ فـيـهِم فَأَصبَحَت
تَـــقِـــرُّ رَواســـيـــهِ وَتَــعــلو مَــراتِــبُه
وَقَــد عَــلِمــوا أَنَّ الخِــلافَــةَ لَم تَـكُـن
لِتَــصــحَــبَ إِلّا مَــذهَــبــاً أَنــتَ ذاهِــبُه