قصيدة يمينك أورى إن قدحت من الزند للشاعر الأعمى التطيلي

البيت العربي

يمينُكَ أوْرَى إنْ قدحتَ من الزّنْدِ


عدد ابيات القصيدة:53


يمينُكَ أوْرَى إنْ قدحتَ من الزّنْدِ
يــمــيــنُــكَ أوْرَى إنْ قـدحـتَ مـن الزّنْـدِ
ووجْهُــكَ أجْــدَى إنْ قَــدِمْــتَ مــن السَّعــْدِ
وعــزْمُــكَ أمْـضَـى حـيـن يَـشْـتَـجِـرُ القَـنَـا
مـن الأسـمـرِ الخـطّـيِّ والأبـيضِ الهندي
وذكـــرُكَ أحْـــلَى أو ألذُّ مـــنَ المُـــنَــى
وإن قــيــلَ أحــلى أو ألذُّ مــن الشَّهــد
وقــربُــكَ أَوْفَــى بــالمــكــارمِ والعُــلاَ
مـن الحـر بـالمـأثـور أو كـرم العـهـد
نَهَـجْـتَ سـبـيـلَ المـجـدِ مـن بعدِ ما عَفَتْ
ومــحــت كــمــا مــحــت وشــائع مـن بـرد
فــلا يَــتَــعَـامَـوْا أو فـلا يَـتَـوَاكَـلُوا
فـقـد عَـرَفُـوا كـيـفَ الطريقُ إلى المجد
ودونــهــمُ فــليــقــتــدُوا بــابــن حُــرّةٍ
أشـاعَ الفَـعـالَ الحـرّ في الزّمن العبد
له آثــــرٌ فــــي كــــلِّ شَــــرْقٍ وَمَـــغْـــرِبٍ
بـه تَهْـتَـدِي الزُّهْـرُ الكـواكـبُ أو تَهْدي
بــأروعَ مِــنْ سَــعْــدِ العــشـيـرةِ كـاسْـمِهِ
وَنِــسْــبَــتِهِ مــا أشــبَهَ الأبــنَ بـالجـدِّ
نــــمــــاهُ أبــــيٌّ لا اعــــدِّدُ غــــيــــرَهُ
وفــي شَــرَفِ الوُسْـطَـى يُـرَى شَـرَفُ العِـقْـدِ
أإنْ صُـلْتَ حـتـى هـابَكَ السيفُ في الغمدِ
وَجُـدْتَ فـلم تـتـركْ مـتـاعـاً لمـن يُـجْـدِي
مُــدِحْـتَ فَـطَـوْراً قـيـل كـالمـطـرِ الحـيـا
نــوالاً وطــوراً قــيــلَ كـالأسَـدِ الوَرْدِ
كـأنْ لَم يَـروْا تـلك المـواهـبَ كـالمُنى
ولا شَهِــدُوا تــلك الخــلائقَ كــالشَّهــد
ولا آنــســوا نــارَيْــكَ للحـربِ والفِـرَى
يــمــيــنَــكَ فـي كـأسٍ ويـسـراك فـي زنـد
ولا انـتـجـعُـوا ذاك الجـنـابَ فـخـيَّموا
إلى الكَـنَـفِ المـحـلولِ والعيشةِ الرغد
تــراهُــمْ عــلى ضَــيْــقِ المــجـال وَرُحْـبِهِ
يُهِــلَّون مِــنْ مَــثْــنَــى إليــه ومـنْ فـرد
إلى مــاجــدٍ لا يُــقْــبِـلُ المـالَ نَـظْـرَةً
إذا لم يــكــنْ فــيـه نـصـيـبٌ لمـسـتـجـد
حــــســــامٌ ولكــــنْ ربَّمـــا ذُكِـــرَ النَّدى
له فــثــنــى عِـطْـفَـيْ قـضـيـبٍ مـنَ الرّنْـد
وَبَــحْــرٌ ولكــنْ مــا الحــيــاةُ هَــنِــيّــةً
بـــأطـــيـــبَ مـــنـــه للعـــيــونِ وَلِلْورِد
وطــودٌ نَــمَــى زُهْــرَ الكــواكــبِ مـن عـلٍ
وزادَ عــليــهــا بـانـتـمـاءٍ إلى الأزْدِ
ومــاءُ ســمــاءٍ كــلَّمــا انــهــمــلتْ بــه
جرى في القضيبِ اللدنِ والصَّخرَةِ الصلد
بــأكــثــرَ مـمـا يـدّعـي البـأسُ والنّـدى
واكــثـرَ مـن جَهْـدِ لاقـصـيـدِ ومـن جَهـدي
مـــكـــارمُ قـــحـــطـــانـــيَّةــٌ مَــذْحِــجِــيَّةٌ
تـعـودُ عـلى مـا أفـسـدَ الدهرُ أو تُعْدي
بــهــا قَــطَــعَ الركــبــانُ كــلّ تَــنُـوفَـةٍ
إذا هَـبَـطُـوا غـوراً تـسـامَـوْا إلى نـجد
سـبـقـتَ العـلا منذ اكتهلتَ إلى العلا
لعـمـرُك مـا أَبْـعَـدْتَ لو كـنتَ في المهد
ألا فــي ســبــيــلِ اللهِ ليــلٌ ســهــرتَهُ
تُساري النجومَ الزُّهْرَ في الظُّلَمِ الرُّبْد
إذا اعـتـكـرتْ تـلك الغـيـاهـبُ جُـبْـتَهـا
إلى نِـــيَّةـــ جَـــوْرٍ وأُمْـــنِـــيّـــةٍ قــصْــد
إلى صــورةٍ مــن عــهــدِ مــأربَ خــاصـمـتْ
ســـيـــوفُـــكُـــمُ عــنــهــا بــأَلْسِــنــةٍ لُدِّ
وقــد طَــلَّحَــتْ زُهْـرُ النـجـومِ مـنَ السُّرَى
وَرَابَــكَ فــي أجــفــانــهــا أَثـرُ السُّهـد
بِــطَــاءٌ عــلى آثــارِ خَــيْــلِكَ تَــشْــتَـكـي
بِــجَهْــدِ سُـرَاهـا مـا طَـوَيْـنَ مـن البُـعْـدِ
سـلِ الرومَ فـي أُقـليـشَ يَـوْمَ تَـجَـايَـشُوا
ألَمْ يـــعـــلمــوا أن الفــرائسَ للأُسْــدِ
تــبــارَوْا إلى تــلك الحُــتُـوفِ فَـسَـلْهُـمُ
أمــا كــانَ عـنـهـا مـنْ مـحـيـصٍ ولا بُـدِّ
ألم يــكُ فــي الإســلامِ مــن مُــتَــعَــرِّضٍ
بــكــفٍّ ولا فـي السَّلـْمٍ مـن عَـرَضٍ يَـفْـدي
ولا فـــي جـــنـــودِ ا حـــيــن أتــتــكــمُ
لهــا مـن قـديـرٍ يَـدْفَـعُ الهَـزْلَ بـالجِـدِّ
غـــداةَ رمـــاكـــمْ كـــلُّ طــودٍ بــمــثــلهِ
مــن القَــصَــبِ المــنـأدِّ والحَـلَقِ السَّرْد
اعــزّ مــن الهُــضْــبِ التــي قَـذَفَـتْ بـهـا
فــمــا بــالكـمْ كـنـتـمْ اذلّ مـن الوَهْـد
ألم تــــزعـــمـــوا أنّ الصـــليـــبَ وأنَّهُ
كـأنـكـمُ لم تَـسْـمَـعُـوا بـالقَـنَـا الملد
رُويــدكــمُ حــتَّى تَــوَوْا كــيــف تَــرْتـمِـي
بــأنــفــســكــمْ بــيــن الإجــازة والردّ
وحــتــى تــدوسَ الخــيــلُ أوْجُهَ فــتــيــةٍ
كــرامٍ عــليــهــا غــيـرِ شُـؤْمٍ ولا نُـكْـدِ
وَتَــخْــرُجَ مــن ليــلِ الغُــبَـار ولو تـرى
شــوازبَ تَــرْدي تــحــت صــمــانــةُ تــردي
بــكــلِّ فــتــىً جــلدٍ يــخــوضُ غــمــارَهَــا
عــلى كــلِّ نــهَّاــضٍ بــأعــبــائهــا جَــلْدِ
هــنــاك عــرفــتــمْ أيــن أحــمـدُ مـنـكـمُ
وكــان حــريّــاً بــالبِــدَارِ إلى الحـمـد
فَــتَــاهــا عـلى مـرِّ السـنـيـنَ وكـهـلُهَـا
إذا هــيَ جَــدّتْ بــالمــشــايــخِ والمــرد
وحــامــي حــمـاهـا يـومَ تـرمـي وتـتـقـي
واسْــوَتُهــا فــيـمـا تـعـيـدُ ومـا تُـبْـدِي
وَمَــنْ عُــرِفَــتْ ســيـمـا الوزارةِ بـاسْـمِه
كـمـا عُـرِفَـتْ تـيـمـاءث بـالأَبْلَقِ الفَرْد
بــــأيِّ لســــانٍ أو بــــأيــــةِ فــــكــــرةٍ
احَـــبَـــرُ شـــكـــري أو اعــبَــرُ عــن وُدِّي
هـــززتَ أُبـــيّـــاً جـــيــن أرضــاك عَــزْمُهُ
حـسـامـاً صـقـيـلَ المـتـنِ مُـعْـتـدلَ الحـدّ
وَصِـــفْـــتَ إلى مــســاءِ الربــيــعِ وَظِــلِّهِ
فــحــسـبُـكَ مَـن صَـفْـوٍ ونـاهـيـكَ مـن بَـردِ
هــمــا ورثــا عــبــدَ المــليــك سَـمَـاحَهُ
وَنــجْــدَتَهُ وهــذا يُــعــيــدُ وذا يُــبــدي
فـــإن أَنـــشـــكَّرْ للربـــيــعِ صــنــيــعــةً
فـمـا زلتُ مـن نـعـمـاهُ فـي زَمـنِ الورد
وإن اتــــحـــدثْ عـــن أُبـــيٍّ بـــفـــضْـــلِهِ
فـعـنـديَ مـنْ تـلك الأحـاديـث مـا عندي
إليــك القــوافــي كــالنــجـومِ زواهـراً
بــمـا لك فـيـهـا مـن جـهـادٍ ومـن جـهـد
فــمــا يــتــعــاطــى تــلك بَـعْـدَكَ مـاجـدٌ
ومــا يــتــعــاطَــى هــذه شــاعــرٌ بـعـدي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:


ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.
تصنيفات قصيدة يمينُكَ أوْرَى إنْ قدحتَ من الزّنْدِ