البيت العربي
يوسف يا سبط الندى والعلى
عدد ابيات القصيدة:23
يـوسـف يـا سـبط الندى والعلى
يا أمل البيت الخصيب الرحاب
يـا فـرع أصـليـن قـد اسـتكملا
مـن مـجـد مـيراث ومجد اكتساب
يــا نــجــل حــر صـادقٍ لم يـزل
أصـفـى الصفيين وأوفى الصحاب
إلى أبــيــك الوجـه فـي قـومـه
أهـديـت بالتكريم هذا الكتاب
وهــو كــتــاب ليــس لي إنــمــا
وجـدتـه كـنـزاً ثـمـيـنـاً يـصـاب
ســـيـــف بــه فــي خــيــر واعــظ
قـوم سـاق العـرض يـوم الحساب
نــقــلتــه عــن أصــله جــاهــداً
فـي جـعله كالأصل من غير عاب
فــجــاء وفــقــاً لمــرامـي ومـا
لي فـيـه فضل غير كشف النقاب
لم تــمــضــي عــجـمـتـه مـعـربـا
لمــا بــه مــن سـانـحـات عـراب
غــر مــعــان لم نــدع بــعـدهـا
فـي الفـن من معنى لشيء عجاب
عــلجــهــا الدهـر لا فـنـائهـا
فـثـبـتـت شـهـبـاً ومـر السـحـاب
وســوف تــلغـي آخـر الدهـر فـي
آخــر بــادٍ مــؤذن بــالغــيــاب
كـالشـمـس يـبـقـى رسمها بعدها
حـيـناً وقد بانت وراء الحجاب
يـا أيـهـا الطـفل الذي طالما
فــرحــنــا فـي جـيـئة أو ذهـاب
وطـــالمـــا حــيــر البــابــنــا
بــبـدرات الذهـن وقـت الأعـاب
عـش مـا يـشـاء اللَه فـي غـبطةٍ
وفــي صــفــاء ورده مــســتـطـاب
وليـجـيـء اليـوم المروم الذي
تــدرك فـيـه سـر هـذا الخـطـاب
وتــبــصـر النـور الخـفـي الذي
مـزق عـنـد الغـيم ذاك العقاب
وتــقــرأ الآيــات مــن نــظـمـه
عـبـراً فـتـستكشف منها اللباب
فــتــعــرف الفــضــل الذي بـثـه
أبــوك فــي أمــتــه عــن صــواب
يـــومـــئذ والكــون مــلك لكــم
ثــم وقــد أصــلحــه الانـقـلاب
وجــيــلنــا الدائل أفـضـى إلى
مـسـتـقـبـل أرضـاً وثـاوي تـراب
تــصـبـح يـا قـرة عـيـن المـنـى
نـابـغـة العـصـر وزيـن الشباب
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: خليل مطران
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.