البيت العربي

يوم كنت سيّدهم
عدد ابيات القصيدة:60

يوم كنت سيّدهم
لكنّك اليوم تموت آخر مرّة
لفرط ما مُتَّ
لا أحد عزّاني فيك
ولا من دلّني أين أواريك
كي لا أنفضح بجثماني
كنت سيّدهم لأنّني يوم أحببتُك
ضخّمت عيوبهم وصغّرت مساوئك
غفرتُ خطاياك
وترصّدت أخطاءهم
حجّمت كل رجل
لتكون سيّداً على الرّجال
لكنّك رُحت تحجّمني
أدري سبق أن متّ أكثر من مرّة
لتكون سيّداً عليّ
لتطابق دمك
وتغيّر أنت أقفال قلبِك
لتطبق الأقدار عليّ
كُنتَ تسمّي ذلك حبّاً
و كنت أصدقك
يوم كنت سيّدهم
لم يحدث أن لفظتُ اسمك في جلسة
كنتُ في حضرتهم أتنفّس أحرفك خلسة
البارحة لأوّل مرّة
لفظتُ اسمك بين أسماءٍ أخرى
ما ذكرتُ سوى محاسنك
كما نذكر خصال الراحلين
كنت أغير فصيلة دمي
من لا مبالاتي أمام موتك
عندما ما استطعت إنقاذك
أصبحت أحدهم
كانوا يتساءلون: من سلب عقلي؟
وأوقع في شركه أشعاري؟
ويوم غدوت أحدهم
أصبحت تتساءل
من أطاح عرشك؟
لمن تتبرّج دفاتري؟
ولمن أهدي انتظاري؟
يوم كنت حبيبي
كنت أتستر على حروف اسمك
أموّه الطريق إلى أبجديّتك
فقد كنت كلمة سرّ حاسوبي
وشفرة صندوق مصاغي
يوم كنت سيّدهم
ما كان لك اسم بين النّاس إلاّ سيّدي
وما كان للآخرين تسمية إلاّ هم
فكيف رُحت
تصغر حتى صرت أحدهم؟
غدوت أحدهم
لا غد لك في مفكرتي
ولا ماضي أستعيده بحسرة
عارٍ رأسك من تيجان غاري
مذ قلبي الذي توّجك على الرّجال ملكاً
ما عاد يغار عليك
أصبحت أحدهم
يوم مات فضولي لمعرفة أخبارك
وانطفأ خوفي عليك
بعدما كنت أخاف على كلّ ما فيك
البارحة أصبح لك اسمٌ
لفظتُه كما يلفظ البحر جثّة.
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحلام مستغانمي
كاتبة وروائية جزائرية، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية.
عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945.
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية
ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات)
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN.
عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي،
حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد 1993وتم تمثيلها
في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج السوري نجدة أنزور
وفوضى الحواس 1997 وهي الرواية الثانية في ثلاثيتها (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير) تتحدث عن خالد الرسام جزائري وعلاقته
بابنه رفيقه المناضل سي الشريف
وعابر سبيل 2003
نسيان 2013
قلوبهم معنا وقنابلهم علينا أصدرته أحلام تزامنا مع نسيان
الأسود يليق بك 2012
ديوان عليك اللهفة 2014 بمشاركة مع الملحن مروان خوري
كتاب شهيقا كفراق2018
ديوان عليك اللهفة صدر عام 2015 عن نوفل دمغة الناشر هاشيت أنطوان