البيت العربي
ما معنى أسف في معجم اللغة العربية العباب الزاخر
الأسف: شدَّة الحزن، يقال: أسف- بالكسر- يأسف أسفًا، قال الله تعالى: {غَضْبَانَ أسِفًا} أي شديد الغضب، ويقال: أسف عليه: أي غضب. وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن موت الفجاءة فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر. أي أخذة سخطٍ أو ساخط، وذلك لنَّ الغضبان لا يخلو من حزنٍ ولهفٍ، فقيل له: أسف وأسيف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى "من"؛ كخاتم فضَّة، ألا ترى أنَّ اسم السَّخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم، وتكون بمعنى اللام نحو: قول صدق ووعد حقٍ، ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النخعي: إن كانوا ليرهبون أخذة كأخذة الأسف. "إن" هذه هي المخففة من الثقيلة؛ واللام للفرق بينها وبين "أنِ" النافية، والمعنى: انه كانوا يكرهون، أي أنَّ الشأن والحديث هذا. وقال الأعشي؛أرى رَجُلًا منكم أسِيْفًا كأنَّما *** يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبا؛أي: غضبان، ويروي: "كَشْحَيِه بالكَفِّ مثْقَبا".؛وقال ابن السكيت: الأسيف: العبد، والجمع: الأْسفاء، قال الليث: لأنه مقهور محزون، وأنشد؛كَثُُرَ الآناسُ فيما بَيْنَهُمْ *** من أسِيْفٍ يَبْتَغي الخَيْرَ وحُرْ؛والأسيْفَةُ: الأمة.؛وقال المبرد: يكون الجير ويكون الأسير.؛وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلَّم-أنَّه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء، ويروى: الأسفاء والوصفاء، السيف: الشيخ الفاني. وفي حديث آخر: «لا تقتلوا عسيفًا ولا أسيفًا».؛والأسيف -أيضًا- والأسُوْفُ: السريع الحزن الرقيق القلب، ومنه حديث عائشة -رضي الله عنها-: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه: مروا أبا بكر يصل بالناس، قالت: فقلت إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام لم يسمع من البكاء؛ فمر عمر فليصل بالناس، قالت: قلت لحفصة؟ رضي الله عنها-: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة؟ رضي الله عنها-؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس، فقالت حفصة لعائشة -رضي الله عنهما-: ما كنت لأصيب منك خيرًا.؛والأسيف -أيضًا-: الذي لا يكاد يسمن.؛وأرض أسيفة: أي رقيقة لا تكاد تنبت شيئًا، وزاد ابن عباد: أسافة بالضم.؛وأسافة -بالفتح-: قبيلة، قال جندل بن المثنى الطهوي؛تَحُفُّها أسَافَةٌٌ وجَمْعَر *** وخُلَّةٌٌ قِرْداُنُها تَنَشَّر؛جمعر -أيضًا-: قبيلة وقيل: أسافة: مصدر أسفت الأرض إذا قل نبتها؛ والجمعر: الحجارة المجموعة.؛وأسف: من قرى النهروان.؛وأسفي: بلد على ساحل البحر المحيط بأقصى المغرب بالعدوة.؛وأسفونا: قرية قرب معرة النعمان.؛وإساف ونائلة: صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم: إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل، ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين، ثم عبدتهما قريش، وآسفة: أي أغضبه، قال الله تعالى: {فَلَمْا آسَفُوْنا انْتَقَمْنا منهم} أي أغضبونا.؛وقال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف؛ ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضًا، وقرأ طلحة بن مصرف: {لقد كانَ في يُؤْسِفَ} بالهمز وكسر السين.؛وتأسف: أي تلهف، وقال أحمد بن جواس: كان ابن المبارك يتأسَّف على سفيان الثوري ويقول: لِمَ لم أطرح نفسي بين يدي سفيان؛ ما كنت أصنع بفلانٍ وفلانٍ.؛والتركيب يدل على الفوت والتلهف وما أشبههما.
(الْأَسَفُ) أَشَدُّ الْحُزْنِ وَقَدْ (أَسِفَ) عَلَى مَا فَاتَهُ وَ (تَأَسَّفَ) أَيْ تَلَهَّفَ، وَ (أَسِفَ) عَلَيْهِ أَيْ غَضِبَ وَبَابُهُمَا طَرِبَ، وَ (آسَفَهُ) أَغْضَبَهُ. وَ (يُوسُفُ) فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ ضَمُّ السِّينِ وَفَتْحُهَا وَكَسْرُهَا، وَحُكِيَ فِيهِ الْهَمْزُ أَيْضًا." [ص] .