البيت العربي
ما معنى نذر في معجم اللغة العربية مختار الصحاح
(الْإِنْذَارُ) الْإِبْلَاغُ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ، وَالِاسْمُ (النُّذُرُ) بِضَمَّتَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16] أَيْ إِنْذَارِي. وَ (النَّذِيرُ الْمُنْذِرُ) وَ (الْإِنْذَارُ) أَيْضًا. وَ (النَّذْرُ) وَاحِدُ (الْنُذُورِ) وَقَدْ (نَذَرَ) لِلَّهِ كَذَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَيُقَالُ: (نَذَرَ) عَلَى نَفْسِهِ (نَذْرًا) وَ (نَذَرَ) مَالَهُ (نَذْرًا) وَتَنَاذَرَ الْقَوْمُ كَذَا خَوَّفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (نَذِرَ) الْقَوْمُ بِالْعَدُوِّ عَلِمُوا، وَبَابُهُ طَرِبَ."
نذر؛نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ ، وَهُوَ مَا يَنْذُرُهُ الْإِنْسَانُ فَيَجْعَلُهُ عَلَى نَفْسِهِ نَحْبًا وَاجِبًا ، وَجَمْعُهُ نُذُورٌ ، وَالشَّافِعِيُّ سَمَّى فِي كِتَابِ جِرَاحِ الْعَمْدِ مَا يَجِبُ فِي الْجِرَاحَاتِ مِنَ الدِّيَاتِ نَذْرًا ، قَالَ: وَلُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ كَذَلِكَ ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يُسَمُّونَهُ الْأَرْشَ. وَقَالَ أَبُو نَهْشَلَ: النَّذْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْجِرَاحِ صِغَارِهَا وَكِبَارِهَا وَهِيَ مَعَاقِلُ تِلْكَ الْجِرَاحِ. يُقَالُ: لِي قِبَلُ فُلَانٍ نَذْرٌ إِذَا كَانَ جُرْحًا و َاحِدًا لَهُ عَقْلٌ ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ نَذْرٌ لِأَنَّهُ نُذِرَ فِيهِ أَيْ أَوْجَبَ ، مِنْ قَوْلِكَ نَذَرْتُ عَلَى نَفْسِي أَيْ أَوْجَبْتُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَضَيَا فِي الْمِلْطَاةِ بِنِصْفِ نَذْرِ الْمُوضِحَةِ أَيْ بِنِصْفِ مَا يَجِبُ فِيهَا مِنَ الْأَرْشِ وَالْقِيمَةِ ، وَقَدْ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ لِلَّهِ كَذَا يَنْذِرُ وَيَنْذُرُ نَذْرًا وَنُذُورًا. وَالنَّذِيرَةُ: مَا يُعْطِيهِ. وَالنَّذِيرَةُ: الِابْنُ يَجْعَلُهُ أَبَوَاهُ قَيِّمًا أَوْ خَادِمًا لِلْكَنِيسَةِ أَوْ لِلْمُتَعَبَّدِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، وَجَمْعُهُ النّ َذَائِرُ ، قَدْ نَذَرَهُ. فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا, قَالَتْهُ امْرَأَةُ عِمْرَانَ أُمُّ مَرْيَمَ. قَالَ الْأَخْفَشُ: تَقُولُ الْعَرَبُ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ نَذْرًا وَنَذَرْتُ مَالِي فَأَنَا أَنْذِرُهُ نَذْرًا, رَوَاهُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْعَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّذْرِ مُكَرَّرًا ، تَقُولُ: نَذَرْتُ أَنْذِرُ وَأَنْذُرُ نَذْرًا إِذَا أَوْجَبْتَ عَلَى نَفْسِكَ شَيْئًا تَبَرُّعًا مِنْ عِبَادَةٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي أَحَادِيثِهِ ذِكْرُ النَّهْيِ عَنْهُ وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِأَمْرِهِ وَتَحْذِيرٌ عَنِ التَّهَاوُنِ بِهِ بَعْدَ إِيجَابِهِ ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ الزَّجْرَ عَنْهُ حَتَّى لَا يُفْعَلَ لَكَانَ فِي ذَلِكَ إِبْطَالُ حُكْمِهِ وَإِسْقَاطُ لُزُومِ الْوَفَاءِ بِهِ, إِذْ كَانَ بِالنَّهْيِ يَصِيرُ مَعْصِ يَةً فَلَا يَلْزَمُ ، وَإِنَّمَا وَجْهُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَدْ أَعْلَمَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ لَا يَجُرُّ لَهُمْ فِي الْعَاجِلِ نَفْعًا وَلَا يَصْرِفُ عَنْهُم ْ ضَرًّا وَلَا يَرُدُّ قَضَاءً ، فَقَالَ: لَا تَنْذِرُوا عَلَى أَنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِالنَّذْرِ شَيْئًا لَمْ يُقَدِّرْهُ اللَّهُ لَكُمْ أَوْ تَصْرِفُونَ بِهِ عَ نْكُمْ مَا جَرَى بِهِ الْقَضَاءُ عَلَيْكُمْ ، فَإِذَا نَذَرْتُمْ وَلَمْ تَعْتَقِدُوا هَذَا فَاخْرُجُوا عَنْهُ بِالْوَفَاءِ فَإِنَّ الَّذِي نَذَرْتُمُوهُ لَازِم ٌ لَكُمْ. وَنَذِرَ بِالشَّيْءِ وَبِالْعَدُوِّ ، بِكَسْرِ الذَّالِ ، نَذْرًا: عَلِمَهُ فَحَذِرَهُ. وَأَنْذَرَهُ بِالْأَمْرِ إِنْذَارًا وَنُذْرًا, عَنْ كُرَاعٍ ، وَاللِّحْيَانِيِّ: أَعْلَمَهُ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ النُّذْرَ الِاسْمُ وَالْإِنْذَارَ الْمَصْدَرُ. وَأَنْذَرَهُ أَيْضًا: خَوَّفَهُ وَحَذَّرَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ ، وَكَذَلِكَ حَكَى الزَّجِّاجِيُّ: أَنْذَرْتُهُ إِنْذَارًا وَنَذِيرًا ، وَالْجَيِّدُ أَنَّ الْإِنْذَارَ الْمَصْدَرُ ، وَالنَّذِيرَ الِاسْمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَيْفَ كَانَ نَذِيرِ, مَعْنَاهُ فَكَيْفَ كَانَ إِنْذَارِي. وَالنَّذِيرُ: اسْمُ الْإِنْذَارِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: النُّذُرُ جَمْعُ نَذِيرٍ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ، قُرِئَتْ: عُذُرًا أَوْ نُذُرًا ، قَالَ: مَعْنَاهُمَا الْمَصْدَرُ وَانْتِصَابُهُمَا عَلَى الْمَفْعُولِ لَهُ ، الْمَعْنَى فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا لِلْإِعْذَار ِ أَوِ الْإِنْذَارِ. وَيُقَالُ: أَنْذَرْتُهُ إِنْذَارًا. وَالنُّذُرُ: جَمْعُ النَّذِيرِ ، وَهُوَ الِاسْمُ مِنَ الْإِنْذَارِ. وَالنَّذِيرَةُ: الْإِنْذَارُ. وَا لنَّذِيرُ: الْإِنْذَارُ. وَالنَّذِيرُ: الْمُنْذِرُ ، وَالْجَمْعُ نُذُرٌ ، وَكَذَلِكَ النَّذِيرَةُ ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤْيَةَ؛وَإِذَا تُحُومِيَ جَانِبٌ يَرْعَوْنَهُ وَإِذَا تَجِيءُ نَذِيرَةٌ لَمْ يَهْرُبُوا وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: النَّذِيرُ صَوْتُ الْقَوْسِ لِأَنَّهُ يُنْذِرُ الرَّمِيَّةَ ، وَأَنْشَدَ لِأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ؛؛وَصَفْرَاءُ مِنْ نَبْعٍ كَأَنَّ نَذِيرَهَا إِذَا لَمْ تُخَفِّضْهُ عَنِ الْوَحْشِ ، أَفْكَلُ؛وَتَنَاذَرَ الْقَوْمُ: أَنْذَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَالِاسْمُ النُّذْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: تَنَاذَرَ الْقَوْمُ كَذَا أَيْ خَوَّفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَصِفُ حَيَّةً ، وَقِيلَ يَصِفُ أَنَّ النُّعْمَانَ تَوَعَّدَهُ فَبَاتَ كَأَنَّهُ لَدِيغٌ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ؛فَبِتُّ كَأَنِّي سَاوَرَتْنِي ضَئِيلَةٌ مِنَ الرُّقْشِ ، فِي أَنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ؛تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سَمِّهَا تُطَلِّقُهُ طَوْرًا ، وَطَوْرًا تُرَاجِعُ؛نَذِيرَةُ الْجَيْشِ: طَلِيعَتُهُمُ الَّذِي يُنْذِرُهُمْ أَمْرُ عَدُوِّهِمْ أَيْ يُعْلِمُهُمْ ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ؛كَمْ دُونَ لَيْلَى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ فَيُقَالُ: إِنَّهُ جَمْعُ نَذْرٍ مِثْلَ رَهْنٍ وَرُهُنٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ جَمْعُ نَذِيرٍ بِمَعْنَى مَنْذُورٍ مِثْلَ قَتِيلٍ وَجَدِيدٍ. وَالْإِنْذَارُ: الْإِب ْلَاغُ ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ ، وَالِاسْمُ النُّذُرُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ, أَيْ إِنْذَارِي. وَالنَّذِيرُ: الْمُحَذِّرُ ، فَعَيْلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ ، وَالْجَمْعُ نُذُرٌ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الرَّسُولُ ، وَقَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّذِيرُ هَاهُنَا الشَّيْبُ ، قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ وَأَوْضَحُ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالنَّذِيرُ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمُنْذِرِ وَكَانَ الْأَصْلَ وَفِعْلُهُ الثُّلَاثِيُّ أُمِيتَ ، وَمِثْلُهُ السَّمِيعُ بِمَعْنَى الْمُسْمِعِ وَالْبَدِيعُ بِمَع ْنَى الْمُبْدِعِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّفَا فَصَعَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَى: يَا صَبَاحَاهُ ! فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَرَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا بَنِي فُلَانٍ ، لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا سَتَفْتَحُ هَذَا الْجَبَلَ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ, صَدَّقْتُمُونِي ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " ف َإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْقَوْمِ ! أَمَا آذَنْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، وَيُقَالُ: أَنْذَرْتُ الْقَوْمَ سَيْرَ الْعَدُوِّ إِلَيْهِمْ فَنَذِرُوا أَيْ أَعْلَمْتُهُمْ ذَلِكَ فَعَلِمُوا وَتَحَرَّزُوا. وَالتَّنَاذُرُ: أَنْ يُنْذِرَ ا لْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا شَرًّا مَخُوفًا ، قَالَ النَّابِغَةُ؛تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ شَرِّ سَمِّهَا يَعْنِي حَيَّةً إِذَا لَدَغَتْ قَتَلَتْ. وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ أَيْ مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّهُ يُعَاقِبُكَ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِن ْكَ فِيمَا يَسْتَقْبِلُهُ ثُمَّ أَتَيْتَ الْمَكْرُوهَ فَعَاقَبَكَ فَقَدْ جَعَلَ لِنَفْسِهِ عُذْرًا يَكُفُّ بِهِ لَائِمَةَ النَّاسِ عَنْهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عُذْرَاكَ لَا نُذْرَاكَ أَيْ أَعْذِرْ وَلَا تُنْذِرْ. وَالنَّذِيرُ الْعُرْيَانُ: رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ حَمَلَ عَلَيْهِ يَوْمَ ذِي الْخَلَصَةِ عَوْفُ بْنُ عَامِرٍ فَقَطَعَ يَدَهُ وَيَدَ امْرَأَتِهِ ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَمَالِيهِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيِّ فِي أَمَالِيهِ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا حَاتِمٍ عَنْ قَوْلِهِمْ أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيُّ ، وَكَانَ نَاكِحًا فِي بَنِي زُبَيْدٍ ، فَأَرَادَتْ بَنُو زُبَيْدٍ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى خَثْعَمَ فَخَافُوا أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ فَأَلْقَوْا عَلَيْهِ بَرَاذِغَ وَأَهْدَامًا وَاحْتَفَظُوا بِهِ فَصَادَفَ غِرَّةً فَحَاضَرَهُمْ و َكَانَ لَا يُجَارَى شَدًّا ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ؛أَنَا الْمُنْذِرُ الْعُرْيَانُ يَنْبِذُ ثَوْبَهُ إِذَا الصَّدْقُ لَا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوْبَ؛كَاذِبُ الْأَزْهَرِيُّ: مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ فِي الْإِنْذَارِ: أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّمَا قَالُوا أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ لِأَنَّ الرَّجُلَ إِذَا رَأَى الْغَارَةَ قَدْ فَجِئَتْهُمْ وَأَرَادَ إِنْذَارَ قَوْمِهِ تَجَرَّدَ مِنْ ثِيَابِهِ وَأَشَارَ بِهَا لِيُعْلِمَ أَنْ قَدْ فَجِئَتْهُمُ الْغَارَةُ ، ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ تَخَافُ مُفَاجَأَتَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ خُفَافٍ يَصِفُ فَرَسًا؛ثَمِلٌ إِذَا صَفَرَ اللِّجَامُ كَأَنَّهُ رَجُلٌ ، يُلَوِّحُ بِالْيَدَيْنِ؛، سَلِيبُ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ, الْمُنْذِرُ: الْمُعْلِمُ الَّذِي يُعَرِّفُ الْقَوْمَ بِمَا يَكُونُ قَدْ دَهَمَهُمْ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ ، وَهُوَ الْمُخَوِّفُ أَيْضًا ، وَأَصْلُ الْإِنْذَ ارِ الْإِعْلَامُ. يُقَالُ: أَنْذَرْتُهُ أُنْذِرُهُ إِنْذَارًا إِذَا أَعْلَمْتَهُ ، فَأَنَا مُنْذِرٌ وَنَذِيرٌ أَيْ مُعْلِمٌ وَمُخَوِّفٌ وَمُحَذِّرٌ. وَنَذِرْت ُ بِهِ إِذَا عَلِمْتُ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: " انْذَرِ الْقَوْمَ أَيِ احْذَرْ مِنْهُمْ وَاسْتَعِدَّ لَهُمْ وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى عِلْمٍ وَحَذَرٍ ". وَمُنْذِرٌ وَمُنَاذِرٌ: اسْمَانِ. وَبَاتَ بِلَيْلَةِ ابْنِ الْمُنْذِرِ يَعْنِي النُّعْمَانَ ، أَيْ بِلَيْلَةٍ شَدِيدَةٍ ، قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ؛وَبَاتَ بَنُو أُمِّي بِلَيْلِ ابْنِ مُنْذِرٍ وَأَبْنَاءُ أَعْمَامِي عُذُوبًا صَوَادِيَا؛عُذُوبٌ: وُقُوفٌ لَا مَاءَ لَهُمْ وَلَا طَعَامَ. وَمُنَاذِرٌ وَمُحَمَّدُ ابْنُ مَنَاذِرَ ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: اسْمٌ ، وَهُمُ الْمَنَاذِرَةُ, يُرِيدُ آلَ الْمُنْذِرِ أَوْ جَمَاعَةَ الْحَيِّ مِثْلَ الْمَهَالِبَةِ وَالْمَسَامِعَةِ ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ابْنُ مَنَاذِرَ شَاعِرٌ ، فَمَنْ فَتَحَ الْمِيمَ مِنْهُ لَمْ يَصْرِفْهُ ، وَيَقُولُ إِنَّهُ جَمْعُ مُنْذِرٍ لِأَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُنْذِرِ بْنِ مُنْذِرِ بْنِ مُنْذِرٍ ، وَمَنْ ضَمَّهَا صَرَفَهُ.