البيت العربي

أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ
عدد ابيات القصيدة:15

أَظَـبـيَـةَ الوَحـشِ لَولا ظَـبـيَةُ الأَنَسِ
لَمــا غَــدَوتُ بِـجَـدٍّ فـي الهَـوى تَـعِـسِ
وَلا سَـقَـيـتُ الثَـرى وَالمُـزنُ مُـخلِفَةٌ
دَمــعــاً يُــنَــشِّفـُهُ مِـن لَوعَـةٍ نَـفَـسـي
وَلا وَقَــفــتُ بِــجِــســمٍ مُـسـيَ ثـالِثَـةٍ
ذي أَرسُــمٍ دُرُسٍ فــي الأَرسُــمِ الدُرُسِ
صَــريــعَ مُــقــلَتِهــا سَــآلَ دِمــنَـتِهـا
قَـتـيـلَ تَـكـسـيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ
خَـريـدَةٌ لَو رَأَتـهـا الشَمسُ ما طَلَعَت
وَلَو رَآهــا قَـضـيـبُ البـانِ لَم يَـمِـسِ
مــا ضــاقَ قَـبـلَكِ خَـلخـالٌ عَـلى رَشَـأٍ
وَلا سَــمِــعــتُ بِــديــبـاجٍ عَـلى كَـنَـسِ
إِن تَـرمِـنـي نَـكَـبـاتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ
تَـرمِ اِمـرَأً غَـيـرَ رِعـديـدٍ وَلا نَـكِـسِ
يَـفـدي بَـنـيـكَ عُـبَـيـدَ اللَهِ حاسِدُهُم
بِـجَـبـهَـةِ العـيـرِ يُفدى حافِرُ الفَرَسِ
أَبـا الغَـطـارِفَـةِ الحـامـيـنَ جـارَهُمُ
وَتـارِكـي اللَيـثِ كَـلبـاً غَـيرَ مُفتَرَسِ
مِــن كُــلِّ أَبــيَــضَ وَضّــاحٍ عَــمــامَــتُهُ
كَــأَنَّمـا اِشـتَـمَـلَت نـوراً عَـلى قَـبَـسِ
دانٍ بَــعــيــدٍ مُــحِــبٍّ مُــبــغِــضٍ بَهِــجٍ
أَغَــــرَّ حُــــلوٍ مُــــمِــــرٍّ لَيِّنـــٍ شَـــرِسِ
نَـــدٍ أَبِـــيٍّ غَـــرٍ وافٍ أَخـــي ثِـــقَـــةٍ
جَـــعـــدٍ سَـــرِيٍّ نَهٍ نَـــدبٍ رَضــاً نَــدُسِ
لَو كــانَ فَــيـضُ يَـدَيـهِ مـاءَ غـادِيَـةٍ
عَزَّ القَطا في الفَيافي مَوضِعُ اليَبَسِ
أَكــارِمٌ حَــسَـدَ الأَرضَ السَـمـاءُ بِهِـم
وَقَـــصَّرَت كُـــلُّ مِــصــرٍ عَــن طَــرابُــلسِ
أَيُّ المُــلوكِ وَهُــم قَــصــدي أُحــاذِرُهُ
وَأَيُّ قِــرنٍ وَهُــم سَـيـفـي وَهُـم تُـرُسـي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.