البيت العربي
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الجَديدَ التَكَلُّما
عدد ابيات القصيدة:36
أَلَم تَـسـأَلِ الرَبـعَ الجَـديدَ التَكَلُّما
بِــمَــدفَــعِ أَشــداخٍ فَــبُــرقَــةِ أَظـلَمـا
أَبــى رَســمُ دارِ الحَــيِّ أَن يَـتَـكَـلَّمـا
وَهَـل يَـنـطِـقُ المَعروفَ مَن كانَ أَبكَما
بِـقـاعِ نَـقـيـعِ الجِـزعِ مِـن بَـطنِ يَلبَنٍ
تَـــحَـــمَّلـــَ مِـــنــهُ أَهــلُهُ فَــتَــتَهَّمــا
دِيــارٌ لِشَــعــثــاءِ الفُــؤادِ وَتِـربِهـا
لَيــالِيَ تَــحــتَــلُّ المَــراضَ فَـتَـغـلَمـا
وَإِذ هِــيَ حَــوراءُ المَــدامِـعِ تَـرتَـعـي
بِــمُــنــدَفَــعِ الوادي أَراكـاً مُـنَـظَّمـا
أَقـامَـت بِهِ بِـالصَـيـفِ حَـتّـى بَـدا لَها
نَــشــاصٌ إِذا هَـبَّتـ لَهُ الريـحُ أَرزَمـا
فَـــلَمّـــا دَنَـــت أَعـــضــادُهُ وَدَنــا لَهُ
مِــنَ الأَرضِ دانٍ جَــوزُهُ فَــتَــحَـمـحَـمـا
تَــحِــنُّ مَــطــافــيــلُ الرِبــاعِ خَــلالَهُ
إِذا اِسـتَـنَّ في حافاتِهِ البَرقُ أَثجَما
وَكــادَ بِــأَكــنــافِ العَــقــيـقِ وَئيـدُهُ
يَــحُــطُّ مِـنَ الجَـمّـاءِ رُكـنـاً مُـلَمـلَمـا
فَــلَمّــا عَــلا تُــربـانَ فَـاِنـهَـلَّ وَدقُهُ
تَـــداعـــى وَأَلقـــى بَـــركَهُ وَتَهَــزَّمــا
وَأَصــبَــحَ مِــنــهُ كُــلُّ مَــدفَــعِ تَــلعَــةٍ
يَــكُــبُّ العِــضــاهَ سَـيـلُهُ مـا تَـصَـرَّمـا
تَـنـادَوا بِـلَيـلٍ فَـاِسـتَـقَـلَّت حُـمـولُهُم
وَعــالَيـنَ أَنـمـاطَ الدِرَقـلِ المُـرَقَّمـا
عَــسَــجــنَ بِـأَعـنـاقِ الظِـبـاءِ وَأَبـرَزَت
حَـواشـي بُـرودِ القِـطـرِ وَشـياً مُنَمنَما
فَــأَنّــى تُــلاقـيـهـا إِذا حَـلَّ أَهـلُهـا
بِــوادٍ يَــمــانٍ مِــن غِــفــارٍ وَأَسـلَمـا
تَــلاقٍ بَــعـيـدٌ وَاِخـتِـلافٌ مِـنَ النَـوى
تَــلاقــيــكَهـا حَـتّـى تُـوافِـيَ مَـوسِـمـا
سَــأُهــدي لَهــا فـي كُـلِّ عـامٍ قَـصـيـدَةٍ
وَأَقــعُــدُ مَــكــفِـيّـاً بِـيَـثـرِبَ مُـكـرَمـا
أَلَســتُ بِــنِــعــمَ الجـارُ يُـؤلِفُ بَـيـتَهُ
كَـذي العُـرفِ ذا مـالٍ كَـثـيـرٍ وَمُعدَما
وَنَــدمــانِ صِــدقٍ تَـمـطُـرُ الخَـيـرَ كَـفُّهُ
إِذا راحَ فَــيّــاضَ العَـشِـيّـاتِ خِـضـرِمـا
وَصَــلتُ بِهِ رُكــنــي وَوافَــقَ شــيــمَـتـي
وَلَم أَكُ عِــضّـاً فـي النَـدامـى مُـلَوَّمـا
وَأَبــقــى لَنــا مَــرُّ الحُـروبِ وَرُزؤُهـا
سُـيـوفـاً وَأَدراعـاً وَجَـمـعـاً عَـرَمـرَمـا
إِذا اِغــبَـرَّ آفـاقُ السَـمـاءِ وَأَمـحَـلَت
كَــأَنَّ عَــلَيــهــا ثَــوبَ عَــصــبٍ مُـسَهَّمـا
حَـسِـبـتَ قُـدورَ الصـادِ حَـولَ بُـيـوتِـنـا
قَــنــابِـلَ دُهـمـاً فـي المَـحَـلَّةِ صُـيَّمـا
يَــظَــلُّ لَدَيــهــا الواغِــلونَ كَــأَنَّمــا
يُـوافـونَ بَـحـراً مِـن سُـمَـيـحَـةَ مُـفعَما
لَنـــا حـــاضِـــرٌ فَـــعــمٌ وَبــادٍ كَــأَنَّهُ
شَـــمـــاريــخُ رَضــوى عِــزَّةً وَتَــكَــرُّمــا
مَــتــى مـا تَـزِنّـا مِـن مَـعَـدٍّ بِـعُـصـبَـةٍ
وَغَــسّــانَ نَـمـنَـع حَـوضَـنـا أَن يُهَـدَّمـا
بِــكُــلِّ فَــتــىً عــاري الأَشـاجِـعِ لاحَهُ
قِـراعُ الكُـمـاةِ يَـرشَحُ المِسكَ وَالدَما
إِذا اِسـتَـدبَرَتنا الشَمسُ دَرَّت مُتونُنا
كَـأَنَّ عُـروقَ الجَـوفِ يَـنـضَـحـنَ عَـنـدَمـا
وَلَدنـا بَـنـي العَـنـقـاءِ وَاِبني مُحَرَّقٍ
فَـأَكـرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما
نُـسَـوِّدُ ذا المـالِ القَـليـلِ إِذا بَـدَت
مُــروءَتُهُ فــيــنــا وَإِن كـانَ مُـعـدِمـا
وَإِنّـا لَنَـقـري الضَـيفَ إِن جاءَ طارِقاً
مِـنَ الشَـحـمِ مـا أَمـسـى صَحيحاً مُسَلَّما
أَلَسـنـا نَـرُدُّ الكَـبـشَ عَـن طِيَّةِ الهَوى
وَنَــقــلِبُ مُــرّانَ الوَشــيــجِ مُــحَــطَّمــا
وَكــائِن تَــرى مِــن سَــيِّدٍ ذي مَهــابَــةٍ
أَبــوهُ أَبــونـا وَاِبـنُ أُخـتٍ وَمَـحـرَمـا
لَنـا الجَـفَـنـاتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى
وَأَسـيـافُـنـا يَـقـطُـرنَ مِـن نَـجـدَةٍ دَما
أَبى فِعلُنا المَعروفُ أَن نَنطِقَ الخَنا
وَقــائِلُنــا بِــالعُــرفِ إِلّا تَــكَــلُّمــا
أَبـى جـاهُـنـا عِـنـدَ المُـلوكِ وَدَفـعُنا
وَمَــلءُ جِــفــانِ الشـيـزِ حَـتّـى تَهَـزَّمـا
فَــكُــلُّ مَــعَــدٍّ قَــد جَــزَيــنـا بِـصُـنـعِهِ
فَـبُـؤسـى بِـبُـؤسـاهـا وَبِـالنُعمِ أَنعُما
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: حَسّان بن ثابِت
شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.