البيت العربي
أَهاجَكَ بِالبَيداءِ رَسمُ المَنازِلِ
عدد ابيات القصيدة:28
أَهــاجَــكَ بِــالبَــيــداءِ رَســمُ المَــنــازِلِ
نَــعَــم قَــد عَــفــاهــا كُــلُّ أَسـحَـمَ هـاطِـلِ
وَجَــرَّت عَــلَيــهــا الرامِــســاتُ ذُيــولَهــا
فَــلَم يَــبــقَ مِــنـهـا غَـيـرُ أَشـعَـثَ مـاثِـلِ
دِيــــارُ الَّتــــي راقَ الفُـــؤادَ دَلالُهـــا
وَعَـــزَّ عَـــلَيـــنـــا أَن تَـــجـــودَ بِــنــائِلِ
لَهــا عَــيــنُ كَــحــلاءِ المَــدامِـعِ مُـطـفِـلٍ
تُــراعــي نَــعــامــاً يَـرتَـعـي بِـالخَـمـائِلِ
دِيــارُ الَّتــي كــادَت وَنَــحــنُ عَــلى مِـنـىً
تَـــحُـــلُّ بِـــنـــا لَولا نَــجــاءُ الرَواحِــلِ
أَلا أَيُّهــا الســاعــي لِيُــدرِكَ مَــجــدَنــا
نَــأَتــكَ العُــلى فَــاِربَــع عَـلَيـكَ فَـسـائِلِ
فَهَـــل يَـــســتَــوي مــاءانِ أَخــضَــرُ زاخِــرٌ
وَحِـــســـيٌ ظَـــنـــونٌ مــاؤُهُ غَــيــرُ فــاضِــلِ
فَــمَــن يَــعــدِلُ الأَذنــابَ وَيـحَـكَ وَالذُرى
قَـــدِ اِخـــتَـــلَفـــا بِــرٌّ يَــحُــقُّ بِــبــاطِــلِ
تَــنــاوَل سُهَــيــلاً فــي السَــمـاءِ فَهـاتِهِ
سَـــتُـــدرِكُـــنـــا إِن نِــلتُهُ بِــالأَنــامِــلِ
أَلَســــنـــا بِـــحَـــلّاليـــنَ أَرضَ عَـــدُوِّنـــا
تَــأَرَّ قَــليــلاً سَــل بِــنـا فـي القَـبـائِلِ
تَــجِــدنـا سَـبَـقـنـا بِـالفَـعـالِ وَبِـالنَـدى
وَأَمــرِ العَــوالي فــي الخُـطـوبِ الأَوائِلِ
وَنَــحــنُ سَـبَـقـنـا النـاسَ مَـجـداً وَسُـؤدَداً
تَــليــداً وَذِكــراً نــامِــيــاً غَـيـرَ خـامِـلِ
لَنـــا جَـــبَــلٌ يَــعــلو الجِــبــالَ مُــشَــرَّفٌ
فَـــنَـــحــنُ بِــأَعــلى فَــرعِهِ المُــتَــطــاوِلِ
مَــســامــيــحُ بِــالمَــعـروفِ وَسـطَ رِحـالِنـا
وَشُــبّــانُــنــا بِــالفُــحــشِ أَبــخَــلُ بـاخِـلِ
وَمِـــن خَـــيـــرِ حَـــيٍّ تَـــعـــلَمــونَ لِســائِلٍ
عَــفــافــاً وَعــانٍ مــوثَــقٍ فــي السَـلاسِـلِ
وَمِـــن خَـــيــرِ حَــيٍّ تَــعــلَمــونَ لِجــارِهِــم
إِذا اِختارَهُم في الأَمنِ أَو في الزَلازِلِ
وَفــيــنــا إِذا مــا شُــبَّتــِ الحَـربُ سـادَةٌ
كُهـــولٌ وَفِـــتـــيـــانٌ طِـــوالُ الحَـــمــائِلِ
نَـــصَـــرنــا وَآوَيــنــا النَــبِــيَّ وَصَــدَّقَــت
أَوائِلُنــــــا بِــــــالحَــــــقِّ أَوَّلَ قــــــائِلِ
وَكُــنّــا مَــتــى يَــغــزُ النَــبِــيُّ قَــبـيـلَةً
نَــصِــل حــافَــتَـيـهِ بِـالقَـنـا وَالقَـنـابِـلِ
وَيَــومَ قُــرَيــشٍ إِذ أَتَــونــا بِــجَــمــعِهِــم
وَطِـــئنـــا العَــدُوَّ وَطــأَةَ المُــتَــثــاقِــلِ
وَفـــي أُحُـــدٍ يَــومٌ لَهُــم كــانَ مُــخــزِيــاً
نُـــطـــاعِــنُهُــم بِــالسَــمــهَــرِيِّ الذَوابِــلِ
وَيَــومَ ثَــقــيــفٍ إِذ أَتَــيــنــا دِيــارَهُــم
كَــتــائِبَ نَــمــشــي حَــولَهــا بِـالمَـنـاصِـلِ
فَــــفَــــرّوا وَشَــــدَّ اللَهُ رُكــــنَ نَـــبِـــيِّهِ
بِــكُــلِّ فَــتــىً حــامــي الحَـقـيـقَـةِ بـاسِـلِ
فَــفَــرّوا إِلى حِــصــنِ القُــصــورِ وَغَـلَّقـوا
وَكــائِن تَــرى مِــن مُــشــفِــقٍ غَــيــرِ وائِلِ
وَأَعــطَـوا بِـأَيـديـهِـم صَـغـاراً وَتـابَـعـوا
فَــــأَولى لَكُــــم أَولى حُـــداةَ الزَوامِـــلِ
وَإِنّـــــي لَسَهـــــلٌ لِلصَـــــديـــــقِ وَإِنَّنــــي
لَأَعـــدِلُ رَأسَ الأَصـــعَـــرِ المُـــتَــمــايِــلِ
وَأَجـــعَـــلُ مـــالي دونَ عِـــرضــي وِقــايَــةً
وَأَحــــجُــــبُهُ كَــــي لا يَـــطـــيـــبَ لِآكِـــلِ
وَأَيُّ جَــــديــــدٍ لَيــــسَ يُــــدرِكُهُ البِــــلى
وَأَيُّ نَــــعـــيـــمٍ لَيـــسَ يَـــومـــاً بِـــزائِلِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: حَسّان بن ثابِت
شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.