قصيدة الدهر يقظان والأحداث لم تنم للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ


عدد ابيات القصيدة:19


الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ
الدَهــرُ يَــقــظــانُ وَالأَحــداثُ لَم تَـنَـمِ
فَـــمـــا رُقـــادُكُـــمُ يــا أَشــرَفَ الأُمَــمِ
لَعَــلَّكُــم مِــن مِــراسِ الحَــربِ فــي نَـصَـبٍ
وَهَـــذِهِ ضَـــجــعَــةُ الآســادِ فــي الأَجَــمِ
لَقَــد فَــتَــحــتُـم فَـأَعـرَضـتُـم عَـلى شَـبَـعٍ
وَالفَــتــحُ يَــعــتَـرِضُ الدَولاتِ بِـالتُـخَـمِ
هَــبّــوا بِــكُــم وَبِـنـا لِلمَـجـدِ فـي زَمَـنٍ
مَـن لَم يَـكُـن فـيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ
هَـــذا الزَمـــانُ تُــنــاديــكُــم حَــوادِثُهُ
يــا دَولَةَ السَــيـفِ كـونـي دَولَةَ القَـلَمِ
فَـالسَـيـفُ يَهـدِمُ فَـجـراً مـا بَـنـى سَـحَراً
وَكُــلُّ بُــنــيــانِ عِــلمٍ غَــيــرُ مُــنــهَــدِمِ
قَـد مـاتَ فـي السِـلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ
وَسَــوَّتِ الحَــربُ بَــيــنَ البَهــمِ وَالبُهَــمِ
وَأَصـــبَـــحَ العِــلمُ رُكــنَ الآخِــذيــنَ بِهِ
مَـن لا يُـقِـم رُكـنَهُ العِـرفـانُ لَم يَـقُـمِ
النــاسُ تَـسـحَـبُ فَـضـفـاضَ الغَـنِـيِّ مَـرَحـاً
وَنَــحــنُ نَــلبُــسُ عَــنــهُ ضــيــقَـةَ العُـدُمِ
يـا فِـتـيَـةَ التُـركِ حَـيّـا اللَهُ طَـلعَتَكُم
وَصـــانَـــكُـــم وَهَـــداكُــم صــادِقَ الخِــدَمِ
أَنـتُـم غَـدُ المُـلكِ وَالإِسـلامِ لا بَـرِحا
مِـنـكُـم بِـخَـيـرِ غَـدٍ فـي المَـجـدِ مُـبـتَسِمِ
تُــحِــلُّكُــم مِــصـرُ مِـنـهـا فـي ضَـمـائِرِهـا
وَتُـــعـــلِنُ الحُــبَّ جَــمّــاً غَــيــرَ مُــتَّهــَمِ
فَـــنَـــحــنُ إِن بَــعُــدَت دارٌ وَإِن قَــرُبَــت
جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ
نــاهــيــكَ بِـالسَـبَـبِ الشَـرقِـيِّ مِـن نَـسَـبٍ
وَحَـــبَّذا سَـــبَـــبُ الإِســـلامِ مِـــن رَحِـــمِ
شَــمــلُ اللُغــاتِ لَدى الأَقــوامِ مُـلتَـئِمٌ
وَالضــادُ فــيــنـا بِـشَـمـلٍ غَـيـرِ مُـلتَـئِمِ
فَــقَــرِّبــوا بَــيـنَـنـا فـيـهـا وَبَـيـنَـكُـمُ
فَـــإِنَّهـــا أَوثَـــقُ الأَســـبــابِ وَالذِمَــمِ
وَكُـــلُّنـــا إِن أَخَــذنــا بِــالفَــلاحِ يَــدٌ
وَسَـــعَـــيـــنـــا قَـــدَمٌ فـــيــهِ إِلى قَــدَمِ
فَــلا تَــكــونُــنَّ تُــركِـيّـا الفَـتـاةُ وَلا
تِـلكَ العَـجـوزَ وَكـونـوا تُـركِـيـا القِدَمِ
فَــسَــيــفُهــا سَــيــفُهـا فـي كُـلِّ مُـعـتَـرَكٍ
وَعَـــدلُهـــا طَــوَّقَ الإِســلامَ بِــالنِــعَــمِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ