البيت العربي

الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً
عدد ابيات القصيدة:19

الغَـدرُ فـيـنـا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً
وَفــاءُهُ لَكَ خَــيــرٌ مِــن تَــوافــيــهِ
أَيــنَ الَّذي هُـوَ صـافٍ لا يُـقـالُ لَهُ
لَو أَنَّهــُ كـانَ أَو لَولا كَـذا فـيـهِ
وَتِــلكَ أَوصــافُ مَــن لَيـسَـت جِـبِـلَّتُهُ
جِــبِــلَّةَ الإِنــسِ بَـل كُـلٌّ يُـنـافـيـهِ
وَلَو عَـلِمـنـاهُ سِـرنـا طـالِبـيـنَ لَهُ
لَعَــلَّنــا بِــشِــفــا عَــمـرٍ نُـوافـيـهِ
وَالدَهــرُ يُــفــقِــدُ يَــومـاً بِهِ كَـدَرٌ
وَيَــعــوزُ الخِــلَّ بـاديـهِ كَـخـافـيـهِ
وَقَـلَّمـا تُـسـعِـفُ الدُنـيـا بِـلا تَعَبٍ
وَالدُرُّ يُـعـدَمُ فَـوقَ المـاءِ طـافـيهِ
وَمَــن أَطــالَ خِــلاجــاً فــي مَــوَدَّتِهِ
فَهَــجــرُهُ لَكَ خَــيــرٌ مِــن تَــلافـيـهِ
وَرُبَّ أَســـلافِ قَـــومٍ شَــأنُهُــم خَــلَفٌ
وَالشِـعـرُ يُـؤتـي كَثيراً مِن قَوافيهِ
نَـعـى الطَـبـيـبُ إِلى مُـضنىً حُشاشَتَهُ
مَهــلاً طَــبـيـبُ فَـإِنَّ اللَهَ شـافـيـهِ
عَـجِـبـتُ لِلمـالِكِ القِـنـطارَ مِن ذَهَبٍ
يَـبـغـي الزِيـادَةَ وَالقيراطُ كافيهِ
وَكَـثـرَةُ المـالِ سـاقَت لِلفَتى أَشَراً
كَـالذَيـلِ عَـثَّرَ عِـنـدَ المَـشيِ ضافيهِ
لَقَـد عَـرَفـتُـكَ عَـصـراً مـوقِـداً لَهَباً
مِـنَ الشَـبـيـبَـةِ لَم تَـنـضَـب أَنافيهِ
وَالشَيخُ يُحزِنُ مَن في الشَرخِ يَعهَدُهُ
كَـأَنَّهـُ الرَبـعُ هـاجَ الشَـوقَ عـافيهِ
وَمَـسـكَنُ الروحِ في الجُثمانِ أَسقَمَهُ
وَبَــيــنُهــا عَــنــهُ سُـقـمٍ يُـعـافـيـهِ
وَمــا يُــحِــسُّ إِذا مـا عـادَ مُـتَّصـِلاً
بِالتُربِ تَسفيهِ في الهابي سَوافيهِ
فَــمــا يُـبـالي أَديـمٌ وَهـيَ جـانِـبُهُ
وَلا يُـــراعُ إِذا حُـــدَّت أَشــافــيــهِ
وَحَـبَّذا الأَرضُ قَـفـراً لا يَـحُلُّ بِها
ضِــدٌّ تُــعــاديـهِ أَو خِـلمٌ تُـصـافـيـهِ
وَمــا حَـمِـدتُ كَـبـيـراً فـي تَـحَـدَّ بِهِ
وَلا عَــذَلتُ صَـغـيـراً فـي تَـجـافـيـهِ
جَـنـى أَبٌ وَضَـعَ اِبـنـاً لِلرَدى غَـرَضاً
إِن عَــقَّ فَهــوَ عَـلى جُـرمٍ يُـكـافـيـهِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).