قصيدة انظر إلى أثر الملوك للشاعر تقي الدين الرسعني الحكيم

البيت العربي

انظر إلى أثر الملوك


عدد ابيات القصيدة:4


انظر إلى أثر الملوك
انظر إلى أثر الملوك
يـــرعـــك مـــنـــه الرونــق
فـالرسـم بـعـد الظـاعـنين
لســـان حـــال يــنــطــق
عــمــرو القـصـور وعـمـروا
وتــجـمـعـوا وتـفـرقـوا
وتــأبــدوا زمـنـاً بـهـا
ومـضـوا كـأن لم يـخلقوا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أبو بكر بن يوسف بن محمد الحكيم الرسعني الملقب بالتقي، طبيب فيلسوف من رجالات الدولة السلجوقية في بلاد الروم (قونية وملطية وأقصرا) 
ترجم له ابن العديم في "بغية الطلب" وهو من أصدقائه قال: 
حكيم فاضل من أهل رأس عين، مهر في علم الطب. وشدا شيئاً من الأدب، وتمول ودخل إلى بلاد الروم، واتصل بخدمة علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو وحظي عنده، واتخذ بها أملاكاً كثيرة، ثم صار بعده مع ولده غياث الدين كيخسرو، ثم بعده مع ولده كيكاوس، وأرسله إلى حلب إلى الملك الناصر يوسف، وتوجه إلى مصر إلى الملك العظيم تورانشاه، ثم عاد إلى مخدومه، ثم جاء رسولاً إلى الملك الناصر وفي صحبته بنت علاء الدين زوج الملك الناصر، وأعطاه عطاء حسناً، وذلك في سنة إحدى وخمسين وستمائة، وعاد إلى الروم، ثم أرسله كيكاوس إلى الملك الناصر فقدم حلب مجتازاً، ونفذ إلى الملك الناصر، ثم عاد، ثم قدم عليه رسولاً حين طرق التتار بلاد الروم، فقدم دمشق، وأقام بها مدة، ثم عزم على التوجه إلى مصر ليسير في البحر إلى بلاد الروم، فسيره المصريون في البحر لإبرام الصلح بينهم وبين الملك الناصر، فقدم إلى دمشق واستحلف لهم الملك الناصر ثم صعد إلى مصر وحضر يمين صاحبها الملك المنصور للملك الناصر، ثم عاد إلى دمشق فأقام بها مدة وعزم على التوجه إلى مصر لانقطاع الطرق إلى الروم، فورد قاصد من كيكاوس بكتاب إلى الملك الناصر يطلب منه أن يوجه إليه الحكيم المذكور، وأخبرني القاصد المذكور أنه لو وصل إليه قتله، فخاف خوفاً عظيماً ومرض وكتب إلى الفرنج بالساحل يطلب منهم أماناً على نفسه وماله، فأجابوه إلى ذلك، وأقام مريضاً أياماً وتوفي بدمشق في شهر ربيع الأول من سنة سبع وخمسين وستمائة، وأوصى أن يتصدق عنه بثلث ماله ويستفك منه أسارى، وأسند وصيته إلى الأمير جمال الدين موسى بن يغمور ووصل رسوله إلى الفرنج بالأمان له بعد موته وأحضره إلي، وكان الحكيم المذكور قد اجتمع بي مراراً، وكان حلو النطق دمث الأخلاق، وجري بيني وبينه مذاكرات، وأنشدني عدة مقطعات من شعره أكثرها هجاء، فلم أكتب عنه شيئاً، وأنشدني عماد الدين علي بن عبد الله بن التلمساني بحماة، قال: أنشدني الحكيم تقي الدين أبو بكر الرسعني لنفسه، وكتبها على باب شباك بالجوسق بحماة:
انظر إلى أثر الملوك يرعك منه الرونق
فالرسم بعد الظاعنين لسان حال ينطق
عمرو القصور وعمروا وتجمعوا وتفرقوا
وتأبدوا زمناً بها ومضوا كأن لم يخلقوا