البيت العربي

بِاللَهِ يا نَسَماتِ النيلِ في السَحَرِ
عدد ابيات القصيدة:24

بِـاللَهِ يـا نَـسَـمـاتِ النـيـلِ فـي السَـحَـرِ
هَــل عِــنــدَكُــنَّ عَــنِ الأَحــبـابِ مِـن خَـبَـرِ
عَــــرَفــــتُــــكُــــنَّ بِـــعَـــرفٍ لا أُكَـــيِّفـــُهُ
لا فـي الغَـوالي وَلا في النَورِ وَالزَهَرِ
مِــن بَـعـضِ مـا مَـسَـحَ الحُـسـنُ الوُجـوهَ بِهِ
بَــيــنَ الجَـبـيـنِ وَبَـيـنَ الفَـرقِ وَالشَـعَـرِ
فَهَــل عَــلِقــتُــنَّ أَثــنــاءَ السُــرى أَرَجــاً
مِــنَ الغَــدائِرِ أَو طــيــبــاً مِــنَ الطُــرَرِ
هِــجــتُــنَّ لي لَوعَــةً فــي القَـلبِ كـامِـنَـةً
وَالجُــرحُ إِن تَــعــتَــرِضــهُ نَــســمَــةٌ يَـثُـرِ
ذَكَــرتُ مِــصــرَ وَمَــن أَهــوى وَمَــجــلِسَــنــا
عَــلى الجَــزيــرَةِ بَــيـنَ الجِـسـرِ وَالنَهَـرِ
وَاليَـــومُ أَشـــيَـــبُ وَالآفـــاقُ مُــذهَــبَــةٌ
وَالشَــمــسُ مُــصــفَــرَةٌ تَــجــري لِمُــنــحَــدَرِ
وَالنَــخــلُ مُــتَّشــِحٌ بِــالغَــيــمِ تَــحــسَــبُهُ
هــيــفَ العَــرائِسِ فــي بــيــضٍ مِــنَ الأَزُرِ
وَمـــا شَـــجـــانِـــيَ إِلّا صَـــوتُ ســـاقِــيَــةٍ
تَـسـتَـقـبِـلُ اللَيـلَ بَـيـنَ النَـوحِ وَالعَـبَرِ
لَم يَـتـرُكِ الوَجـدُ مِـنـهـا غَـيـرَ أَضـلُعِهـا
وَغَــيــرَ دَمــعٍ كَــصَــوبِ الغَــيــثِ مُـنـهَـمِـرِ
بَـــخـــيـــلَةٌ بِـــمَــآقــيــهــا فَــلَو سُــئِلَت
جَــفــنـاً يُـعـيـنُ أَخـا الأَشـواقِ لَم تُـعِـرِ
فــي لَيــلَةٍ مِــن لَيــالي الدَهــرِ طَــيِّبــَةٍ
مَــحــا بِهــا كُــلَّ ذَنــبٍ غَــيــرِ مُــغــتَـفَـرِ
عَــفَّتــ وَعَــفَّ الهَــوى فــيـهـا وَفـازَ بِهـا
عَــــفُّ الإِشـــارَةِ وَالأَلفـــاظِ وَالنَـــظَـــرِ
بِــتــنــا وَبـاتَـت حَـنـانـاً حَـولَنـا وَرِضـاً
ثَــلاثَــةٌ بَــيــنَ سَــمــعِ الحُــبِّ وَالبَــصَــرِ
لا أَكــذِبُ اللَهَ كــانَ النَــجـمُ رابِـعَـنـا
لَو يُـذكَـرُ النَـجـمُ بَـعـدَ البَـدرِ فـي خَبَرِ
وَأَنــصَــفَــتــنــا فَــظُــلمٌ أَن تُــجــازِيَهــا
شَـكـوى مِـنَ الطـولِ أَو شَـكـوى مِـنَ القِـصَرِ
دَع بَــعــدَ ريــقَــةِ مَــن تَهــوى وَمَــنـطِـقِهِ
ما قيلَ في الكَأسِ أَو ما قيلَ في الوَتَرِ
وَلا تُـــبـــالِ بِــكِــنــزٍ بَــعــدَ مَــبــسِــمِهِ
أَغــلى اليَــواقـيـتُ مـا أُعـطـيـتَ وَالدُرَرِ
وَلَم يَـــــرُعـــــنــــي إِلّا قَــــولُ عــــاذِلَةٍ
مــا بــالُ أَحــمَــدَ لَم يَــحــلُم وَلَم يَـقِـرِ
هَــــلّا تَـــرَفَّعـــَ عَـــن لَهـــوٍ وَعَـــن لَعِـــبٍ
إِنَّ الصَــغــائِرَ تُــغـري النَـفـسَ بِـالصَـغَـرِ
فَـــقُـــلتُ لِلمَـــجـــدِ أَشـــعـــاري مُــسَــيَّرَةً
وَفـي غَـوانـي العُـلا لا في المَها وَطَري
مِـــصـــرُ العَــزيــزَةُ مــا لي لا أُوَدِّعُهــا
وَداعَ مُـــحـــتَـــفِـــظٍ بِـــالعَهـــدِ مُـــدَّكِـــرِ
خَـلَّفـتُ فـيـهـا القَـطـا مـا بَـيـنَ ذي زَغَبٍ
وَذي تَـــمـــائِمَ لَم يَـــنـــهَــض وَلَم يَــطِــرِ
أَســـلَمـــتُهُــم لِعُــيــونِ اللَهِ تَــحــرُسُهُــم
وَأَســـلَمـــونــي لِظِــلِّ اللَهِ فــي البَــشَــرِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932