قصيدة بانت سعاد ففي العينين تسهيد للشاعر الأَخطَل

البيت العربي

بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ


عدد ابيات القصيدة:46


بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ
بـانَـت سُـعـادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ
وَاِسـتَـحـقَـبَـت لُبَّهـُ فَـالقَـلبُ مَعمودُ
وَقَـد تَـكـونُ سُـلَيـمـى غَـيـرَ ذي خُلُفٍ
فَـاليَـومَ أَخلَفَ مِن سَلمى المَواعيدُ
لَمـعـاً وَإيـمـاضَ بَرقٍ ما يَصوبُ لَنا
وَلَو بَدا مِن سُلَيمى النَحرُ وَالجيدُ
إِمّـا تَـريني حَناني الشيبُ مِن كِبَرٍ
كَـالنَـسـرِ أَرجُـفُ وَالإِنـسـانُ مَهدودُ
وَقَـد يَـكـونُ الصِـبـا مِـنّـي بِـمَنزِلَةٍ
يَـومـاً وَتَقتادُني الهيفُ الرَعاديدُ
يـا قَـلَّ خَيرُ الغَواني كَيفَ رُغنَ بِهِ
فَــشِــربُهُ وَشَــلٌ فــيــهِــنَّ تَــصــريــدُ
أَعـرَضـنَ مِن شَمَطٍ في الرَأسِ لاحَ بِهِ
فَهُــنَّ مِــنّــي إِذا أَبـصَـرنَـنـي حـيـدُ
قَـد كُـنَّ يَـعـهَـدنَ مِـنّي مَضحَكاً حَسَناً
وَمَـفـرِقـاً حَـسَـرَت عَـنـهُ العَـنـاقـيدُ
فَهُــنَّ يَــشـدونَ مِـنّـي بَـعـضَ مَـعـرِفَـةٍ
وَهُــنَّ بِــالوُدِّ لا بُــخــلٌ وَلا جــودُ
قَـد كـانَ عَهـدي جَـديداً فَاِستُبِدَّ بِهِ
وَالعَهــدُ مُـتَّبـَعٌ مـا فـيـهِ مَـنـشـودُ
يَـقُـلنَ لا أَنـتَ بَـعـلٌ يُـسـتَـقادُ لَهُ
وَلا الشَـبـابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ
هَـلِ الشَـبـابُ الَّذي قَـد فاتَ مَردودُ
أَم هَـل دَواءٌ يَـرُدُّ الشَـيـبَ مَـوجـودُ
لَن يَرجِعَ الشيبُ شُبّاناً وَلَن يَجِدوا
عِـدلَ الشَـبابِ لَهُم ما أَورَقَ العودُ
إِنَّ الشَــبــابَ لَمَــحــمـودٌ بَـشـاشَـتُهُ
وَالشَــيــبُ مُــنـصَـرَفٌ عَـنـهُ وَمَـصـدودُ
أَمــا يَــزيــدُ فَــإِنّـي لَسـتُ نـاسِـيَهُ
حَـتّـى يُـغَـيِّبـَنـي فـي الرَمـسِ مَلحودُ
جَــزاكَ رَبُّكــَ عَــن مُــســتَــفـرِدٍ وَحَـدٍ
نَــفــاهُ عَــن أَهــلِهِ جُـرمٌ وَتَـشـريـدُ
مُـسـتَـشـرَفٍ قَـد رَمـاهُ النـاسُ كُـلُّهُمُ
كَــأَنَّهــُ مِــن سُـمـومِ الصَـيـفِ سَـفّـودُ
جَــزاءَ يــوسُــفَ إِحـسـانـاً وَمَـغـفِـرَةٍ
أَو مِــثــلَمــا جُـزِيَ هـارونٌ وَداوُودُ
أَو مِـثـلَ مـا نـالَ نوحٌ في سَفينَتِهِ
إِذِ اِســتَــجـابَ لِنـوحٍ وَهـوَ مَـنـجـودُ
أَعـطـاهُ مِـن لَذَّةِ الدُنـيـا وَأَسـكَنَهُ
فـي جَـنَّةـٍ نَـعـمَـةٌ مِـنـهـا وَتَـخـليـدُ
فَـمـا يَـزالُ جَـدا نُـعـمـاكَ يَـمطُرُني
وَإِن نَــأَيــتُ وَسَــيــبٌ مِـنـكَ مَـرفـودُ
هَـل تُـبـلِغَـنّـي يَـزيـداً ذاتُ مَـعجَمَةٍ
كَــأَنَّهــا صَــخــرَةٌ صَــمّــاءُ صَــيـخـودُ
مِـنَ اللَواتـي إِذا لانَـت عَـريكَتُها
كـــانَ لَهـــا بَــعــدَهُ آلٌ وَمَــجــلودُ
تَهـدي سَـواهِمَ يَطويها العَنيقُ بِنا
فَــالعـيـسُ مُـنـعَـلَةٌ أَقـرابُهـا سـودُ
تَـــلفَـــحُهُـــنَّ حَـــرورٌ كُــلَّ هــاجِــرَةٍ
فَــكُــلُّهـا نَـقِـبُ الأَخـفـافِ مَـجـهـودُ
كَـــأَنَّهـــا قـــارِبٌ أَقـــرى حَــلائِلَهُ
ذاتَ السَـلاسِـلِ حَـتّـى أَيـبَـسَ العودُ
ثُــمَّ تَــرَبَّعــَ أُبــلِيّــاً وَقَـد حَـمِـيَـت
مِـنـهُ الدَكـادِكُ وَالأُكـمُ القَراديدُ
فَـظَـلَّ مُـرتَـبِـئاً وَالأُخـذُ قَـد حَـمِيَت
وَظَــنَّ أَنَّ سَــبــيــلَ الأُخـذِ مَـثـمـودُ
ثُــمَّ اِســتَــمَـرَّ يُـجـاريـهِـنَّ لا ضَـرَعٌ
مُهــرٌ وَلا ثَــلِبٌ أَفــنــاهُ تَــعـويـدُ
طاوي المِعى لاحَهُ التَعداءُ صَيفَتَهُ
كَــأَنَّمــا هُــوَ فــي آثــارِهــا سـيـدُ
ضَـخـمُ المِـلاطَـينِ مَوّارُ الضُحى هَزِجٌ
كَــأَنَّ زُبــرَتَهُ فــي الآلِ عُــنــقــودُ
يَــنــضِــحــنَهُ بِــصِــلابٍ مــا تُـؤَيِّسـُهُ
قَـد كـانَ فـي نَـحـرِهِ مِـنـهُـنَّ تَفصيدُ
فَهُـنَّ يَـنـبـونَ عَن جَأبِ الأَديمِ كَما
تَـنـبـو عَـنِ البَـقَـرِيّـاتِ الجَـلاميدُ
إِذا اِنـصَـمـا حَـنِـقـاً حـاذَرنَ شَـدَّتَهُ
فَهُــنَّ مِــن خَــوفِهِ شَــتّــى عَــبـاديـدُ
يَــنــصَـبُّ فـي بَـطـنِ أُبـلِيٍّ وَيَـبـحَـثُهُ
فــي كُــلِّ مُــنــبَـطَـحٍ مِـنـهُ أَخـاديـدُ
إِذا أَرادَ سِـوى أَطـهـارِهـا اِمتَنَعَت
مِـنـهُ سَـراعـيـفُ أَمـثالُ القَنا قودُ
يَـصـيـفُ عَـنـهُـنَّ أَحـيـانـاً بِـمَـنـخِرِهِ
فَـبِـاللَبـانِ وَبِـاللِيـتَـيـنِ تَـكـديـدُ
يَـنـضِـحـنَ بِـالبَـولِ أَولاداً مُـغَـرَّقَةً
لَم تَـفـتَـحِ القُـفلَ عَنهُنَّ الأَقاليدُ
بَـنـاتِ شَهـرَيـنِ لَم يَـنـبُت لَها وَبَرٌ
مِـثـلَ اليَـرابـيـعِ حُـمرٌ هُنَّ أَو سودُ
مِثلَ الدَعاميصِ في الأَرحامِ غائِرَةً
سُـدَّ الخَـصـاصُ عَـلَيـهـا فَهـوَ مَـسدودُ
تَـمـوتُ طَـوراً وَتَـحـيـا فـي أَسِـرَّتِها
كَـمـا تَـفَـلَّتُ فـي الرُبـطِ المَراويدُ
كَــأَنَّ تَـعـشـيـرَهُ فـيـهـا وَقَـد وَرَدَت
عَـيـنَـي فَـصـيـلٍ قُبَيلَ الصُبحِ تَغريدُ
ظَـلَّ الرُمـاةُ قُـعـوداً فـي مَـراصِدِهِم
لِلصَــيــدِ كُـلَّ صَـبـاحٍ عِـنـدَهُـم عـيـدُ
مِثلَ الذِئابِ إِذا ما أَوجَسوا قَنَصاً
كـانَـت لَهُـم سَـكـتَـةٌ مُـصـغٍ وَمَـبـلودُ
بِــكُــلِّ زَوراءَ مِــرنــانٍ أُعِــدَّ لَهــا
مُــداخَــلٌ صَــحِــلٌ بِــالكَــفِّ مَــمــدودُ
عَـلى الشَـرائِعِ مـا تَـنـمـي رَمِيَّتُهُم
لَهُــم شِــواءٌ إِذا شـاؤوا وَتَـقـديـدُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.
تصنيفات قصيدة بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ